الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الأستاذة/المحامية والبنت البارة لمحافظة تطاوين بالجنوب الشرقي التونسي نجاة لبيض:المحاماة مهنة أخلاقية بالأساس لذلك وجب على المحامي الاعتصام بالفضيلة فهي التي ستكفل له القيام بالواجب الاجتماعي المحمول عليه في تطوير مجتمعه و الأخذ بيده ليرتقي دروب التحضّر و الأخلاق .

محمد المحسن
كاتب

2018 / 6 / 5
مواضيع وابحاث سياسية


لم أكن أعرفها من قبل ..ساقتني الأقدار إليها بعد أن نال مني الظلم في هذا الزمن الكافر،والقهر السافر في نخاع العظم.
هي فتاة على قدر رفيع من الجمال فضلا عن دماثة الأخلاق والبراعة الفائقة في سبر أغوار نفسية الإنسان (المتشكي)
ترتدي حجابا..زادها عفة على عفة..سؤالها محدد غير قابل للممزايدة ولا للمخاتلة..تعي ما تقول وما تسأل..وتربك عمدا -حريفها-بأسئلة دقيقة لهثا منها خلف الحقيقية سيما ونحن نعيش زمنا متخما بالأراجيف،الإفتراءات والأكاذيب..
تنتصر للحق والحقيقة ولا تتاجر بأحزان المظلومين..
فتاة قانون -إستوعبت درسها جيدا-بعد أن أفنت جزءا من شبابها الغض على مقاعد الدراسة بكلية الحقوق تونس (متحصلة على شهادة الماجستير من كلية الحقوق بتونس)
بعد أن رويت على مسامعها قصتي الموغلة في القهر الجارح (خلاف عائلي لم تألفه ربوع الجنوب الشرقي التونسي) ودونت ملاحظاتها ببراعة ومهارة بعد أن -أرهقتني بأسئلة جد دقيقة-كما أسلفت-لا غابة من ورائها سوى إكتشاف الحقيقة ومن ثم الدفاع بفصاحتها المعهودة عن موكلها..إكتشفت فجأة أني كاتب صحفي عتيق أكتب (بكل تواضع وبمنأى عن النرجسية بكبريات الصحف العربية والعالمية)..
الإكتشاف -المذهل- جاء على إثر سؤال طرحتها عليها ولكأني -أصبحت أنا المحامي-وهي المتظلمة: قصتي يا أستاذة شبيهة بالأقاصيص الإغريقية..ولكن هل بإمكالنك أن تحدثيني قليلا عن كرامة المحامين و شرف المهنة..؟
فأجابتني الأستاذة المتألقة والبنت البارة لمحافظة تطاوين نجاة لبيض بإبتسامة عذبة قائلة:"الواقع العملي يجب أن لا ينسيها قضيتها الجوهرية ألا وهي الدفاع عن المهنة وسموها ونبلها وشرفها، وتحصينها ضد كل ما ينزع عنها التجرد والنزاهة والاستقامة والأمانة والكرامة والشرف المسلح بالعلم ومكارم الأخلاق.فالمحاماة رسالة نبيلة ذات أهداف سامية وليست عملا رتيبا مأجورا لأنها تأبى بطبيعتها الرتابة وتنبذ الافتقار للإبداع، وللمحامي أن يمارس مهمته تحت طائلة الكرامة والإيمان العميق بعلوها ونبلها وشرفها، لكن لا يعني ذلك عدم الاهتمام بالقضايا الموكولة ودراستها بطريقة مستوفية واقعا وقانونا وإلا كان هناك إخلال بالأمانة ومن ثمة يعد ذلك حنثا بيمين المهنة وإلقاء عرض الحائط بمبادئها السامية. فعلى قدر ما تتطلبه ممارسة المهنة من صناعة وتواضع، بقدر ما تتطلب أيضا شجاعة الرأي وإعماله في القضايا بعد الإلمام بها .فدور المحامي لا يقتصر على إسداء الخدمات القانونية والإحاطة بالمتقاضين بل هو فاعل في مجتمعه يسعى لرقيه وازدهاره فمن شيم المحامي النبل والكرامة والوقار والسمو والاحترام والجرأة والشجاعة ونصرة الحق والحرية والقضايا العادلة ضد الطغيان والاستبداد مع التأكيد على انه لا علاقة بين الاحترام والتزلف والاستجداء،كما لا علاقة بين شجاعة الرأي والتهور والاستهتار.فالمحامي قد اختار مهنته لكن الأخلاق المهنية قدره فواجباته تجاه مهنته ومجتمعه تستوجب الاستقامة التامة. وتجدر الإشارة إلى أن أخلاقيات مهنة المحاماة تعد موروثا عالميا مشتركا بين أصحاب العباءة السوداء في جميع أصقاع العالم، وان كانت هذه القواعد والأعراف متطورة من بلد إلى آخر،وترسيخ هذه المبادئ يستوجب الاستنارة بما ورثناه من رواد مهنتنا في تونس مع التطلع في نفس الوقت إلى أخلاقيات المهنة في المجتمعات الأخرى بهدف إثراء أخلاقيات مهنتنا في تونس التحرير وتحصينها أكثر فأكثر من التجاوزات خدمة للأجيال القادمة.
ويستشف مما سبق تبيانه أن أخلاقيات المهنة وما تستوعبه من مبادئ أخلاقية ضرورة حتمية للمحامي أينما كان وكيفما كان وان اختلفت المعايير التي يعتمدها كل مجتمع في ضبط ماهية الأخلاق، غير أن الفضيلة والرفعة والنبل والاستقامة والأمانة والكرامة والشرف لا يمكن بأي حال من الأحوال أن تتحمل أكثر من معنى أو تفسير وهي مبادئ على المحامي أن يتمسك بها إلى حد اعتبارها طقوسا وذلك مهما شهد مجتمعه من تطور ثقافي واجتماعي واقتصادي. فحقل المحاماة كالأدغال مترامي الأطراف ومتشابك العلاقات والحركة داخله تقتضي الحرص على أخلاقيات المهنة والحفاظ على التوازنات والعلاقات المتكافلة مع الفاعلين فيه، فإذا ما طفت بعض التناقضات أو الصراعات فمن الواجب تسويتها بما يضمن استمرار حقل المحاماة فاعلا ومنتجا ومساهما في ترسيخ العدل وتأبيد الطمأنينة والدفاع عن القضايا العادلة.."
وبما أني "صحفي ماكر" أطرح دوما أسئلة مخاتلة لأربك محاوري أردفت سؤالي بسؤال آخر: أين يتموقع المحامي داخل المنظومة الإجتماعية..؟ فأجابتني بإبتسامة راقية ورفيعة:"المحامي عنصر فعّال في مجتمعه، لا يقتصر دوره على إسداء الخدمات القانونية والإحاطة بالمتقاضين بل يتجاوزه إلى تطوير مجتمعه والرفع من مستوى تفكيره. ولكل ذلك على المحامي أن يكون متخلقا، معتصما بأهداب الفضيلة."
ثم أضافت:" المحامي اختار مهنته ولكن أخلاقه المهنية هي قدره.التزامات المحامي تجاه مهنته ومجتمعه تتطلب الاستقامة التامة فهو المعلم وهو القدوة. ويتجلى من كل ذلك أن الأخلاق ضرورية للمحامي في جميع أنحاء العالم ومهما اختلفت المقاييس التي يعتمدها كل مجتمع في تحديد ماهية الأخلاق فإن الفضيلة والرفعة والشرف لا يمكن أن يكون لها أكثر من معنى ولا تحتمل أكثر من تفسير.
ولعل ترسيخ المبادئ الأخلاقية العريقة يقتضي منا الاستنارة بما أورثه لنا رواد مهنتنا في تونس ولكن أيضا علينا التطلع إلى المعايير الأخلاقية التي يعتمدها المحامون في المجتمعات المتقدمة مما سيلهمنا مبادئ أخلاقية جديدة نتبنى منها ما يتلائم مع تطلعاتنا ونورثه بدورنا إلى أجيال مقبلة."
على سبيل الخاتمة:
الأجر الذي يتقاضاه المحامي عن الخدمات القانونية التي يقدّمها هي حق مكفول له قانونيا وشرعيا غير أن الواجب الأخلاقي للمحامي يحتم عليه عدم الإثراء على حساب المتقاضين وتقدير أتعابه بكل موضوعية، ذلك أن المحامي في تقديره لأتعابه عليه أن يراعي الحالة المادية لموكله، فالمحامي مهمته أن يجلب الحقوق لأصحابها لا أن يتقاسمها معهم. وقد نصّ القانون التونسي وكذلك القانون الأمريكي على وجوب مراعاة ظروف المتقاضي.
الأستاذة المتألقة بجهة تطاوين نجاة لبيض تقول: الأجر الذي يتقاضاه المحامي عن الخدمات القانونية التي يقدّمها،هي حق مكفول له قانونيا وشرعيا غير أن الواجب الأخلاقي للمحامي يحتم عليه عدم الإثراء على حساب المتقاضين وتقدير أتعابه بكل موضوعية، ذلك أن المحامي في تقديره لأتعابه عليه أن يراعي الحالة المادية لموكله، فالمحامي مهمته أن يجلب الحقوق لأصحابها لا أن يتقاسمها معهم.وقد نصّ القانون التونسي وكذلك القانون الأمريكي على وجوب مراعاة ظروف المتقاضي.
هذه الأستاذة الفذة/المحامية نجاة لبيض رفضت على غرار ما فعله العدل المنفذ الذي عرف بدماثة أخلاقه وبراعته الفائقة في تطبيق القانون: الأستاذ المبروك العابدي أخذ أجرة أتعابهما مني(أجرة الخدمات القانونية) بعد أن إكتشفا أن جسدي هدته العلل،كما أن أمعائي غدت خاوية كجيبي تماما بعد أن رحل نجلي (24 سنة) إلى الماوراء حيث نهر الأبدية ودموع بني البشر أجمعين.. ذات صيف دامع من سنة 2017 غريقا بإحدى البحيرات الألمانية ..
ختاما أقول: قبعتي يا أستاذتنا الفذة نجاة لبيض..وقبعتي أيضا يا أستاذنا الفاضل المبروك العابدي..وكفى..
على سبيل الخاتمة:
إن هذه المقال كان محاولة بسيطة للتعريف بأخلاقيات مهنة المحاماة، ذلك أن الالمام بجميع المعطيات المتعلقة بهذا الموضوع وذكر جميع القواعد السلوكية الأخلاقية يستوجب أكثر من دراسة. أخلاقيات مهنة المحاماة هي إرث معنوي عريق لا سبيل إلى التنازل عنه أو الاكتفاء ببعضه،ولعل الصعوبات التي تعترض مهنة المحاماة اليوم والتحديات التي ما فتئت ترفع أمامها تستوجب من المحامين أكثر من أي وقت مضى التمسّك بأخلاق مهنتهم والتكاتف حول المبادئ الأخلاقية التي هي أساس مهنتهم.المحاماة هيأمانتهم (المحامون والمحاميات) التي في محافظتهم عليها يضمنون حتما مستقبل مجتمعنا الذي يحتاجنا رعاة للحق وحماة للأخلاق ودفاعا عن الحرّية فيه. إن كل فرد في سلك المحامات مسؤول عن حماية أخلاقيات هذه المهنة النبيلة والذود عنها كمسؤوليته عن حماية كل ضعيف وطالب حق.المحامي هو خط الدفاع الأول للمجتمع ضد الاستعمار الثقافي والاقتصادي الجديد والأولي بالفارس أن يحمل اللواء ويكون القدوة والمثال.
بقايا من التحايا أهديها إلى الأستاذة نجاة لبيض وكذا الأستاذ (العدل المنفذ المبروك العابدي) المنتميان الإثنان معا إلى محافظة تطاوين-كما أسلفت-بالجنوب الشرقي التونسي لما اتسما به من رفعة في الأخلاق قولا وعملا وسلوكا..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بلينكن في الصين يحمل تحذيرات لبكين؟ • فرانس 24 / FRANCE 24


.. زيارة سابعة مرتقبة لوزير الخارجية الأميركي إلى الشرق الأوسط




.. حرب حزب الله وإسرائيل.. اغتيالات وتوسيع جبهات | #ملف_اليوم


.. الاستخبارات الأوكرانية تعلن استهداف حقلي نفط روسيين بطائرات




.. تزايد المؤشرات السياسية والعسكرية على اقتراب عملية عسكرية إس