الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
أزمة المياه في العراق وحلولها
فلاح أمين الرهيمي
2018 / 6 / 5مواضيع وابحاث سياسية
لم تكن أزمة مياه دجلة والفرات جديدة وإنما بدأت منذ القرن الماضي وكانت الحكومات ترسل الوفود إلى تركيا لبحث موضوع المياه التي تنبع من أراضيها وتأثيرها على الزراعة في العراق. إن أن هذه الأزمة تعمقت أكثر متزامنة مع الاحتلال الأمريكي المشؤوم للعراق عام / 2003 وحلّ الجيش العراقي وقوى الأمن الداخلي من قبل الحاكم الأمريكي على العراق (بول بريمر) وأصبحت حدود العراق منفلتة بدون رقيب وحسيب لأنواع مختلفة من البشر وأغرقت أسواق العراق بالسلع والبضائع (من الإبرة إلى السيارات) من دول الجوار ومختلف دول العالم بالمكدسات الرديئة والسيئة منها وكأنها على موعد مع الاحتلال وقرار بريمر بجعل الحدود العراقية بهذه الصورة لتطبيق قاعدة العولمة على الاقتصاد والسوق العراقية (دعه يدخل ودعه يخرج للبشر والمال والسلع والبضائع) وقد رافقت هذه الظاهرة المدمرة للاقتصاد العراقي والرأسمال الوطني والإنتاج الزراعي والصناعي الوطني العراقي قيام دول الجوار بتجفيف مياه الأنهار التي تنبع من أراضيها وتسقي الأراضي الزراعية في العراق التي كانت تسد حاجة الشعب العراقي منها فتصحرت الأراضي الزراعية بسبب الجفاف والإهمال وأصبح العراق دولة ريعية وشعبها استهلاكي وغير منتج يعتمد على عائدات النفط من الأموال التي يستورد بها من دول الجوار السلع والبضائع الصناعية والزراعية لإشباع حاجات وملئ بطون أبناء الشعب العراقي ..!! وكما يبدو من صمت الحكومات السابقة والتي تألفت في فترة الاحتلال الأمريكي المشؤوم للعراق كانت تغظ الطرف عما يجري في هذا المجال في العراق وتأثيره على الأمن الغذائي العراقي .. وبعد أن استفحلت هذه الظاهرة المدمرة والإفرازات السلبية على الوضع الاقتصادي والاجتماعي في العراق انتبهت الحكومات العراقية لهذه الظاهرة الزراعية في العراق حينما لاحظت أن الأنهار التي تنبع من دول الجوار (إيران وتركيا) في طريقها إلى الجفاف النهائي وتصبح هذه الأنهار العظيمة التي كسب العراق أحد ألقابه وشهرته منها حينما كان يطلق عليه (بلاد الرافدين) و (أرض السواد لخصوبتها). أصبح الآن على رفوف متاحف التاريخ.
إن الشعب العراقي يعتمد حوالي 90% في غذاءه من الألبان واللحوم والمنتجات الزراعية وغيرها على ما يستورد منها من تركيا وإيران التي ينبع منهما الأنهار التي تروي المزروعات والحيوانات في العراق والتي كان إنتاجهما يكفي ذاتياً غذاء الشعب العراقي وهذا يعني أن من مصلحة هاتين الدولتين وكذلك السعودية ودول الخليج التي تستورد منها بعض المشتقات الحيوانية كاللحوم والألبان أن تبقى ظاهرة الجفاف للأنهار في العراق حتى يستمر تصدير المنتجات الحيوانية والزراعية إلى العراق والتي تقدر مبالغها بالعشرات من مليارات الدولارات وكما هو معلوم أن العلاقات بين الدول لا تقوم على الصداقات ونكران الذات وإنما تقوم على قاعدة المصالح.
إن جعل الشعب العراقي يصبح استهلاكي واقتصاده ريعي ويعتمد في غذاءه ليس ذاتياً وإنما على دول الجوار يفرز سلبيات كثيرة منها أن يصبح الشعب العراقي استهلاكي وغير منتج وهذه الظاهرة خطرة تؤدي إلى أن يموت الشعب العراقي جوعاً إذا أغلقت حدودها مع العراق لعدة أسباب. كما يشكل خلل وخطر على الأمن الغذائي العراقي. كما يفسح المجال لتدخل لهذه الدول في الشؤون الداخلية للعراق وأسباب ضغط على سياسته الخارجية في العلاقات الدولية. كما تؤدي إلى تبذير مليارات الدولارات على سلع وبضائع من الممكن تصنيعها في العراق وتكفي لغذاء الشعب العراقي.
إن هذه الظاهرة تحلّ عن طريق توفير المياه التي تروي الأراضي الزراعية والحيوانات في العراق إن هذه الحالة يمكن معالجتها وإيجاد الحلول لها إذا عجزت وسدت الطرق الدبلوماسية والمؤسسات الدولية ذات العلاقة بمشكلة التنازع بين دول الجوار بسبب المياه. هي أن تبادر حكومة العراق بإجراءات حازمة مع الدول التي تنبع منها المياه التي تسقي الأراضي الزراعية وتروي الحيوانات التي تنتج المواد الغذائية.
إن دولتي تركيا وإيران معهما والعراق علاقات تجارية واسعة جداً. ما يستورد منهما يقدر بعشرات المليارات من الدولارات إضافة إلى العلاقات السياسية والثقافية. وفي حالة لم تتوصل الجهود الإنسانية والدبلوماسية إلى نتائج لا تسبب الأضرار للشعب العراقي يمكن الاعتماد عليها وإذا كانت النتائج بعكس ذلك وتقوم على المصالح الذاتية الأنانية يمكن اللجوء إلى الشكاوي في المؤسسات الدولية والتهديد بقطع العلاقات التجارية وحتى السياسية واللجوء إلى الطرق العلمية والاستفادة من المياه الجوفية وحفر الآبار والاستفادة من طبيعة المياه المتوفرة حالياً في الأنهار وعدم التبذير لها عن طريق بث الوعي الفكري والثقافة بين أبناء الشعب.
إن الشعب العراقي العظيم سوف يكون الظهير المساند والداعم والمتفاني لحكومته الوطنية وحينما تباشر ببناء المشاريع الإنتاجية الصغيرة والكبيرة في المجالات الصناعية والزراعية التي تفتح صدرها لجميع الشباب للعمل والجهد والإنتاج وإنقاذهم من مستنقع الفقر والبطالة والهجرة والموت غرقاً في البحار وتخلق الابتسامة على وجوه الشعب حينما يشاهد الأسواق العراقية قد امتلأت بالسلع والمنتجات العراقية ودعم المزارعين بالأسمدة والسلف لبناء وتشييد بحيرات الأسماك وتوفير الأدوية والأطباء في دوائر البيطرة للقضاء على الأمراض التي تصيب الحيوانات والعناية بها والاعتماد على الطرق والوسائل الحديثة في تطوير والاستفادة من الثروة الحيوانية وفي الزراعية ومكافحة الآفات الزراعية.
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. رويترز عن مصادر أمنية: 36 قتيلا بقصف إسرائيلي على حلب بينهم
.. شعارات الحملات الانتخابية..جدل الإنجازات وسخاء الوعود
.. المرصد: الغارات الإسرائيلية على حلب استهدفت مستودعات أسلحة ت
.. مسؤولون أميركيون: أضعفنا قدرات الحوثيين لكن الحرب ضدهم لم تن
.. كيف نراقب الوزن في شهر رمضان؟ |#رمضان_اليوم