الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


جمهورية ابو جهامة # 3

منير الكلداني

2018 / 6 / 3
الادب والفن


** يا ابا جهامة ، لقد ادخلتني في دوامة لا مفر منها ، ما دخل التاريخ بالتبرير بالايمان ، الا ترى ان هذه ثلاثة مواضيع لا تلتقي بشيء ؟
** انت تتعلم جيدا يا افلاطون فاستمع اذن
ان التاريخ هو عبارة عن احداث وقعت والمؤرخ هو الذي يعرض الحدث من منظاره الخاص بحسب ما يعتقده (( سواءا كان الهيا ام لا )) وهو بذلك يقوم بعملية توجيه التاريخ لما يعتقده فهو لا يعرض الحدث بما هو حدث ، بل يترك اثر معتقده فيه ، فيبرر لمن يحب وينتقد من يكره وهو بذلك يكون وصيا على التاريخ بل احيانا يتم التلاعب بالكثير نتيجة لذلك ..
** رجعنا لنفس المشكلة من التبرير للاشخاص الذين يرى البعض بقداستهم فهم بهذا الفهم سيتدخلون بالتاريخ لاجل من يرون قداسته وكم من مقدس عند قوم هو مجرم بنظر اخرين !!
** احسنت وهذا هو الفيصل الذي يقودنا لمنهج تاريخي نتخلص فيه من جميع انواع التبريرات مع الاحتفاظ بقدسية الافراد في نظر الجميع !!
** لقد زدت الامر غموضا يا ابا جهامة وما تدعو اليه يكاد يكون مستحيلا !!
** حسنا سابسط لك المسالة اكثر :
ياتي المؤرخ ليؤرخ لزمن طوفان النبي نوح فينقل الحدث ان هناك طوفانا حصل في هذا الوقت وكان سببه انهمار ماء السماء وينابيع الارض فهنا نجد حدثا ارتبط بنبي (( شخص مقدس )) فالمؤرخ الالهي الذي يؤمن باي معتقد الهي يرى ان هذا الحدث قد وقع فعلا ولن يحتاج ان يجعل هناك تبريرا لما حدث فالطوفان حادث وقع بمشيئة الرب واما الشخص الذي لا يعتقد بالاله فسيقول ان هذه اساطير بابلية لانه يريد ان ينفي كل شيء الهي فسيقوم بوضع التبرير (( انها اسطورة )) فهو يعتمد كل ما جاء فيها ليقول بنقضها ، اي ان المؤرخ هذا ياخذ النص الاسطوري برمته ولا يحلله ويقوم بهدمه كله نتيجة (( لمعتقده )) ، والعكس ايضا صحيح فالذي يؤمن باله ينقض الاسطورة كلها ولا يحللها لان فيه مثلا وجود الهه لا يؤمن بهم وهذا ايضا (( تبرير )) يهدم النصوص بداعي المعتقد وكلاهما لا ينسجمان مع التفكير المنطقي السليم .
** اذن افهم من كلامك ان المؤرخ عليه ان يقف مع الحدث سواء وافق معتقده ام لا ، ثم يقوم بتحليله فيقبل ما يراه صائبا ويرفض ما يراه غير صائب ...
** ليس هذا ، بل ان الحدث ياتي من مصادر متعددة وعليه ان يقاطع تلك المصادر وياخذ المشتركات ولاعطيك مثالا اقرب
حدثت حرب الخليج الاولى بين العراق وايران فقال العراقيون ان ايران هي من اعتدت وايران قالت العكس نفهم من هذا ان العنصر المشترك في هذا الحدث هو وقوع الحرب فهي حقيقة مؤكدة ولكن الاختلاف وقع فيمن بدا ومن هنا حتى نحسم هذا الجدل يجب ان نرى طرفا ثالثا محايدا قد يحل هذا الاشكال ، وهذا نفسه موجود في قصة الطوفان فبعد مقاطعة النصوص يثبت للجميع سواءا كان بنص الهي ام اسطورة ان الطوفان قد حدث وباقي التفاصيل المختلف فيها نحللها ونرى اوجه التشابه بين الاساطير والنصوص الدينية لتكون كتابة التاريخ منهجية اكثر ومنتجة اكثر في فلسفة التاريخ








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أشرف زكي: أشرف عبد الغفور كان من رموز الفن في مصر والعالم ا


.. المخرج خالد جلال: الفنان أشرف عبد الغفور كان واحدا من أفضل ا




.. شريف منير يروج لشخصيته في فيلم السرب قبل عرضه 1 مايو


.. حفل تا?بين ا?شرف عبد الغفور في المركز القومي بالمسرح




.. في ذكرى رحيله الـ 20 ..الفنان محمود مرسي أحد العلامات البار