الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الإله بعل فى الأساطير والعهد القديم والقرآن

طلعت رضوان

2018 / 6 / 2
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني



ورد اسم (بعل) كثيرًا فى الكتب التى أرّختْ لتاريخ العرب قبل الإسلام، بصفته أحد الآلهة السائدة فى الدول المجاورة لجزيرة العرب، ومن بين هذه الكتب كتاب (مغامرة العقل الأولى) تأليف المفكرالسورى الكبيرفرّاس السواح (دارعلاء الدين بدمشق- الطبعة العاشرة- عام1993) فذكرأنّ (بعل) كان أحد آلهة سوريا (ص49) وذكرأنّ (بعل) عبده العبريون فى مطلع تاريخهم أيضًـا، وكان إله أجدادهم الأولين، كما يحدثنا بذلك كتاب العهد القديم. كما نجد الإله (بعل) هو رب المطروالسحاب والصاعقة. وكان ينافسه الإله (موت) وكانا فى حالة صراع دائم (ص111) وذكرأنّ بنى إسرائيل لم يتوقفوا عن عبادة آلهة السوريين طوال تاريخهم. فهذا يعقوب يطلب من أهل بيته أنْ ينزعوا الآلهة السورية من وسطهم. حيث قال يعقوب لبنيه: اعزلوا الآلهة الغريبة التى بينكم وتطهروا..فأعطوا يعقوب كل الآلهة الغريبة التى بين أيديهم.. وهؤلاء بنوإسرائيل وموسى بينهم يتركون (يهوه) ويتجهون لعبادة بعل. وذكركاتب العهد القديم ((وتعلق إسرائيل ببعل. فحمى غضب الرب على إسرائيل. وقال الرب لموسى خذ جميع رؤوس الشعب وعلقهم للرب مقابل الشمس (ســِــفرعدد رقم25: من1- 5)
ونتيجة للصراع الدائم بين الآلهة فى الأساطيرالسابقة على الديانة العبرية، فإنّ (بعل) فى الأسطورة الأوغاريتية ليس مغلوبـًـا على أمره مثل الإله (تموز) ولم يكن الإله (يم) هوالعدوالأخيرالذى تصدى للإله بعل. وبعل سيجد نفسه كثيرًا فى معارك لاحصرلها. وكل سبع سنوات ينبرى له الإله (موت) ويتحداه، فيسلم بعل نفسه له، ويهبط إلى العالم السفلى، ولكنه يعود منتصرًا إلى الحياة بعد معركة عنيفة دارتْ بين بعل و(عناة) من جهة، وبين (موت) واتباعه من جهة ثانية. حيث تقتل الإلهة (عناة) الإله (موت) وتقطيعه ونشرجسده فى الحقول. ويقوم بعل من جهته بالقضاء على بقية القوى الموالية للإله موت (ص346، 347)
وفى موضع آخرمن الأسطورة فإنّ (بعل) يـُـسرع إلى تنفيذ تعليمات الإله (موت) ولكنه قبل هبوطه يقوم بمضاجعة عجلة سبع وسبعون مرة متوالية، فتحمل العجلة منه. وبعد أنْ يضمن بعل لنفسه الاستمرارعن طريق الغلام الذى زرع بذرته فى رحم العجلة ينزل إلى العالم السفلى، وهناك يستلب منه الإله (موت) روحه. ووفق نص الأسطورة فإنّ الإله بعل العلى مات.. هلك الإله سيد الأرض (ص350)
وذكرالمفكرالعراقى الكبير(جواد على) عن الآلهة لدى الشعوب القديمة فى فصل عن (ملوك سبأ) أنه كان لهم آلهة خاصة، واتخذوا لها بيوتــًـا للعبادة فى عدة أماكن. وكان من بين الآلهة (تألب ريام) الذى انتشرتْ عبادته خاصة فى أيام اغتصاب الأسرالهمدانية لعرش سبأ، حيث أصبح إله الحكومة الرسمى، فتقرّبتْ إليه القبائل الأخرى ونذرتْ له النذور. وكان من بين الآلهة- كذلك- الإله (بعل) وكان له معبد خاص به. وكلمة بعل تعنى: السيد والرب (تاريخ العرب قبل الإسلام- ج2- طبعة هيئة قصورالثقافة- عام2010- ص216)
بعد ذلك جاء بنوإسرائيل واعترفوا بالإله (بعل) حيث أنه كان فى ((بقعة لبنان إلى الجبل الأقرع...وأعطاها يشوع لأسباط إسرائيل ميراثــًـا...إلخ)) (سفريشوع- الإصحاح12: 7، 8) وهوالمعنى الذى تكرّرفى سفرقضاة2الإصحاح3. وتكرّراسم بعل حيث جاء بالنص: قال ملاك الرب لإيليا انزل معه. لاتخف منه. فقام ونزل معه إلى الملك. وقال له: هكذا قال الرب. من أجل أنك أرسلت رسلا لتسأل (بعل) إله عفرون. أليس لأنه لايوجد فى إسرائيل إله لتسأل عن كلامه...إلخ (سفرالملوك الثانى: الإصحاح الأول)
وبعد ذلك جاء القرآن فأكــّـد على ما سبق، سواء فى أساطيرالشعوب القديمة، أوفى العهد القديم، فبعد أنْ رفض المشركون (كما نعتهم القرآن) دعوة الدين الجديد (الإسلام) خاطبهم بآية ((أتدعون بعلا وتذرون أحسن الخالقين)) (الصافات/125) ومعنى (تذرون) أى تتركون أحسن الخالقين. وبالرغم من أنّ القرآن اعترف بأنّ (بعل) أحد الآلهة الذى يؤمن به المشركون ويلجأون إليه، فإنه اعتبرالرجل المتزوج هو(بعل) زوجته وشريكة حياته، وهوما نصّـتْ عليه آية ((وإنْ امرأة خافتْ من بعلها نشوزًا أوإعراضًـا...إلخ)) (النساء/128) وتأكــّـد نفس المعنى فى آية ((قالت يا ويلتى أألد وأنا عجوزوهذا بعلى شيخـًـا...إلخ)) (هود/72)
وهكذا يتبيـّن أنّ الدين اليهودى والإسلام، كانا على اتفاق مع أساطيرالمنطقة، من حيث الاعتراف بوجود آلهة سابقة على إله بنى إسرائيل (مرة يهوه، مرة إيل، ومرات باسم إسرائيل) وسابقة على إله العرب (الله) وكان من بين تلك الآلهة الإله (بعل) الذى ساوتْ اليهودية والإسلام بينه وبين زوج المرأة، بصفته السيد والرب الذى يجب أنْ تخضع له.
***








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - 1محاكاة تعبيرات تاريخية
ابو محمد ( 2018 / 6 / 2 - 13:07 )
الغريب العجيب يا سيد طلعت انه اهل الكتاب يحبون القصص الجنسية المنسوجة حول الهة مزعومة او اكاذيب حول غراميات الانبياء مما جعل فناني اوروبا يبدعون تلك القصص برسومات تراها على جدران المعابد بالوانها السحرية والاداء الفني القوي
وكان الناس يشربون تلك القصص شربا في قلوبهم فيدخلوا في سكرات من المجون يعتقدونه بدورهم ايمان
هناك قضية توضيحية على المسار التاريخي فبني اسرائيل بعد امنوا بالله الواحد القهار ودخلوا فلسطين مع داؤود وبعد رخائهم في مملكة سليمان الذي مات وترك مملكته لابنين واحد صالح والاخر فاسد فقد اتخذ بنو اسرائيل من الهة اهل سوريا وفلسطين واشرها كان بعل المسمى تبع الخصوبة والفحولة وشعب حينها المؤدلج له سالومي العاهرة سيروق لهم هذا الحال الفاسد والذي شجع على الزنا والذي ابتدا من عادات الشعوب الوثنية حولهم حيث كانت نسائهم يغوين بني اسرائيل على ترك الدين والعفة الى ان تبعوا وبتحريض من اربابهم رذائل شعوب المنطقة الذين للاسف والجهل التاريخي يتباهى جموع الغوغاء بالانتماء اليهم لاثبات الاسبقية التاريخية للارض فلسطين
بعل تعني الخصوبة مثل زرع بعل تمتد جذوره لجلب الماء ولما يضعف تطلب السقاية


2 - البعلية 2
ابو محمد ( 2018 / 6 / 2 - 13:25 )
وناتي لتحليل لقب بعلي وحسب ذكرها لغويا فمعناها واضح وجلي وبياني علمي خاصة بعد العلوم الجديدة بامكانية التلقيح بالانابيب والكبسولات بالمختبر
فعند بشرى الانجاب الطبيعي ان يقال هذا الزوج المخصب( بعلي) انتهى الامل به كمخصب طبيعي مثل معنى الزرع البعل وانما الحكاية بحاجة لتدخل خارجي لاجل السقاية للحرث والانبات
ولاحظ هكذا كان عند القول جئنا(كوسيط خارجي) لتحريض الانجاب بشكل غير مالوف او ميكانيكي طبيعي
وهذا اساسا مضمون اللبس الذي اصاب بني اسرائيل عند حمل مريم العذراء بالمسيح عليه السلام خارج نظام البعلية لانه اساسا ما فيش بعل
والغريب انهم تعاطوا مع ايات سيدنا ابراهيم في وهب الغلام لابراهيم وهو اسحق وهو عجوز وامراته عاقر وكانت منها السلالة
واقاموا الدنيا واقعدوها لحتى اليوم ان كيف تلد امراة بدون بعل المستمد خصوبته من الارض كسلالة ارضية
فقالوا اذن هي سماوية والصقوا به الالوهية وهو لم يدعيها بتاتا فشكلوا الكذبة الكبرى واضلوا العالم ضلالا كبيرا
الجميع وخاصة من اوتوا الكتاب ان الله عرشه في السماء يدبر الامر كما بداه بكن فيكون
ايامنا لو عايز يجيك ولد وانت عمرك 100 يجيك مخبريا دون ان تمتد جذورك ؟؟


3 - البعلية 3
ابو محمد ( 2018 / 6 / 2 - 13:41 )
اما ما تفضلت به ان اسرائيل والاسباط عبدوا بعل فهذا لبس عندك او عند من كتبوا القصة بالاسفار
فاطلاق بني اسرائيل على قوم تعني كل الشعب وواضح ذلك بيانيا في القران الكريم فعند قوم يا بني اسرائيل اي شعب اسرائيل كله وكذلك وردت من ال يعقوب فلما ترد في ذكر تاريخي ان بني اسرائيل عملوا كذا وكذا لا تعني الابناء المباشرين الاسباط
ولاحظ سيد طلعت كباحث عندما حضرت الوفاة سيدنا يعقوب عليه السلام جمع ابناءه وقال لهم
أم كنتم شهداء إذ حضر يعقوب الموت إذ قال لبنيه ما تعبدون من بعدي قالوا نعبد إلهك وإله آبائك إبراهيم وإسماعيل وإسحاق إلها واحدا ونحن له مسلمون ( 133 ) تلك أمة قد خلت لها ما كسبت ولكم ما كسبتم ولا تسألون عما كانوا يعملون وما الحديث في كتب اليهود ان يهوا وغيره الا كذب كهنة وارباب اليهود
وفترة كانت حوالي 400 عام ترك فيها بنو اسرائيل التوراة وضيعوها في عبادة بعل ليس لجهلهم به انما هذا وثن لا يطلب منهم اي واجبات ده يبقى كويس
في سفر دانيال ان يهودا والسامرة كانتا تزنيان مع بعل اله كنعان على رؤوس الجبال؟
اشارة لتركهم التوراة والله الواحد الاحد وهنا يقصد الزنا الفكري والانحطاط العقائدي