الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التشكيلي مظفر لامي، وحالة البحث الموجع عن الجمال ..!

وجدان عبدالعزيز

2018 / 6 / 4
الادب والفن


يقينا ان المبدع في شتى انواع الابداع ، هو عبارة عن موهبة وفطنة خلاقة واسلوب ، يقول ارنست فيشر: (أن الأسلوب الذى يستخدمه الفنان فى عملة ماهو إلا قوة لها إستقلالها الذاتى تتحكم فى كل ماعداها) ، أي إن الأسلوب نوع من النمط الفنى يختلف عن بعض الأنواع الأخرى ، فى أنه يتضمن مجموعة متكررة أو مركبا متكررا من السمات فى الفن يتصل بعضها بالبعض الأخر ، وهى طريقة خاصة لاختيار عناصر العمل الفنى وتنظيمها ، يمكن تكرارها وتنويعها فى منتجات كثيرة مختلفة ، ومن ثم فإن الأسلوب يمكننا من تصنيف ووصف الأعمال الفنية المختلفة ، وبالتالي ننسبها للمبدع الفلاني دون غيره .وامامي مساحات ابداعية متنوعة للقاص والفنان التشكيلي مظفر لامي ، الذي ماانفك مستمرا بوجع في دأبه عن التميز ، وترك اثرا معينا ، وما لفت نظري وادهشني ابداعاته التشكيلية التكوينية المعبرة ، لذا يدلنا عمله الفني باختلافه عن الاخر في بناء وتنظيم العناصر التشكيلية ( النقطة والخط واللون و الفراغ والشكل و المساحة …) في إطار معين بحيث ينتج عن هذا التنظيم علاقات تحقق بعض القيم الفنية ( كالإيقاع والاتزان و الوحدة والتنوع والحركة ) , وهذه القيم هي التي تحدد مدى نجاح العمل الفني وتميز كل عمل عن الآخر. واجد في محاولات الفنان مظفر لامي جدية في امتلاكها للموضوع ، رغم الغموض الذي يكتنف سياقات تكويناته، الا ان هذا الغموض اعطى ابعادا فلسفية دلت على امتلاك وعي وقصدية في توجيه القيم الفنية للوحة التشكيلية ، وهنا حفز المتلقي بكد الذهن في استرداد المعنى ، فمن خلال استيعاب المتلقي لدى استفادة الفنان مظفر لما في الوجود من أشياء وتكوينات مادية ـ طبيعية أم صناعية خاضعة لترتيب معين وفق سياق خاص، يعطي الأشياء وجودها التكويني الذي به جملة عناصر داخلة في طبيعة التكوين ، ولها دور كبير في تحريك الأشياء والفضاء، فهو يشرع وبقصدية واعية تؤدي في النهاية الى انتاج اثر فني يحرك الذائقة الجمالية ، ويدعو للتأمل ، فالمادة الجامدة تعالج لتأخذ شكلاً ، قد تضاف إليه قطعة أو تنزع منها قطعة وتلعب اليدان والأصابع والأدوات دورها في عملية التكوين ، حتى يتكون العمل رويداً ويقترب من التكوين النهائي. وتتخذ الأشكال مرحلتها الثابتة، وتتكون ـ في سياق العمل ـ التقعرات والتحدبات والفضاءات لتتخذ مواقعها المقررة. والفنان مظفر تطاول مع فترات تتكرر فيها عمليات التجربة والخطى التي تثمر شيئا ، فهو يضع مواده على باليت الرسم ويرسم أشكاله بهذه الألوان على قماش اللوحة، ثم يجمع الأشكال ليكون منها مجموعة أكبر من الأحجام والأشكال المختلفة ، فكل فنان يبدأ بعناصر أساسية والحالة النهائية للعمل تعتمد كلياً على طبيعة تلك العناصر. والفنان مظفر لامي محاولاته جادة في الوصول الى التميز من خلال ترجمة احاسيسه اللاشعورية الى لون وظل ولوحة تشكيلية فيها كل مقاييس الابداع هنا يطرح السؤال نفسه (هل الفنان التشكيلي يصل بسلاسة ونعومة بلوحة مميزة الى شواطىء المتذوق والمتلقي فالجواب لا ليس كل فنان تشكيلي لديه القدرة للوصول الى حالة التمييز في لوحاته ، بل يحدث العكس حيث ان الكثير من الاساليب الفنية للكثير من الفنانين التشكيليين احدثت فراغا غير منسجم مع المتذوق والمتلقي ، لان اللوحة بطبيعتها معالة ادارية واذا ما احدث الفنان الفوضى فيها تحولت مفاهيم معطيات الضوء والظل كلها من الايجاب الى السلب فلكل لوحة قصة ولكل قصة بداية ولكل بداية مجموعة من المفردات اللاشعورية الخيالية تمكن المتذوق والمتلقي للدخول في عمق اللوحة الفنية) ...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كيف أصبحت المأكولات الأرمنيّة جزءًا من ثقافة المطبخ اللبناني


.. بعد فيديو البصق.. شمس الكويتية ممنوعة من الغناء في العراق




.. صباح العربية | بصوته الرائع.. الفنان الفلسطيني معن رباع يبدع


.. الأسود والنمور بيكلموها!! .. عجايب عالم السيرك في مصر




.. فتاة السيرك تروى لحظات الرعـــب أثناء سقوطها و هى تؤدى فقرته