الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لصيدلي المتميز عبد المجيد عبد النور الإبن البار لمحافظة تطاوين بالجنوب الشرقي التونسي:العاملون في مجال الرعاية الصحية..يعملون بأشرف المهن، بيد أن ذلك رهين بشرطين: أولهما: أن تمارس بكل إتقان وإخلاص، -إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه-. ثانيهما: أن تراعي في سلوكك وتصرفاتك الخلق الكريم.

محمد المحسن
كاتب

2018 / 6 / 6
الصحة والسلامة الجسدية والنفسية


الصيدلي المتميز عبد المجيد عبد النور الإبن البار لمحافظة تطاوين بالجنوب الشرقي التونسي:العاملون في مجال الرعاية الصحية..يعملون بأشرف المهن، بيد أن ذلك رهين بشرطين:
أولهما: أن تمارس بكل إتقان وإخلاص، "إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه".
ثانيهما: أن تراعي في سلوكك وتصرفاتك الخلق الكريم.



تعرف مهنة الصيدلة في عصرنا الحاضر بأنها تلك المهنة التي تهتم بفن علوم تحضير الأدوية من مصادرها الطبيعية والمشيدة معملياً، وذلك لاستخدامها في علاج الأمراض والوقاية منها والمساعدة على تشخيصها..
أعتقد أن المدخل الطبيعي لتحقيق ممارسة مهنية أخلاقية،هي الفلسفة التي ينتجها كل منا لتحقيق النجاح، إذا اعتبرنا أن النجاح يكمن في التفوق المادي فقط، فقدنا على الفور "دورنا كأصحاب رسالة تجاه الآخرين".
فالنجاح الحقيقي هو ما نستطيع أن نقدمه للآخرين، وليس فيما يستطيع الآخرون أن يقدموه لنا، وهذا لا يعني بالضرورة إنكار الذات، ولكنه يعني ان نسلك سبيلاً وسطاً ومتوازناً في الحياة.
والحديث عن أخلاقيات الممارسة في حقل رعاية الصحة يطول،إلاّ أنني وجددت نفسي مضطرا كي أشيد بخصال دكتور في الصيدلة بجهة تطاوين عبد المجيد عبد النور-الإبن البار لمحافظة تطاوين بالجنوب الشرقي التونسي-الذي اشتهرت صيدلته -بصيدلية عبد النور- حتى غدت يعرفها العام والخاص ويقصدها المرضى من كل فج عميق لدماثة أخلاق من يعملون فيها وبراعتهم الفائقة في قراءة وصفة الطبيب،فضلا عن نبل وشهامة صاحبها (عبد المحيد عبد النور) الذي لم يغلق الباب يوما أمام فقير أو محتاج،إذ كان همّه الوحيد صحة المريض وسلامته...كان كريماً متفضلاً، باراً بالناس، حسن الرأفة بالفقراء والمرضى سيما المحتاجين منهم..
هذا الدكتور/الصيدلاني الفذ(عبد المجيد عبد النور) لم أكن أعرفه،ساقتني الأقدار إلى صيدلته ذات يوم وقد نال مني الوجع في نخاع العظم سيما بعد رحيل نجلي (24 سنة) ذات صيف دامع من سنة 2017 غريقا بإحدى البحيرات الألمانية إلى الماوراء حيث نهر الأبدية ودموع البشر أجمعين.
هذا الدكتو/الصيدلي النبيل والرحيم(عبد المجيد عبد النور) المفعم بالإنسانية في زمن تحجرت فيه القلوب وقلّ فيه الكرماء ممن ينتصرون للفقراء وضعاف الحال..لم تكن لدي أموال لإشتراء الدواء.عيناي زائغتان وعليهما مسحة من ذهول.بفراسته ولباقته وكذا ذكائه تفطّن لما أعانيه،فأستقبلني بحفاوة(دون أن يعرف أني صحفي عتيق) دفع من ماله الخاص ثمن الأدوية وسلمني مبلغا ماليا كمساعدة إنسانية أراد أن يتقرّب بها إلى الله،وأراد ايصالي بسيارته إلى بيتي فرفضت وفضلت العودة مترجلا..
سألته سؤالا مخاتلا وأنا الصحفي-بكل تواضع-الذي يجيد فن السؤال :"ما فلسفة النجاح في مهنة الصيدلة..يا دكتورنا النبيل؟
فأجابني بتواضعه المعهود:"أعتقد أن المدخل لطبيعي لتحقيق ممارسة مهنية أخلاقية،هي الفلسفة التي ينتجها كل منا لتحقيق النجاح، إذا اعتبرنا أن النجاح يكمن في التفوق المادي فقط، فقدنا على الفور "دورنا كأصحاب رسالة تجاه الآخرين". فالنجاح الحقيقي هو ما نستطيع أن نقدمه للآخرين، وليس فيما يستطيع الآخرون أن يقدموه لنا،وهذا لا يعني بالضرورة إنكار الذات،ولكنه يعني أن نسلك سبيلاً وسطاً ومتوازناً في الحياة.والحديث عن أخلاقيات الممارسة في حقل الرعاية الصحية يطول إلاّ أنني أسرد بإيجاز بعضاً مما ذكره الدكتور/ زهير أحمدالسباعي، أستاذ ورئيس قسم طب الأسرة والمجتمع - جامعة الملك فيصل -بالدمام، في كتابه القيم "الطبيب أدبه وفقهه" وهو كتاب موجه لكل العاملين في مجال الرعاية الصحية."ّ يعملون بأشرف المهن، بيد أن ذلك رهين بشرطين:
أولهما: أن تمارس بكل إتقان وإخلاص، "إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه".
ثانيهما: أن تراعي في سلوكك وتصرفاتك الخلق الكريم.
لقد اتفقت شرائح المجتمع –وعلى رأسهم أهل العلم –على شرف مهنة الصيدلة ونبلها، فالصيدلاني مؤتمن على صحة النفس البشرية وهي من أثمن ما لدى الإنسان، ومؤتمن على أسرار المرضى وأعراض الناس، وذكر الرازي في فضل الصيادلة: (أنهم قد جمعوا خصالاً لَم تجتمع لغيرهم، منها اتفاق أهل الأديان والمُلك على تفضيل صناعتهم؛ واعتراف الملوك والسّوقَة بشدة الحاجة إليهم؛ ومجاهدتهم الدائمة باكتشاف المجهول في المعرفة وتحسين صناعتهم؛ واهتمامهم الدائم بإدخال السرور والراحة على غيرهم) فإن عَرف الصيدلاني قدر مهنته وعظيم شرفها لم يسعه إلاّ أن يتصرف بِما يليق بقدرها ومكانتها،ومن هنا فعلى الصيدلاني أن يتصف بكل صفة حسنة تَليق بالشرف الرفيع الذي حباه الله عز وجل لمن يقضون حوائج الناس ويمسحون آلامهم ويُفرِّجون كُربَهم، كما عليه بالمقابل أن يسمو بنفسه عن ارتكاب كل ما لا يليق به وبمهنته، كالخداع، والكذب، والتزييف، والتكبُّر، وادعاء ما لا يعرف، وأكل أموال الناس بالباطل."
ما أريد أن أقول؟
أردت القول أن شرائح المجتمع اتفقت – وعلى رأسهم أهل العلم – على شرف مهنة الصيدلة ونبلها، فالصيدلاني مؤتمن على صحة النفس البشرية وهي من أثمن ما لدى الإنسان، ومؤتمن على أسرار المرضى وأعراض الناس، وذكر الرازي في فضل الصيادلة: (أنهم قد جمعوا خصالاً لَم تجتمع لغيرهم، منها اتفاق أهل الأديان والمُلك على تفضيل صناعتهم؛ واعتراف الملوك والسّوقَة بشدة الحاجة إليهم؛ ومجاهدتهم الدائمة باكتشاف المجهول في المعرفة وتحسين صناعتهم؛ واهتمامهم الدائم بإدخال السرور والراحة على غيرهم)
وإذا كان الإسلام يحمل أهله على مكارم الأخلاق وإتقان العمل، فإنها في حق المنتمين إلى مهنة الصيدلة أوجب وأوكد،ولذا وددت الحديث هنا عن بعض الأخلاق التي ينبغي للصيدلاني المسلم أن يتحلى بها على المستويين الشخصي والمهني،ومنها الإخلاص لله تعالى واستشعار العبودية له سبحانه، فهو من أهم ما يجب أن يتصف به الصيدلاني المسلم، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إنّما الأعمالُ بالنيَّاتِ وإنّما لكُلِّ امرِئٍ ما نَوَى» [متفق عليه]، فعلى الصيدلاني المسلم أن يخلص أعماله كلها لله تعالى،عليه أن يستشعر مُراقبة الله عز وجل له في كلِّ أحواله، وأنه محاسب على كلِّ صغيرة وكبيرة.
الدكتور/الصيدلي عبد المكجيد عبد النور(صاحب صيدلية -كماأسلفت-تتوسط مدينة تطاوين،لا أمدحه،لأني لا-أجيد-فن المديح،ولست من محترفيه أصلا،رغبت فقط في الإشادة بخصاله الحميدة وكرمه-الحاتمي-آملا في أن ينسج على منواله بقية الصيادلة هنا..أو هنالك..
أردفت سؤالي بسوال آخر لا يقل "مكرا عن الأول: من هو الصيدلي الذي يكون في عمله مثالبا يحتذى به ومجلبة لإحترام الناس..؟
فأجابني بإبتسامة عذبة لا تخلو من تواضع :"من أولى وأبرز الأخلاقيات اللازمة للصيدلي في عمله و ممارسته المهنية،الصدق ونتذكر دائماً ونحن ننصح ونقدم الاستشارة للمريض،حديث الرسول صلى الله عليه وسلم:"المستشار مؤتمن".
وهو ليس صدق الكلمة فحسب، بل وصدق النيّة وصدق العمل والأداء، ولذا فهو يشمل العلاقات الإنسانية كلها، فالصيدلاني صادق في طلبه للعلم، صادق في أداء حقوق وظيفته، صادق في صرف العلاج لمرضاه ونصحهم،صادق في إجراء أبحاثه العلمية، صادق في أحواله كلها."
ثم أضاف:" شيمة التواضع يجب أن يتصف بها كل إنسان،وهي ألزم للصيدلي كمتصدي للخدمة العامة والاحتكاك المباشر بجمهور الناس.فعلى الصيدلاني أن يكون متواضعاً،متجنبا التعالي على المرضى،والنظرة الدونية لهم مهما كان مستواهم العلمي أو الاجتماعي،فهذا هو ما يجعله موضع احترام الآخرين.."
ولنا عودة إلى هذا الصيدلاني الفذ(د-عبد المجيد عبد النور) الذي جادت به الأقدار علينا بهذه الربوع القصية (تطاوين) حيث التصحر الثقافي،القحط،الجدب والجفاف..ولكنه، فضّل العمل بها-بكل نكران للذات-رغم كل المصاعب والمتاعب التي تعيشها الجهة على الصعيد الإستشفائي: نقص فادح في المعدات الطبية..ندرة طب الإختصاص..قسوة الطبيعة..إلخ، ورسّخ قدميه في أرض هي في أمس الحاجة لأطباء وصيادلة يضمدون جراح المرضى ويخلصونهم من العللل ..
قلت سأعود عبر قراءة مستفيضة إلى شمائل وخصال -الصيدلي البارع (عبد المجيد عبد النور-إبن جهة تطاوين) الذي يشهد له-كاتب هذه السطور- بالتواضع،الإنسانية والعمل الدؤوب على تقديم الدواء للمريض وفق وصفة الطبيب بحرفية عالية مشفوعة بنصائح لا يجيدها ألا من تبحّر في عالم الصيدلة ودروبه الملتوية (أحينا مجانا لضعاف الحال)..
على سبيل الخاتمة:
قمة الجبل لبعد المسافة ترى صغيرة وقد لا تُرى بالعين المجردة، وهم كذلك بالنسبة للناس لغرورهم وكبريائهم، اقتربوا لتكبروا إذا أردتم لذاتكم قيمة ولقمتكم عظمة.
أختم بالقول..دون تزلف ولا إطراء: شكرا أيها-الصيدلي النبيل-عبد المجيد عبد النور..الذي قلت لي ذات يوم:المهنة أخلاق وأمانة ..والأخلاق دين وحضارة.
قبعتي..أيها الصيدلاني الفذ عبد المجيد عبد النور
وهنا أختم:
توماس بيرسيفال ( 1740م-1804م )
أسس هذا الطبيب الإنكليزي دستوراً للأخلاقيات الطبية خاصاً بالأطباء عام 1794م ، والذي اعْتُمِدَ من قبل الأطباء الأمريكيين ،ومن ثم اعتمدته الجمعية الطبية الأمريكية (أ م أ). وكان هذا أول دستور أخلاقي يُعتمد من قبل هيئة مهنية ليحل مكان الأخلاقيات المهنية القديمة والمفسرة بطرق مختلفة ،وهكذا فقد وفر هذا الدستور معياراً للسلوكيات يتبعه مزاولو المهن الطبية.
إعلان جنيف ( 1948 م )
أقرَّت الجمعيات الطبية العالمية هذاالقَسَمْ بعد الفظاعات التي اقتُرِفَت باسم الأبحاث العلمية في معسكرات الاعتقال النازي. والمقومات الأساسية لهذا الدستور تتلخص كما يلي :
- خدمةالإنسانية.
- الاحترام والعرفان بالجميل للأساتذة.
- ممارسة المهنة بضمير ونبل. - الإحساس بواجب الاهتمام بصحة المريض والزملاء وتقاليد المهنة.
- ممارسة المهنة بما ينسجم مع القوانين الإنسانية.
- احترام الحياةالإنسانية بما فيها حياة الجنين.
- الواجب المهني يتقدم على العرق والدين والسياسة والتمييز الاجتماعي.
أخيرا لا يسعني إلا أن أقول للدكتور النبيل:قبعتي..أيها الصيدلي الفذ: الدكتورعبد الامجيد عبد النور يا من غدوت مفخرة لآهالي تطاوين..
بفي سؤال لجوح يقض مضحعي :فهل آن الأوان لإيجاد ثورة تصحيح في قطاعات عالم الصحة والدواء علي جميع المستويات وتهدف إلي خدمة صحية جيدة ودواء متوفر بأسعار معقولة وفي متناول الفقراء وإصلاح شأن المستشفيات المركزية والوحدات الريفية-في تونس التحرير- حتي تكون قبلة آمنة للمرضي وليجدوا فيها ما يتناسب مع أمراضهم وعدم تذوقهم الأمرين للحصول علي العلاج .؟
ويظل السؤال عاريا،حافيا بنخر شفيف الروح..
أخيرا:باقة من التحايا المفعمة بعطر رمضان الكريم أسوقها ثانية إلى الصيدلاني المتميز عبد المجيد عبد النور.
وسأعود إلى هذا الموضوع..عبر مقال مستفيض..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تونس.. زراعة الحبوب القديمة للتكيف مع الجفاف والتغير المناخي


.. احتجاجات متزايدة مؤيدة للفلسطينيين في الجامعات الأمريكية




.. المسافرون يتنقسون الصعداء.. عدول المراقبين الجويين في فرنسا


.. اجتياح رفح يقترب.. والعمليات العسكرية تعود إلى شمالي قطاع غز




.. الأردن يتعهد بالتصدي لأي محاولات تسعى إلى النيل من أمنه واست