الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المشهد السياسي العراقي بعد الإنتخابات ونتائجها ..الحلقة (3)

صبحي مبارك مال الله

2018 / 6 / 5
مواضيع وابحاث سياسية


تناولنا في الحلقة الثانية نتائج الإنتخابات ومخرجاتها وتداعياتها على المشهد السياسي العراقي، كما بينا موقف النواب الخاسرين في السباق الإنتخابي والتغيرات التي حدثت على عدد المقاعد التي كانت بحوزة كل كتلة. وبالرغم من ضعف المشاركة في الإنتخابات إلا إن موقف العازفين من المواطنين عن المشاركة في الإنتخابات قد أرسلوا رسالة موجعة وقوية إلى الكتل المتنفذة والتي كانت تعتقد بأنها تستطيع الحفاظ على مقاعدها. ولكن لو كانت المشاركة أكثر وبنسبة عالية لكانت النتائج أفضل وربما يحصل التغيير المنشود في ميزان القوى تحت قبة البرلمان. ظهر الموقف بعد الإنتخابات بأن النتائج متقاربة، ولايملك أي طرف قوة تشكيل الكتلة الكبيرة لوحده و المؤهلة لتشكيل الحكومة وفق برنامج إصلاحي واضح. وأبرز الكتل التي فازت هي تحالف سائرون والتي حازت على 54 مقعداً وهذا يؤهلها لتكون المحور الذي تتجمع حوله الكتل على شرط الموافقة على برنامجها.ولهذا بدأت المحادثات والحورات بين الكتل الإنتخابية وقبلها كان هناك حراك لغرض جس النبض والتوجهات، لقد تزامن هذا التحرك وهو أمر طبيعي بعد كل إنتخابات، مع الإعتراضات على النتائج وتوجيه الإتهامات إلى المفوضية من قبل المعترضين على النتائج حول تورطها في العديد من حالات التزوير وكذلك الطعن بالعد والفرز الإلكتروني، عبر وسائل الإعلام والمطالبة بإلغاء نتائج الإنتخابات وبدأ المشهد يتفاعل حيث أصدرت المفوضية بيانات لتدافع فيها عن نفسها مع إلغاء المئات من المحطات الإنتخابية والدعوة إلى تقديم الشكاوي والطعون لتأخذ طريقها القانوني. كما تحرك رئيس مجلس النواب سليم الجبوري وهو من الذين خسروا الإنتخابات، والآخرين من النواب وحسب المادة 58 من الدستور عقد جلسة إستثنائية مفتوحة بدأت بالجلسة الإستثنائية التداولية بتأريخ 19/05/2018 بعد ذلك العمل على إتخاذ قرارات تخص العملية الإنتخابية وتلتها جلستي 28 /05، 30/05/ ثم تشريع قانون تعديل قانون الإنتخابات رقم 45 لسنة 2013 بحيث يكون ساري على العملية الإنتخابية التي جرت ولصالح العد والفرز اليدوي.ولكن ماهي منطلقات هذا التحرك الذي يحدث لأول مرة بعد ثلاثة دورات، لماذا لم يستيقظ ضمير النواب سابقاً عندما كانت النتائج لصالحهم، ووقفوا موقف المتفرج من كل الشكاوي والإعتراضات وحالات التزوير البشعة، لقد كان التلاعب بالأصوات متميز. والآن وقعوا بما فعلت أياديهم عندما جرى إنتخاب مجلس مفوضين جديد، وكل مفوض فيها يمثل كتلة حزبية متنفذة ، حيث جاءت المفوضية حسب المحاصصة السياسية والحزبية وبعيدة عن الإستقلالية . ولغرض ترتيب مجلس مفوضين جدد، جرى تأخير البت في تغيير المفوضية مما إنعكس على العملية الإنتخابية ولكن المفاجئة هي بإنقلاب السحر على الساحر حيث جاءت النتائج كالصاعقة على رؤوس الفاسدين والمتنفذين الخاسرين والذين نعتوا الشعب بأقسى النعوت لأنه لم ينتخبهم. أصبحت الأجواء مشحونة وبدون تفكير ولأجل مصالح آولئك النواب الغاضبين، أخذوا يلوحون بالحرب الأهلية بإعتبار الشعب يريد بقاءهم .
فهم لم يحققوا سابقاً بعمليات التزوير والتطاول على القانون وإرتكاب الجرائم الإنتخابية بإستخدام المال السياسي وشراء الذمم واطلاق الوعود الكاذبة. ومن خلال الجلسة الإستثنائية ظهرت أصوات المطالبة (بتحقيق عادل بمبدأ الديمقراطية وبناء مستقبل العراق عليها ) أين كنتم ؟ من هذا المبدأ عندما يخترق ويُخالف. كما تقرر تشكيل لجنة تقصي الحقائق. كما رفضت الجلسة الإستثنائية أن يكون مجلس النواب لتصريف الأعمال . أثيرت مسألة عدم تزويد الكيانات بالنتائج من خلال الأقراص الإلكترونية وتم تقديم إقتراح لغرض صياغة قرار وهو المطالبة1- بالعد والفرز اليدوي بنسبة 10% من صناديق الإقتراع 2-إلغاء إنتخابات الخارج وإنتخابات تصويت النازحين المشروط وكذلك االحركة السكانية 3- تزويد الكيانات بنسخة إلكترونية 4- إعادة العد والفرز اليدوي في محافظة كركوك 5- التأكد من مطابقة البيانات المرسلة إلكتلرونياً 6- مقاضاة من أخل بعدالة الإنتخابات 7-إستمرار لجنة تقصي الحقائق. ومن خلال الجلسة الإستثنائية المفتوحة وهي مرفوضة تبعاً لقرار المحكمة الإتحادية السابق بأن لايسمح بجعل الجلسات مفتوحة بسبب غياب النصاب . لقد رفضت رئاسة الجمهورية قرارات مجلس النواب ، كما شكل مجلس الوزراء لجنةمشتركة لغرض التحقق مما حصل في الإنتخابات وبالتالي أصدرت المفوضية بيانات للرد والتوضيح علىى كل الإتهامات، كما ألغت في بيان صدرعنها 1021 محطة في إنتخابات مجلس النواب 2018 ، تم تشكيل لجان فنية وقانونية من موظفي المفوضية بهذا الصدد عملت لعدة أيام وتم إلغاء 102 محطة في عشر محافظات شملت بعض محطات التصويت العام والخاص مع التصويت المشروط للنازحين والحركة السكانية ووردت شكاوي حمراء من قبل وكلاء الأحزاب في يوم الإقتراع وتوزعت على المحافظات (اربيل 7) ، (الأنبار 51) ، (بغداد /الكرخ 17) (صلاح الدين 11) (نينوى 16) . اللجان الفنيةالمتخصصة بعد تدقيقها المحطات التي يعتقد أنها تم التلاعب بها، ألغت 852 مضافاً إليها 102 أصبح المجموع 954 محطة من أصل 2000محطة تمّ تدقيقها . المحطات الملغاة في الخارج مجموعها (67) محطة فيكون مجموع المحطات في الخارج والداخل 1021 محطة وكذلك تقررتشكيل لجان تحقيقية لمحاسبة المقصرين. لقد أثارت ممارسات رئاسة مجلس النواب والنواب الذين لم ينجحوا في الإنتخابات ولعدم قناعتهم بالنتائج أزمة جديدة بدأت تتفاقم وتكشف عن مدى الخلافات بين الكتل المتنفذة، كذلك الخلافات بين السلطة التنفيذية والتشريعية ومحاولة الإنقضاض على العملية الإنتخابية وتخريبها بسبب هذه الخلافات. وبطبيعة الحال سوف يتعقد المشهد السياسي ويطول وقت المفاوضات على حساب تشكيل الحكومة وإنعقاد الجلسة الأولى بعد الإنتهاء من الطعون والشكاوي ومن ثم المصادقة على النتائج من قبل المحكمة الإتحادية.
مسارات المفاوضات، لقد طرح تحالف سائرون برنامج إصلاحي إجتماعي إقتصادي تنموي، ومحاربة الفساد ومحاكمة الفاسدين والتأكيد على الهوية العراقية الوطنية والقرار العراقي دون أي تدخلات أجنبية في شؤون العراق وبالتالي الحفاظ على الإستقلال الوطني والسيادة. وأن لايكون العراق ساحة لتصفية الخلافات مثلاً بين أيران وأمريكا. أو يكون ضامن للمصالح الأجنبية أن المصالح المشتركة والعلاقات وفق القوانين الدولية دون التدخل في شؤون الدول هو المحور الذي يحفظ هيبة العراق كدولة مستقلة. كما إن أي كتلة أو تحالف يروم التحالف مع تحالف سائرون ضروري أن يعي ذلك ويكون الإتفاق حول مصالح الشعب والوطن وليس حول كيانات سياسية.
لقد جعلت الكتل المتنفذة والمؤمنة بالمحاصصة الطائفية وتوزيع الوزارات حسب كل كتلة، هذا النمط من إدارة الدولة كأنه نمط عُرفي لايتغير، وخلافاً للدستور أصبحت المناصب السيادية وكأنها طابو لهذه الكتلة أوتلك ولكن العمل الوطني العراقي يرفض هذه الصيغ، فالتسميات الطائفية التي جلبها المحتل إنما يراد بها تمزيق الصف الوطني والنسيج الإجتماعي. فأذا أتفقت التحالفات القريبة بعضها من البعض الآخر التي تؤمن بالدولة المدنية الديمقراطية وبالبرنامج الوطني العراقي، فسوف ينجح هذا التحالف الكبير ويفرز حكومة وطنية شجاعة تحقق متطلبات الشعب العراقي .
وأذا لم يحدث هذا فالخيار الآخر وارد، حينما تكون هناك معارضة منظمة كما ذكرنا سابقاً تعمل كصوت معارض لما يجري خلاف مصلحة الوطن والشعب .
فالطريق طويل للوصول إلى إتفاق عملي ، يضمن القيادة الجماعية ويضمن تحقيق ماجاء في البرنامج المكتوب والمتفق عليه. فالكتل الفائزة التي يعول عليها تشكيل الحكومة هي سائرون ، النصر، فتح، الحكمة، الوطنية، الحزب الديمقراطي الكوردستاني، والحزب الوطني الكوردستاني وهناك كيانات سياسية مدنية مثل التحالف المدني الديمقراطي وتمدن. وهنا يتم البحث عن نقاط التقارب والتباعد بين هذه الكيانات والكتل السياسية لغرض تشكيل الكتلة الأكبر والتي تأخذ على عاتقها رئاسة الوزراء هي الكتلة التي تحصل على 165+1 =166 مقعد وهذا يحتاج إلى بذل الجهود والتشاور وإزاحة العقبات . أما أذا أستمر الحال حسب المدارات،السابقة المحاصصة والطائفية والإثنية فلا نرجو خيراً من هكذا تحالف.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. امتعاض واعتراض وغرامات.. ما رأي الشارع العراقي بنظام المخالف


.. عبد الله حمدوك: لا حل عسكريا للحرب في السودان ويجب توحيد الم




.. إسرائيل أبلغت دول المنطقة بأن استقرارها لن يتعرض للخطر جراء


.. توقعات أميركية.. تل أبيب تسعى لضرب إيران دون التسبب بحرب شا




.. إبراهيم رئيسي: أي استهداف لمصالح إيران سيقابل برد شديد وواسع