الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الأخ العزيز السيد نيسان سمو الهوزي المحترم

فلاح أمين الرهيمي

2018 / 6 / 7
مواضيع وابحاث سياسية


تحية طيبة مقرونة بالحب والاحترام والتقدير على ملاحظتك الكريمة التي تفضلت بها والتي تعتبر ملاحظة واقعية وموضوعية في مرحلة من الزمن تسود فيها غمامة وضبابة مرتبكة ومضطربة سياسياً واجتماعياً واقتصادياً بعد غياب لمدة طويلة للوعي الفكري والمصداقية والثقافة الصحيحة والواسعة والقوى المؤمنة والصادقة بعد انهيار وتفكك نصير الشعوب المعسكر الاشتراكي وانفراد الولايات المتحدة الأمريكية في الساحة السياسية الدولية وعن طريق الثورة المعلوماتية والتقدم التكنولوجي الذي جعل العالم يشبه القرية الصغيرة استطاعت أجهزتها العلمية أن تقوم بأدلجة الأفكار وخاصة أفكار الشباب عبر وسائل ومغريات متعددة أثرت كثيراً على الأفكار وبشكل خاص (الشباب). فكان استفسارك وملاحظتك مناسبة مشكوراً عليها ونحن في هذه الأجواء الملبدة والمشوشة بأفكار العولمة المتوحشة وربيبتها الخصخصة المتعجرفة التي دمرت الطبيعة والإنسان وجعلت الإنسان يعامل كما تعامل السلعة في السوق (حسب العرض والطلب).
عزيزي الفاضل السيد نيسان المحترم
سوف أتطرق وأذكر الظروف التي رافقت حكم ستالين واستلامه للسلطة في الاتحاد السوفيتي بعد وفاة لينين عام/ 1924 وقد ذكرت البيئة التي عاش بها ستالين واختلافها عن بيئة لينين في الموضوع الذي ذكرته.
1) في عصر ستالين تزامنت مع توليه السلطة وجود وظهور ظاهرتين الأولى الأزمة الاقتصادية العالمية عام/ 1929 وكانت أزمة خطيرة وطويلة دمرت وزعزعت كثير من اقتصاديات الدول الرأسمالية وأثرت حتى على اقتصاد الدولة الوليدة (الاتحاد السوفيتي).
2) رافقت حكم ستالين صعود النازي المتطرف (هتلر) واستلامه للسلطة وكان عدواً لدوداً للشيوعية.
إن هاتين الظاهرتين خلقت الخوف والقلق ليس على سلطة الحكم فقط وإنما القضاء وتدمير الاتحاد السوفيتي من قيام حرب عالمية بسبب الأزمة الاقتصادية الرأسمالية وبسبب خطورة (هتلر) حينما أصبح رئيساً لدولة كبرى محاذية للاتحاد السوفيتي. فأصبح ستالين يعيش تحت هاجس الخوف والقلق والشك في أي إنسان ونتيجة ذلك اعتمد وسلك طريق العنف الثوري حتى مع أقرب إنسان له حينما يخالفه بالرأي حتى أصبحت هذه الحالة وتحولت إلى حالة مرضية وأصيب بمرض (الشازفورنيا) حتى كان لديه طفل من زوجته المتوفاة أرسله إلى أمه وأبيه للعناية به ولم يتزوج إلا في نهاية عمره وقد انتحرت زوجته بسبب سلوكه وتصرفاته المرضية وحينما توفي بقي مضطجعاً على فراش الموت ولم يقترب منه حتى أقرب رفاقه وبقي عدة أيام وهو جثة هامدة خوفاً منه (ومن أجل زيادة المعلومات انظر إلى كتاب (ظاهرة ستالين بين النظرية والتطبيق) لكاتب السطور منشور على موقعه (الحوار المتمدن) وكذلك كتاب (من وحي التجربة) لكاتب السطور على نفس الموقع).
إن ستالين كان أحد أبرز أعضاء الحزب الشيوعي قبل ثورة أكتوبر وكان شجاعاً وصدامياً وقد اعتبر العنف الثوري هو الوسيلة الوحيدة التي تحمي الاتحاد السوفيتي وقد أعدم وقتل حوالي (780 ألف) عالم ومفكر وقائد عسكري وأديب وهذا الأسلوب استمر في عهده الذي استمر حوالي (39 عاماً) أدت إلى تسلل : البيروقراطية والعبادة الشخصية وفرض السلطة الأبوية على جميع الأحزاب الشيوعية في العالم ما عدا ألبانيا ويوغسلافيا عن طريق (الكومنترن) وهو تجمع لجميع الأحزاب الشيوعية في العالم، ويتزعمه الحزب الشيوعي في الاتحاد السوفيتي). هذه الفقرات شرحها وتفسيرها يتطلب وقت طويل أرجو من صديقي العزيز أن يبحث عنها لدى معارفه.
استطاع ستالين بهذا الأسلوب الدموي أن يحقق انتصارات وتقدم اقتصادي وهدوء واستقرار عن طريق الخوف من عنف ستالين بينما كان المفروض استعمال الوعي الفكري وتعميق الوطنية والأممية الإنسانية بالحوار والنقاش لكسب الشعب الذي يعتبر هو الذي يصنع الانتصارات ويحقق الإنجازات العظيمة الذي كان يسير عليه وينفذه لينين لأنه الطريق الصائب والصحيح في الفكر الشيوعي لأن الحب والإخلاص والتفاني يكون عميق وثابت إذا كان نابع ومنبعث من قلب صادق وإنسان مؤمن بفكر وعقيدة وليس عن طريق الخوف لأن هذه الظاهرة تزول وتنتفي بعد موت منفذها وهو ستالين بينما الأفكار تبقى في الأعماق الإنسانية ويجود الإنسان بحياته من أجلها. هذه نبذة وقد أدت ظاهرة ستالين إلى عزلة الشعب السوفيتي عن الحزب الشيوعي السوفيتي لأن البيروقراطية التي خلقها ستالين تطورت في عهود بعد ستالين في الحكم من الذين نشأوا وترعرعوا في أحضان الستالينية مثل خورشجيف وبولفانين ومكويان وبريجنيف (إن هؤلاء عاشوا في أحضان الستالينية أي في بيئة ستالين لمدة (39 سنة) وعلماء النفس يقولون أن أي إنسان يعيش في بيئة معينة مدة من الزمن تنغرز تقاليد وعادات تلك البيئة في العقل الباطني لذلك الشخص (أي المجموعة التي استلمت الحكم بعد ستالين) وأدت إلى عزلة الشعب عن سلطة الحزب الشيوعي السوفيتي وأدت إلى سقوط ذلك الطود الشامخ ولم يتظاهر شخص واحد من الشعب السوفيتي احتجاجاً على السقوط ولا حتى الجيش الأحمر لم ينقذ الكرملين).
أما موضوع الأستاذ فؤاد النمري الذي وصف ستالين بالملاك فإن هذه الظاهرة صحية وصحيحة لأن الأستاذ فؤاد النمري تكلم عن رأيه ووجهة نظره الخاصة وقناعته حسب فكرة وجدلية الفكر الماركسي تعتبر اختلاف الفكر مع الواقع يقوم على ثلاثة جوانب (من حيث الزمان والمكان والفردانية الشخصية) من حيث الزمان يعتبر الأمس ليس مثل اليوم واليوم ليس مثل الغد ومن حيث المكان إن الذي في لندن من تقاليد وعادات وأفكار وعلم ومعرفة ليس مثل الذي في بغداد ومن حيث الفردانية الشخصية ليس هنالك شخص يشبه شخص آخر في الوجود من حيث إذا كان عالم أو مفكر أو رجل دين أو أمي أو غيرهم.
ويقول علماء النفس أيضاً أن الظواهر الخارجية موجودة بيننا إلا أن كل إنسان يفهمها حسب فكره ووعيه ووجهة نظره.
كما إن العالم الاقتصادي الرأسمالي (آدم سمث) يقول لو توحدت الأفكار لبارت السلع لأنها تكون مرغوبة من أفراد من البشر وليس مرغوبة من جميع الناس لأن كل إنسان لديه أفكار ووجهة نظر ومزاج وذوق خاص به تختلف عن الآخرين.
إن الأستاذ فؤاد النمري عكس وجهة نظره وفكره الخاص به وهذا شيء طبيعي.
وشكراً جزيلاً.
فلاح أمين الرهيمي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وسام قطب بيعمل مقلب في مهاوش ????


.. مظاهرات مؤيدة للفلسطينيين في الجامعات الأمريكية: رئيس مجلس ا




.. مكافحة الملاريا: أمل جديد مع اللقاح • فرانس 24 / FRANCE 24


.. رحلة -من العمر- على متن قطار الشرق السريع في تركيا




.. إسرائيل تستعد لشن عمليتها العسكرية في رفح.. وضع إنساني كارثي