الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تغير هيكل التجارة الخارجية العالمية

ذياب فهد الطائي

2018 / 6 / 7
الادارة و الاقتصاد


تغير هيكل التجارة الخارجية العالمية
ذياب فهد الطائي

إن التكنولوجيا الجديدة ، تعمل على خلق الأسواق وليس البحث عن أسواق، وهذه الأسواق التي يتم خلقها وفق أنماط استهلاكية محددة سلفا ومنتجات قياسية في مستوياتها، يجب ان يقابلها انخفاض واضح في كلف الإنتاج والأسعار ، ومن المطلوب أن تكون السلع التي ستضخ الى هذه الأسواق ،سلعا نمطية وممكنة الاستخدام في أي جزء من العالم ، كجهاز الهاتف النقال أو الكومبيوتر أو التلفاز .

إن الأكبر إنتاجا وتوزيعا (اليوم) هما الهاتف النقال و الكومبيوتر في المرحلة الحالية ولهذا يجري تطوير شبكات الإنترنيت ،على نحو أصبحت معه ضرورية لكل بيت ولكل مدرسة ومعهد وجامعة ولهذا فان المنافسة في السوق العالمية اليوم تتركز في تطوير عنصر التكنولوجيا وليس في مجالات خفض تكاليف الإنتاج بوجه عام ولهذا تتسابق الدول الصناعية في زيادة الإنفاق على البحث العلمي ، ولهذا فإن الدول الصناعية تستحوذ على ما نسبته 88% من مستخدمي شبكة الإنترنيت في حين أن :

1- أفريقيا التي يبلغ عدد سكانها مليار شخص لا يستخدم الانترنيت فيها أكثر من 67،3 مليون شخص ويمثلون 6،8 % من إجمالي السكان ويعود هذا الاستخدام المتدني الى حالة انخفاض مستويات المعيشة وعدم توفر المال والوقت ،هذا رغم إن الزيادة التي حدثت بين عامي 2000 و2009 كانت بنسبة 1495%

2-في آسيا كان حجم السكان حوالي أربعة مليارات شخص ولكن نسبة الذين يستخدمون الإنترنيت لم يتجاوز 19،4 %

3-اما في البلاد العربية فإن نسبة مستخدمي الإنترنيت تصل الى 6% والى 7% من إجمالي عدد السكان البالغ حوالي 280 مليون شخص

كدليل على ما ذهبنا اليه من أن الكومبيوتر واستعمال الشبكات على الانترنيت قد غدت لازمة وضرورية في حياة الإنسانية ،نشير الى الزيادة التي تمت بين 2000 و2009 :
في افريقيا إرتفع الرقم من 4،5 مليون الى 67،3 مليون وفي آسيا ارتفع عدد مستخدمي الشبكة من 114،3 مليون الى 738،3 مليون وفي أوربا من 105،1 مليون الى 418،1 مليون وفي الشرق الأوسط من 3،1 مليون الى 57،5 مليون وفي الولايات المتحدة الأمريكية من 108،1 مليون الى 263 مليون .

أما على نطاق العالم فقد ارتفع العدد الإجمالي من 360،9 مليون الى 1،734 مليار أي بزيادة مطلقة قدرها 1،373 مليار ، مما يعني إن الزيادة السنوية في المعدل بحدود 152،6 مليون شخص و في الشرق الأوسط والبلاد العربية ،فإن إحصائيات 2008 تكشف عن :

1- تدني النسبة والأرقام المطلقة لاستخدام الانترنيت .

2- إن الأمارات والكويت والبحرين وقطر هي التي تتصدر الدول العربية ولكن ايران هي التي تمثل الثقل في نسبة مستخدمي الانترنيت الى السكان، كما إن نسبة مستخدمي الانترنيت فيها الى سكان الشرق الأوسط هي النسبة الأعلى إذ بلغت 39،4 %

3- لابد من الإشارة هنا الى أن هناك تسارعا في معدلات الزيادة السنوية إذ بلغت في ايران بحدود 1،209 مليون وفي البحرين 187000 وفي السعودية 000 390

4- لا تشير الاحصائيات الى الزيادات الكبيرة في إستخدام العراقيين لشبكة الانترنيت ، فقد ذكرت جريدة الاتحاد في عددها الصادر في 3/3/2010 إن عدد المسجلين رسميا لدى الحكومة العراقية من مستخدمي الانترنيت كان 2،450 مليون شخصا علما بان أعداد من يستخدم مقاهي الانترنيت المنتشرة في عموم العراق يفوق هذا الرقم في تقريره المقدم الى الندوة التي عقدت في لندن بعنوان (تحديات الأعلام العراقي وطرق حلها) ، يذكر صلاح التكمجي : أن المواقع العراقية بلغت حتى منتصف 2008 ما يقارب من (1800) موقعا منها :
81 شبكة خبرية
486 منتدى
45 للأحزاب والكيانات السياسية
22 أدبي
17 كردي
15 تركماني
علما بأن الإحصائيات الدولية تشير الى أن عدد المواقع في العالم عام 2009 كان بحدود 234 مليون موقع وان عدد المدونات بحدود 126 مليون مدونة ، وان هذه الأرقام لا تمثل العدد الحقيقي بسبب تعدد مراكز الخدمة وتنوعها وعدم إمكان حصرها .

ومما تجب الإشارة إليه هنا ، أن الإعلام الإلكتروني ليس تجارة فحسب (بكل تفصيلاتها السابقة) بل، هو مصدر مهم من مصادر المعلومات والأخبار والدعاية.

ففي دراسة للدكتورة إيناس أبو سيف حول استخدام الصحفيين المصريين لشبكة المعلومات أجاب 100% من الصحفيين المستطلعة آرائهم ، إنهم يتعاملون مع الكومبيوتر للحصول على المعلومات وأجاب 82% من العينة انهم يجدون ذلك مفيد جدا وان 80% إنهم يرجعون للشبكة في استقاء معلوماتهم كما أجاب 3،90 % من العينة ان الشبكة تضيف لأداهم الصحفي .

ودرست (د. نجوى عبد السلام) أنماط ودوافع استخدام الشباب المصري لشبكة الإنترنت و إلى التعرف على الاستخدامات المختلفة لطلبة الجامعات المصرية ، بين 18 سنة حتى سن 35 وذلك باختيار عينة عشوائية من 145 شخصا ، بقصد التعرف على أنماط ودوافع وكثافة الاستخدام ، وخلصت الدراسة إلى النتائج التالية :

1-66.5% يستخدمون الشبة بكثافة
2- 8% بشكل متوسط
3- 4.5 % بشكل قليل
4- 72.5% من العينة تستخدم الشبكة للحصول على البريد الإلكتروني المجاني
5- 4.5% للتعرف على المستجدات
6- 25 % بدافع البحث
7- 59% بدافع التعلم .......

كما بينت الدراسة إن هناك علاقة طرديه بين درجة معرفة اللغة الإنكليزية واستخدام الشبكة ،فالمتعلمون ممن يحسنون القراءة باللغة الإنكليزية تزداد نسبة المستخدمين منهم للشبكة .
كما بينت الدراسة أن هناك علاقة عكسية بين أعمار المستخدمين للشبكة وعددهم ، فكلما تقدم السن انخفض عدد المستخدمين .

إن هذا الاستخدام المتزايد لشبكة المعلومات الإلكترونية قد أثر على أعداد الذين يشترون الصحف الورقية وبالتالي، فإن انخفاض المبيعات والذي كان حادا في الكثير من دول العالم دفع بأصحاب الصحف ومموليها الى التفكير الجدي بالتحول الى الصحافة الالكترونية، وبالفعل تحولت العديد من الصحف والمجلات من الطباعة الورقية الى الإنترنيت وربما ساعدت بوادر الأزمة الاقتصادية التي تجتاح العالم في الكساد الذي تعرضت له الصحافة الورقية ابتداء من عام 2007 والتي لم تجد أمامها إلا طريقين:
1- الغلق وتسريح منتسبيها
2- التحول الى الإنترنيت
وقد تحولت بالفعل صحف ومجلات أمريكية عريقة منها (روكي ماونتين نيوز) و (كرستيان مونيتور) ومجلة ( بي سي ماجازين ) من يومية إلى أسبوعية ،كصحيفة ورقية وبدأت النشر يوميا على الانترنيت .

وكان رجل الصحافة المعروف ( مردوخ ) قد حذر بقوة مستشرفا مستقبل الصحافة الورقية الصعب ، وقال إن (جيلا جديدا من مستخدمي الإعلام، نما على أن يحصل، على المحتوي ساعة يشاء، كيفما يشاء، وحتى كما يشاء). وأضاف إن (القوة باتت تبتعد عن الطبقة المتحكمة القديمة في قطاع الإعلام.. رؤساء التحرير، والمديرين، وحتى المستثمرين). ونبه الي أنه من التحديات التي يواجها القطاع اليوم، الاستفادة من ثورة الانترنت، ووصف هذه التقنية بأنها (علي الرغم من أنها لا تزال جنينا، إلا أنها تدمر وتعيد بناء أي شيء في طريقها). ولعل أبرز ما قاله مردوخ، هو تشبيه لافت، اعتبر فيه أن (الإعلام سيصبح مثل الوجبات السريعة.. يستهلكها الناس خلال حركتهم، حيث يشاهدون الأخبار، الرياضية والأفلام خلال السفر على أجهزتهم الجوالة).

و يعتقد مردوخ إن أمام الصحف التقليدية سنوات كثيرة من الحياة، ولكن مستقبل الطباعة والحبر، هي أنه سيكون واحدا فقط من الكثير من القنوات الإعلامية، التي يختار من بينها المستخدم ، وبالطبع فإن هذا التحول يحكمه انتشار الكومبيوتر في العالم .

اما بالنسبة للهواتف النقالة فان الإحصائيات تشير إلى إن :
1-هناك 332 جهاز نقال لكل 1000 شخص في الدول الصناعية
2 -66 جهاز لكل 1000 في امريكا اللاتينية
3 -31 جهاز في آسيا لكل 1000 شخص
4 -40 جهاز لكل 1000 شخص في البلاد العربية
كما تشير الإحصائيات إلى أن ما تمثله التجارة الالكترونية العربية يمثل 1% من إجمالي التجارة الالكترونية العالمية التي كانت في عام 1998 45 مليار دولار لترتفع في عام واحد (1999) الى 7 تريليون دولار ولتصل في عام 2004 الى 23 تريليون دولار .

2-أن هذا النمو الهائل في تقنية المعلومات يمكن إن يفسر (إلى حد ما) تحركات الشارع العربي فيما يسمى الربيع العربي ، (علينا ان نلحظ ان هذا المشروع قد تفتحت إزهاره وفق رؤية منهجية ، فقد وضع المهندس الزراعي الأمريكي دراسة الجدوى الاقتصادية له منذ أكثر من ثلاث سنوات وقامت الأموال والفضائيات العربية بتهيئة الأرض ونشر البذور وتمت عمليات الإرواء بأمطار حلف الناتو من السماء) .

لقد دخل العالم في مرحلة تاريخية جديدة لم تكن في سياق الدراسات النظرية السابقة ، من هنا اجتهد البعض ليتوصل الى أن النظام الرأسمالي يلفظ أنفاسه .

إن من المهم التأكيد هنا على النقاط التالية:
1- لقد أتاح التطور الهائل في تقنية المعلومات للرأسمالية ، فرصة لم يشهدها العالم منذ اختراع العجلة ، لتمد ذراعها عبر الكرة الأرضية بأقل عدد من الجنود والآليات العسكرية
2- وفرت التقنيات الجديدة للنظام الرأسمالي القدرة على اختراق بنيوي للفكر الاشتراكي وفرضت عليه القبول بالرأسمالية كمنهج ونظام ، فقبلت الصين بما سمي (دولة بنظامين)
3- أتاحت هذه التقنيات نشر العديد من الأفكار التي ينادي بها النظام الرأسمالي وفق منطلقاته النظرية ، كحقوق الإنسان والديمقراطية والتعددية
4-هيأت هذه التقنيات فرصة جديدة لتكريس الاستغلال على أوسع نطاق من جهة وغيرت من تركيبة النظام الاقتصادي من جهة ثانية .

وما يمكن إن اخلص إليه إن المرحلة التاريخية الجديدة والمخطط لها بعناية هي مرحلة رأسمالية جديدة ولا تحمل أي تغيير في سيرورة التاريخ اليوم وتبرهن على المرونة التي يتمتع بها الفكر الرأسمالي ، نعم ، لقد تغير القطار ولكنه مازال يسير على ذات السكة ، العربات أوسع والمقاعد أفخم ومحطات الانتظار تتوافر فيها وسائل الراحة ، وتم إنشاء منعطفات جديدة تتحكم بها أجهزة الحاسوب ولكن نقطة الوصول ظلت كما هي .

وهذا يعني أن دراستنا لحركة التاريخ اليوم يجب أن تبدأ من هذه الحقائق وأن نكف عن ترديد مقولات أصبحت خارج نطاق البحث العلمي ، وهذه هي مهمة اليسار الجديد في رأيي ، وهي مهمة تحتاج الى الكثير من المراجعة والدراسة لاستنباط مفاهيم جديدة وليس إطلاق مقولات تبسيطية فالرأسمالية التي كانت حتى التسعينات من القرن الماضي جزأ من حركة التاريخ ، أصبحت اليوم هي الدافع لهذه الحركة الى الوجهة التي تريد .










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. صندوق النقد الدولي: تحرير سعر الصرف عزز تدفق رؤوس الأموال لل


.. عقوبات أميركية على شخصيات بارزة وشركات إنتاج الطائرات المسيّ




.. متحدث مجلس الوزراء لـ خالد أبو بكر: الأزمة الاقتصادية لها عد


.. متصل زوجتي بتاكل كتير والشهية بتعلي بدرجة رهيبة وبقت تخينه و




.. كل يوم - فيه فرق بين الأزمة الاقتصادية والأزمة النقدية .. خا