الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الشيطان في جسد الأبله

حنان محمد السعيد
كاتبة ومترجمة وأخصائية مختبرات وراثية

(Hanan Hikal)

2018 / 6 / 5
مواضيع وابحاث سياسية


اثارت وقفة السيسي دقيقة حداد على كفاح الشعب المصري يوم حلفه اليمين الدستوري موجه من السخرية كما هو الحال في كافة مواقفه وخطاباته التي تبدو للعيان بلهاء وغير متزنة.

والحقيقة أن وراء هذا المظهر الذي يتسم بالبلاهة يكمن شيطان رجيم يعبث بمقدرات البلاد ويسوقها حثيثا نحو حتفها.

إن أخطر أنواع المجرمين هو ذلك الذي يرتدي رداء العته ويبدو للعيان مثيرا للسخرية، فكل طاقة الغضب التي ستعتمل في صدرك تجاه أفعاله الكارثية ستوجهها للسخرية منه، في الوقت الذي يسخر هو منك بصورة عملية وينكل بك ويذيقك ويلات الظلم والفقر والضياع.

إن كل يوم يمر تحت قيادته الغير حكيمة تقرب البلاد والعباد من هلاك محتم، ولا يمكن أن نعزو ذلك للخطأ أو الغباء، فكلها أفعال مدروسة بعناية وتحقق الغرض منها في تطويع وتغييب هذا الشعب وتدمير فرصه في الحياة والوجود وبيع تاريخه بعد أن تم بيع جغرافيته وثروات بلاده.

إن موقف واحد مما حدث في الخمسة سنوات الماضية كان يمكن أن يقيل حكومات ويغير انظمة بالكامل، ولكن تمكن هذا النظام من احكام قبضته على البلاد والعباد وخنق كل صوت صادق والتنكيل بأصحاب المبادرة والفاعلين في الحياة السياسية، مع تشغيل آلة تغييب وكذب مستمرة لغسيل العقول وقلب الحق باطلا والباطل حقا، وفوق ذلك تخوين أصحاب الضمائر الحية ممن لا يكنون الا الحب لهذا الوطن الذي اضاعه حثالة من اقذر وأحط أهل الأرض.

وكأن هناك ثأرا مبيتا بين هذا النظام وكل ما هو جميل وقيم في هذا البلد، وكأنهم يقسمون في كل يوم على أن يخفون ذكره الى الأبد، فهم لم يتوانوا عن بيع اثاره وأراضيه ونهره وخاماته وحرمان أهله من كل مصادر الدخل التي تقيم اقتصاده من زراعة وصناعة وسياحة، واصبحت العصابة تتحكم في كل كبيرة وصغيرة لتضمن تركيع الشعب الى الأبد.

وكنت فيما مضى اقول ساخرة أنه لم يبقى لهم الا أن يبيعوا المواطنين بالكيلو، وحتى تحقق ذلك في عصر السيسي حيث أصبح المواطنون يباعون بالجملة والقطاعي، بعد أن أصبحت مصر أكبر سوق لتجارة الأعضاء وللتجارب الدوائية.

ورغم ذلك فإن الشعب يسرق ولا يثور ويقتل بعضه البعض ولا يثور ويبيع أعضائه وأطفاله ولا يثور ويبيع عرضه ولا يثور والبعض اختار أن ينهي حياته بيديه ولكنه ايضا لا يثور، لقد تمت مهمة السيسي بنجاح ليس فقط في القضاء على هذا البلد، ولكن ايضا في القضاء على ما فيه من بشر وشجر وحجر.

وحقا له الأن أن يقف دقيقة حداد على روح ضحاياه!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ضربة إيران لإسرائيل: كيف غيرت قواعد اللعبة؟| بتوقيت برلين


.. أسو تخسر التحدي وجلال عمارة يعاقبها ????




.. إسرائيل تستهدف أرجاء قطاع غزة بعشرات الغارات الجوية والقصف ا


.. إيران قد تراجع -عقيدتها النووية- في ظل التهديدات الإسرائيلية




.. هل ستفتح مصر أبوابها للفلسطينيين إذا اجتاحت إسرائيل رفح؟ سام