الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عن الفنون الفردية السورية وآليات إنتاجها بين عامي 2012 – 2017

علاء موفق رشيدي

2018 / 6 / 7
الادب والفن


عن الفنون الفردية السورية وآليات إنتاجها بين عامي 2012 – 2017

في ندوة عقدت خصيصاً للحدث، أصدرت مؤسسة اتجاهات للثقافة المستقلة، وضمن برنامجها ( أولويات العمل الثقافي)، الورقة البحثية بعنوان : ( عن الفنون الفردية السورية وآليات إنتاجها في الفترة ما بين 2012 – 2017 ، نماذج من النصوص المسرحية والرواية ).

صدرت الورقة البحثية في قسمين : القسم الأول يتضمن حواراً مع الأكاديمية د.ماري إلياس يتناول إنتاجات النصوص المسرحية والروائية السورية. أما القسم الثاني فيتضمن حوارات مع أربعة من دور النشر الفاعلة في نشر الأدب السوري.

توضح مقدمة الورقة البحثية الغاية منها : " إن هذه الورقة استكشافية، ولا تهدف إلى تحليل النصوص تحليلاً نقدياً أدبياً مفصلاً، بقدر ما تلتفت إلى آليات إنتاج هذه النصوص ، وتطور وتغير هذه الآليات تبعاً للحدث السوري، ورصد تأثير الإنفجار السوري في النص الأدبي وآليات إنتاجه " ، فقد تم اختيار مجموعة من النصوص المسرحية والروائية بين العامين المذكورين، وبذلت د. ماري الياس جهداً استثنائياً في قراءتها، وهي ستة نصوص مسرحية، وسبعة روايات. لكن، ما هي المعايير التي تم على أساسها اختيار النصوص ؟

أوضحت مؤسسة اتجاهات أنها اعتمدت على أربعة معايير في اختيار النصوص المسرحية والروائية :

المعيار الأول كان المعيار الزمني فكافة النصوص نشرت بين 2012 - 2017.

أما المعيار الثاني تنوع أماكن إقامة الكتاب المنتحين للنصوص بين الكتاب المقمين في سورية أو أولئك المقيمين في الخارج.

المعيار الثالث تعلق بتنويع أعمار كتاب وكاتبات الأعمال المسرحية والروائية.

المعيار الرابع والأخير يتعلق بتنوع مصادر إنتاج النصوص، أي اختيرت نصوصاً نشرت مباشرةً من قبل مؤلفيها، ونصوصاً أخرى نشرت بدعم من مؤسسات ثقافية، وكذلك نصوصاً كان نتاج ورشات عمل تتعلق بالكتابة المسرحية أو الروائية.

النصوص المسرحية المختارة :

• عندما تبكي فرح، مضر الحجي، 2015.
• فليم عاطفي قصير ، وسيم الشرقي، 2016.
• وقائع مدينة لا نعرفها، وائل قدور، 2016.
• الماعز، لواء يازجي، 2017.
• حبك نار، مضر الحجي، 2017.
• الإعتراف، وائل قدور، 2017.


سمات أساسية في الإنتاج المسرحي السوري منذ العام 2012 :

تتوصل د. ماري إلياس إلى بعض الظواهر التي طرأت على المشهد المسرحي السوري منذ العام 2011، ومنها :
1. غياب جيل الآباء أو تغيبهم : وتحدد منهم سعد الله ونوس، ممدوح عدوان، وفرحان بلبل.

2. ظهور ونشاط أسماء وتجارب جديدة : بروز تجارب وأسماء جديدة في مجال الكتابة، وتتعدد أسماء الكتاب والكاتبات وتجاربهم التي تستحق الإهتمام.


3. بروز المسرح الخاص بالدعم النفسي والإجتماعي.

4. العمل الفني في خدمة التوثيق : توثيق التحولات التي طرأت على الإنسان السوري، وموته الوجودي، التحولات في أسلوب العيش، في الأخلاق العامة والأخلاق الإجتماعية.


5. تسيد الواقعية كتيار مسرحي، فتبدو الواقعية هي سمة الفن المسرحي في هذه المرحلة، يبدو ألا مجال للهروب من الواقع في هذه المرحلة.

6. إسهامات ورشات العمل والمؤسسات الثقافية : بين حال الإنتاج المسرحي والإنتاج الروائي : نقتبس من د. ماري : " من ناحية أخرى قد يكون حال المسرح أفضل من حال الرواية، بمعنى ان المسرح قطع أشواطاً مهمة في البحث المسرحي، وصار هناك اليوم إمكانية فرز مستويين من الكتابات المسرحية ، مستوى أول جاء رد فعل على ما يجري وكان يوثق بشكل أو بآخر. ومستوى ثاني جديد بدأ يطرح تبتعد قليلاً عن الأحداث الجارية ففي المنطقة وسورية وتطرح إشكاليات عامة، تحاول تفسير الحال الذي وصلنا عليه. وهي في أغلبها من نتاج ورشات الكتابة المسرحية، ولذلك كان من الضرورة دراسة شروط الإنتاج. ما هي آليات الإنتاج التي تسمح للسوري بالتعبير ؟ هل يمكن حصرها وتوصيفها ؟ علنيا التفكير ملياً بآليات الإنتاج وقنوات التوصيل لفهم الفرز الذي يحصل على الأرض "

ولذلك يركز المحاور مسعد أسعد في أسئلته على موضوعة آليات الإنتاج، فيتسال : " مسعد : هل تؤثر الشروط المسبقة للكتابة في مضمون أو شكل النصوص المسرحية المنشورة في السنوات الأخيرة ؟ "

7. موضوعة الرحيل / البقاء : أسئلة أخرى مثيرة للإهتمام يختارها المحاور المحرر : " : تطرح جل النصوص متلازمة الرحيل / البقاء : حبك نار، واقعئ مدينة لا نعرفها، وفيلم عاطفي ؟ "

8. مكان إقامة الكاتب أو الكاتبة : ضرورة التمييز في أماكن إقامة الكتاب أو الكاتبات، تقول د. إلياس : " نفرق بين ما يقجم أو يكتب داخل سورية وما يكتب خارجها. النصوص التي نتكلم عنها كلها كتبت من قبل أشخاص مقيمين خارج سورية. لذلك فهم يقتربون بشدة مما نسميه ( الآن وهنا ) دون خوف ولا رقابة، وتختلف الإشكاليات التي يطرحونها عن تلك الإشكاليات التي تطرحها العروض المنتجة في داخل سورية.


9. اللغة المسرحية : ترى د. ماري الياس ندرة في التجريب على مستوى اللغة المسرحية، فتشرح قائلةً : " اللغة المسرحية لا تعني العامية أو الفحصى، بمعنى اللغة المسرحية، ما نقوله وما لا نقوله، ما يتم البوح به وما يبقى مضمراً، ومتانة النص وبنيته. المسألة ليست حول العامية والفصحى، فكل منها شعريه خاصة، تكمن المشكلة في لغة الخطاب المسرحي. ما يقال وما لا يقال، ما نراه وما نتخيله، ما نسمعه وما نستنتجه. شعرية النص أو براعة الكتابة لا تتحدان بالمستوى اللغوي بل بإختيار الكلمات والتعابير واقتصادية اللغة المسرحية "


سمات أساسية في الإنتاج الروائي السوري منذ العام 2012 :

1. أدب ال " نحن موجودون هنا " : على مستوى الرواية، تبين د. ماري الياس ما تريد قوله بمصطلح كتابة " نحن الموجودون هنا " ، فتقول : " ينتج السوريون من كل الأجيال نصوصاً ويكتبون، لكن الأسماء القديمة المعروفة قبل الأزمة تنتج بدرجة أقل من الجيل الجديد، هناك الكثير من الأسماء الجدبدة الشابة. يوحي الكم الهائل من الإنتاج بأن السوريين يريدون القول " نحن موجودون " ، ويريد أن يعبر وأن يسترجع ما عاشة وما يعيشه من ظروف صعبة غير مصدق لهذا الواقع، يريد أن يعبر عن نفسه وعن مجتمعه، خوفاً من النسيان مع مرور الزمن. لكن التساؤل ما هو الجديد ؟ هل هناك عالم جديد يبز ولو قليلاً من وراء هذه المآسي ؟ هل هذا الأدب يحفر لسمات مجددة ؟ ابتكار شخصيات جديدة، أو حبكة جديدة، أو لغة جديدة "

2. الرواية في خدمة التوثيق : تجد د. ماري الياس أن الرغبة في التوثيق الصريح أو الموارب هي بالتأكيد من اهم سمات هذا الإنتاح، لكنها لا تعبتره ملمحاً من ملامح التجديد ، تكتب في المقدمة : " توثق الرويات التي قرأناها لما يحدث بشكل أو بآخر، لدرجة أننا بدأنا نبحث عن البعد الروائي. وعلى الرغم من كم الهائل من الروايات التي صدرت خلال السنوات الأخيرة، تبدو الرواية المعاصرة كأنها بنت اليوم، تطفو على السطح، لا تحفر في الماضي ولا تبني لمستقبل، ولا تسعى لتفسير الإشكاليات التي تعالجها، فلا مرجعية للروائي إلا حاضره الذي يعيش فيه وتجربته في الأحداث الأخيرة "

3. نتيجة الإلتصاق الشديد بالحدث الواقعي، تتساءل د. إلياس عن الذي سيبقى في المستقبل من هذه الروايات، فهي ترى أتن الكتاب ليسوا قادرين على اللحاق بالحدث، وفي الوقت نفسه أخذ مسافة منه وتحليله.

4. الرواية بين التوثيقي والجمالي : كلما اقتربت الرواية من الواقع اليومي كلما ضعف الجانب الأدبي فيها، والموضوع لا يتعلق بمستوى اللغة وإنما بمستوى التخييل وعلاقته بالواقع، وبالبناء الدرامي للرواية. ما يهمني هو مستوى البناء الدرامي وعلاقته بكشف الواقع وتحليله.

نذكر من الرويات التي يتم تناولها بالنقاش والتحليل :

• زواج مريم، محمد حسن الجاسم، دار التنوير 2015.
• سماء قريبة من بيتنا، شهلا العجيلي، منشورات ضفاف 2015.
• الموت عمل شاق،خالد خليفة، دار نوفل 2016.
• الذين مسهم السحر، روزا ياسين حسن، منشورات الجمل 2016.
• عتبة الألم، حسن سامي يوسف، دار الفرات 2016.
• الخائفون، ديمة ونوس، دار الآداب 2017.
• المشاءة، سمر يزبك، دار الآداب 2017.


نقاط خاصة بدور النشر الفاعلة في الإنتاج الأدبي السوري :

القسم الثاني من الورقةعبارة عن حوارات مع دور نشر تملك الواسع من التجربة والمهنية في الإنتاج الأدبي السوري، وهي : دار الساقي، دار ممدوح عدوان، دار أطلس، ودار الفرات.
لن نستفيض بمضامين الحوارات الأربعة، ولكن سأذكر النقاط التي تم مناقشتها مع كل من دور النشر الأربعة :
1. يلاحظ أن معظم الروايات السورية المنشورة مؤخراً، نشرت في دور نشر عربية (لبنانية، مصرية، أو خليجية)، فما هو سبب عزوف المبدع السوري عن النشر مع دور النشر السورية ؟ يعزو الكثيرين السبب إلى رغبة الكاتب السوري بالتخلص من إثر الرقابة، ومن دورة الموافقات الأمنية، فيلجأ إلى اختيار دور النشر التي تمتلك فضاءات أرحب للتعبير.

2. اتفق المحاورون من دور النشر على إشكالية إهتمام الروايات بالحدث السياسي الإعلامي، وسواءاً مروان عدوان، دار الساقي، أطلس، أو دار الفرات فإنهم يبدون الوعي ذاته، حيال الرواية الرائجة لأسباب سياسية اعلامية، وبين الرواية التي تسعى لتقديم الصنعة والجمالية.


3. النشر بين المسرح والرواية : للأسف، تتماثل حال دور النشر المشاركة في الورقة، بندرة نشر النصوص المسرحية، وتكررت الإجابات من قبلهم، أنهم لم ينشروا في السنوات الأخيرة أي نصاً مسرحياً.

4. يتساءل محررو الورقة عن دور الجوائز العربية المخصصة للأعمال الروائية. وتأثيرها على سوية الأعمال الفنية.


5. وأخيراً، يتم الحديث عن تكاليف النشر وشروط السوق، وكذلك عن دور وسائل التواصل الإجتماعي، ومتسقبل الكتاب الإلكتروني.

يوضح المحررون في الخاتمة الغاية المرجوة من هذه الحوارات، وهي تفهم آليات عمل دور النشر، وعلاقتها مع الكاتب والكاتبة السورية. وما هي الصعوبات والتحديات التي تواجه عملية النشر للأدب السوري ؟ الذي يحاط اليوم بشككل خاص بالعديد من الصعوبات والعقبات التي تؤثر في وصول الأدب السوري إلى القارئ، بدءاً من الحرب والعنف، وصولاً إلى شروط العيش في المهجر والشتات، مما دفع المحاورين للتساؤل، إلى أي قارئ يتوجه الأديب السوري اليوم ؟

تشارك كل من مسعد أسعد، وعلاء الدين العالم في مهمة إجراء الحوارات وتحريرها، الجهد الذي يستحق التحية والتقدير. كما أنهما شاركا من بين المحاورين في الندوة، والتي أدارتها الباحثة ومديرة مؤسسة المورد الثقافي ( إيلينا ناصيف)، بحضور د. ماري الياس، ومدير دار الفرات للنشر عبودي أبو جودة، والقاص الصحفي علاء رشيدي.

يمكن للراغبين الإطلاع على الورقة ( عن الفنون الفردية السورية : النصوص المسرحية، الرواية 2012 – 2017 ) ، على الرابط التالي :
https://drive.google.com/file/d/1z66L_ViZGwliff0WPs_3B6zpEM1YuECD/view

علاء رشيدي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تكريم إلهام شاهين في مهرجان هوليود للفيلم العربي


.. رسميًا.. طرح فيلم السرب فى دور العرض يوم 1 مايو المقبل




.. كل الزوايا - -شرق 12- فيلم مصري يشارك في مسابقة أسبوع المخرج


.. الفيلم اللبنانى المصرى أرزة يشارك فى مهرجان ترايبيكا السينما




.. حلقة #زمن لهذا الأسبوع مليئة بالحكايات والمواضيع المهمة مع ا