الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحج التدمري

أمجد سيجري
كاتب وباحث

(Amjad Sijary)

2018 / 6 / 3
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات


عُثر في تدمر على عدد كبير من اللقى الأثرية تضمن تماثيل لعدد من الألهة عبدها التدمريون عرفت أسمائها من خلال ما وردنا في الكتابات التدمرية والتي ذكرت ما يقارب اثنين وعشرين صنماً ومن هذه والالهة التي عبدها التدمرين ماعرف بالاله بل وهو أحد الالهة الأكادية ذاته بعل او بول عند ارتباطه بالاسماء الاخرى مثل " زبدي بول " فقد كان بل هو إله تدمر اﻷكبر ونتيجة التقديس الكبير الذي قدسه التدمرين أطلق عليه اليونانين زيوس zeus
نلاخظ في الكتابات التدمرية استعمالها الكنايات والنعوت اﻹلهية كما في الاديان السماوية عموماً واليهودية خصوصاً في تجنب ذكر اسم الاله وذكره من خلال صفاته واسماء الالهة الحسنى بدلًا من اسمها فمثلا نجد، استعمال لفظة " تبارك اسمه " و " رب العالم " و " الله المحسن " و " رب العالمين "
كما وجد عند التدمريين ثالوث مقدس يتكون من (بل -يرحبول -عجلبول ) وكما اسلفنا كان بل كبير هذا الثالوث المكون من بل الاله الاكبر المتعالي رب العالمين نلاحظ ارتباط اسم الالهة الصغار باسم الاله الاكبر على مبدأ الأقنوم المصري- المسيحي الذي كان الارتباط يتم بالاله الأكبر رع كمثل " أمون رع " مع ملاحظة أن بل عرف في بعض الكتابات كإله شمسي اكبر.
ومعبد بل هو معبد تم بنائه في القرن الثاني قبل الميلاد وكان مبنى طيني تم بناء معبد على أنقاضه سنة 32 م وانتهى بنائه في القرن الثاني ميلادي كما كان بداخل المعبد هيكل تميز باحتوائه على محرايب (محراب ايمن جنوبي ومحراب ايسر شمالي) تحتوي تماثيل الالهة التي تتم عبادتها ونلاحظ تقارب مع الفكرة اليهو-اسلامية حول المحاريب والتوجه في الصلاة نحو المحراب.
- كما نميز حج التدمريين الذي كانت تتم الدعوة اليه بما يعرف "التيسيرا" الى معبد بل وهو يطابق في طقوسه تقريباً الحج الإسلامي وكان يتم في السادس من نيسان طبعاً اغلب الشعوب التي عبدت الالهة الشمسية كانت تحتفل في تلك الفترة احتفالاً بالربيع والخلاص فكان الحجاج التدمريين يسيرون مع تمثال الاله بل المحمول على جمل مع نذورهم ثم يتوجهون للمذبح ويذبحون الأضاحي ويبداون بتناول هذه الأضاخي ثم يقومون بطواف واحد حول المعبد الكبير ثم طواف اخر حول الهيكل الداخلي او مايعرف بالطواف الصغير .
كما نلاحظ في الهيكل كتلة حجرية تدعم السقف نحت على الوجه الخلفي للكتلة الحجرية نقش محاربين بلباس روماني لكن نلاحظ وجود أجنحة لهذيين المحاربيين كتصور الملائكة في الأديان السماوية ﴿جَاعِلِ الْمَلَائِكَةِ رُسُلًا أُولِي أَجْنِحَةٍ مَّثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ يَزِيدُ فِي الْخَلْقِ مَا يَشَاء﴾(فاطر 1) وكما صورهم فنانوا عصر النهضة نجدهم يراقبون الصراع بين الحصان والحية الممثل للصراع بين الخير والشر.
كما نلاحظ أن الإله بل يدوس يقدمه على تنين بمشهد يطابق قتل مردوخ لتيامات في الاساطير البابلية على اعتبار أن بل هو أحد الالهة الأكادية انتقلت الى تدمر كما يعتبره البعض ذاته مردوخ .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل بدأ العد العكسي لعملية رفح؟ | #التاسعة


.. إيران وإسرائيل .. روسيا تدخل على خط التهدئة | #غرفة_الأخبار




.. فيتو أميركي .. وتنديد وخيبة أمل فلسطينية | #غرفة_الأخبار


.. بعد غلقه بسبب الحرب الإسرائيلية.. مخبز العجور إلى العمل في غ




.. تعرف على أصفهان الإيرانية وأهم مواقعها النووية والعسكرية