الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


( من عندك ولا من عدنهْ)

محمد الذهبي

2018 / 6 / 3
مواضيع وابحاث سياسية


(من عندك ولا من عدنهْ)
محمد الذهبي
يحكى ان رجلاً دخل المسجد ليصلي، فلم يجد ماءً للوضوء، فخرج وهو ينظر الى السماء ويخاطب ربه: ( من عندك ولا من عدنهْ)، وحسب ذلك عذراً له في ترك الصلاة، وتذكرني هذه الحكاية بأغنية للمطرب صلاح عبد الغفور حيث يقول فيها: (منك بدت مو منّي... معذور انه وتعذرني... انته إزرعت دربي أورود... وانته اكطعتهن عنّي)، ونحن على تخوم عهد جديد ينذر بالجفاف والفقر والوساخة، عهد ربما اضطر المصلين ان يجمعوا التراب ليؤدوا صلاتهم ويتيمموا، حينها سنرى كثبان التراب في أبواب المساجد والبيوت، وبدل ان يغسل وجهه غسلتين يضع التراب على وجهه مرتين، فيغط الجميع في تراب لا حدود له ولانهاية، لم تكن بركات دجلة قليلة، ومثلما نحاول ان نحافظ على ديننا علينا ان نحافظ على وطننا الذي تختصره دجلة ويختصره الفرات، فالعراق بلا دجلة والفرات صحراء قاحلة لا ارض للسواد ولا ارض للبياض، دجلة والفرات هما عصب الحياة للعراقيين، ليس في هذه الفترة التي مسك فيها زمام المبادرة أناس لا يعلمون قيمة الحياة، وليسوا من أصحاب المبادرة، بل منذ نشوء الخليقة، عدد من الوزارات والوزراء بلا نفع او دفع، يحاولون تسخيف كل شيء، وآخر التسخيفات التي ترنم بها وزير الموارد المائية، انه يوصي بوضع خزانات إضافية على سطوح البيوت، بربكم أرأيتم أغبى من هذه المعالجة لمشكلة كبيرة سوف تذهب بالعراق وأهله وسوف تقصم ظهور سياسييه ومراجعه وأئمته، ستموت الحيوانات في البداية ومن ثم سيموت الزرع فلا عنبر ولا نعيمه ولا حتى ادنان، وبعدها ستتشقق الأرض ومن ثم تبدأ طوابير الناس على حصة الماء التموينية، وتقوم الحكومة مشكورة بوضع بطاقات وأرقام وصور رب العائلة وعائلته، وتكون بطاقة الماء من الأوراق الرسمية المهمة، وتقوم بافتتاح دائرة خاصة تابعة للداخلية وترصد لها ميزانية بالمليارات للاضطلاع بهذه المهمة العسيرة، بعدها ستأتي السوق السوداء، ويباع الماء بالسوق السوداء، ويصبح له سماسرة وباعة متجولون.
هذا ليس حلما مزعجاً ولكنه أمر متوقع من حكومة معالجاتها تنخفض الى أدنى من هذا المستوى، كأن يبادر رئيس الوزراء الى وضع خزانات في المنطقة الخضراء، تشبه خزان الباب الشرقي، وتانكي الثورة وسواهما من التانكيات التي كانت تعج بها العاصمة، ربما هذه المعالجة هي أفضل معالجة بعد الاجتماعات والتداول مع مجلسي النواب والوزراء، هؤلاء لا يمكن التعب معهم الى أكثر من هذا الحد، فهم يضيعون الوطن جزءاً بعد جزء، ويحتاجون الى لغة أخرى، لغة المجارية، والمجارية أصحاب الحمير، ويحكى ان مجاريا بتعجيم الجيم من أهالي النجف، كانت له بنت، تقدم اليها شاب مهذب، وكلما طلبها من أبيها رفض أبوها طلبه، اصطحب السادة والشيوخ والمثقفين، ولكن الأب مصر على رأيه، فصادف ان قص قصته على احد المجارية زملاء أبيها في المهنة، فقال : انا أخطبها لك، اخذ الشاب معه، وطرق الباب وهو يصيح بأعلى صوته: اطلع ابو المطايه، اطلع كوّاد، اطلع اخلكح....، خرج ابو البنت المجاري، وهو يردد: ولك فضحتنه اسكت، فبادره بزيك قوي، عفطه، فقال له: اسكت وكل شيء تحت أمرك، ووافق في الحال على الخطبة، عمي هذوله مو مال مقالات استخدموا وياهم اسلوب المجارية، هسه ايكلبون، ولا داعي ان نترك الصلاة ونقول لله: (من عندك ولا من عدنه).








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل بدأ العد العكسي لعملية رفح؟ | #التاسعة


.. إيران وإسرائيل .. روسيا تدخل على خط التهدئة | #غرفة_الأخبار




.. فيتو أميركي .. وتنديد وخيبة أمل فلسطينية | #غرفة_الأخبار


.. بعد غلقه بسبب الحرب الإسرائيلية.. مخبز العجور إلى العمل في غ




.. تعرف على أصفهان الإيرانية وأهم مواقعها النووية والعسكرية