الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حزب العدالة والتنمية يبعث برسالة ود للباطرونا في المغرب.

محمد امباركي

2018 / 6 / 7
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


بصوت مرتفع..

حزب العدالة والتنمية يبعث برسالة ود للباطرونا في المغرب.

حضور الوزير المنتدب المكلف بالحكامة " لحسن الداودي " لوقفة عمال سنترال دانون يوم الثلاثاء 5 يونيو 2018 امام البرلمان احتجاجا على المقاطعة هو تفعيل بشكل من الاشكال لموقف الحكومة من حراك المقاطعة و ترجمة ملموسة للمتوقع الاجتماعي الحقيقي لحزب العدالة و التنمية الى جانب الرأسمال الاحتكاري و بالتالي دليل آخر على ان حركة الاسلام السياسي بمختلف مكوناتها هي من الناحية الاستراتيجية جزء من الرأسمالية النيوليبرالية المتوحشة أيديولوجيا و سياسيا و كذلك على صعيد تصور مشروع المجتمع البديل حتى إن بدا خطابها في معظم الاحيان خطابا اخلاقيا يسعى الى تلطيف التناقضات الاجتماعية....و لعل موقف بنكيران السلبي من المقاطعة و محاولة الدفع بها الى الزاوية الضيقة من خلال حصرها على بعض المنتوجات دون غيرها و بالتالي جعلها مقاطعة انتقائية كمدخل لتفكيكها و إضعافها من الداخل، و قبل ذلك سياساته اللاشعبية لما كان رئيسا للحكومة، كل هذا لا يمكن فصله عن التركيبة الطبقية و الطبيعة السوسيولوجية لحزب العدالة و التنمية باعتباره أولا التعبير السياسي و الأيديولوجي عن الشرائح العليا لقسم من الطبقة المتوسطة المتطلعة الى الصعود الاجتماعي من خلال استثمارات مزدوجة في الاقتصاد و الدين، و ثانيا أداة من الأدوات السياسية و الثقافية لإعادة إنتاج هيمنة التحالف الطبقي المسيطر.
إن الذي يؤسس مشروعه من خلال استثمار المعتقد المشترك كرأسمال رمزي للمغاربة و المتاجرة به من موقع الريع الديني، يستحيل ان يصطف طبقيا ضد الرأسمال النيوليبرالي المتوحش التي تشكل المقاولة غير المواطنة التي لا تحترم الحقوق الشغلية إحدى التعبيرات عنه و عن طبيعته الاحتكارية بل و الريعية في معظم الاحيان مما يحيل على بورجوازية طفيلية هي أقرب الى العقلية الزراعية منها الى روح الاستثمار الرأسمالي الحديث، او كما كان يسميها القائد اليساري الفقيد احمد بن جلون " البورجوازية المتبرهشة "...
غير أنه في الواقع، إذا كانت قرارات التسريح الفردي و الجماعي للعمال قرارات مرفوضة، فان حراك المقاطعة عكس بوضوح افتقاد الحركة النقابية ببلادنا لآليات حقيقية و ناجعة للتضامن العمالي في حالة الأزمة كصندوق التضامن العمالي مثلا الذي يتم تفعيله في حالة الطرد التعسفي للعمال مما يساعد على سحب ورقة الضغط و الابتزاز من يد الباطرونا...
و لا شك أن افتقار مكونات الحركة النقابية ببلادنا لمثل هذه الآليات التضامنية و النضالية الوقائية يعكس بيروقراطية جل القيادات النقابية التي تشكل جزء من شرائح البورجوازية الصغيرة و المتوسطة و بالتالي عجزها البنيوي للتحول الى قيادات عمالية تشعر على الاقل بحجم المعاناة التي يتكبدها و يتحملها العمال و العاملات سواء على صعيد شروط العمل المزرية أو الحريات النقابية المصادرة خاصة في القطاع الخاص سواء كان مهيكلا أو غير مهيكل..
إن حضور الوزير الداودي لوقفة العمال اليوم امام البرلمان ذكرني بحضور وزير الداخلية " ادريس البصري " للجلسة الافتتاحية لمؤتمر وطني لإحدى النقابات الوطنية المناضلة سنة 1997...طبعا لا قياس مع وجود الفارق، لكن لا بد من القول أن حضور البصري - الذي تم استنكاره بشكل واسع آنذاك -كان تتويجا لاتفاق فاتح غشت 1996 بين النقابات و الباطرونا و الحكومة من خلال توقيع وزير الدولة في الداخلية القوي " إدريس البصري " في عهد الملك الحسن الثاني بعد حوار دام شهرين، وجاء في سياق ما يعرف في تاريخ المغرب بـ"السكتة القلبية" و بالتالي تحضير الترتيبات و الشروط الضرورية لتدبير المشهد السياسي و الاجتماعي لما سيعرف بحكومة التناوب التوافقي بقيادة الأستاذ عبد الرحمان اليوسفي، كما كان أبضا تعبيرا عن احتداد الخلافات التي بدأت تطفو الى السطح داخل الاتحاد الاشتراكي آنذاك خاصة بعد التصويت بنعم على دستور 1996 و التي سيطلح عليها " اليوسفي بنعم السياسية مؤكدا أن السياسة ليس فيها تأمينا عن الخسائر أو المخاطر، اما حضور الداودي فهو مدعاة للسخرية و لا يفهم منه غير أنه رسالة ود للبورجوازية الاحتكارية و الطفيلية في الداخل و الخارج، فعلى سبيل المثال لا الحصر رئاسة صلاح الدين مزوار لنقابة الباطرونا قد تشكل عصا في عجلة الحكومة، و غضب شركة سنترال دانون رسالة تهديد صادرة من رأسمال يتجاوز الحدود الوطنية..، و في حالة ما اذا كانت رسالة الود تلك غير مرحب بها مع استمرار حركة المقاطعة، فمن المرجح ان نشهد دينامية سياسية يتم من خلالها استبدال نخب بأخرى على مستوى التدبير الحكومي، أي تعاقب النخب دون ان يقود ذلك الى تغيير سياسي و اجتماعي حقيقي خاصة في ظل سياق دولي و وطني من أبرز سماته سطوة الرأسمال النيوليبرالي المعولم اقتصاديا و سياسيا و عسكريا، تغول الدولة المخزنية من خلال إعدام اية فرصة للتعامل الايجابي مع الحراكات الاجتماعية المتصاعدة، ثم ضعف قوى المقاومة المضادة خاصة وسط صفوف الحركة اليسارية و الديمقراطية التي لازالت تجتر معها عوامل الوهن و التشتت و الفقدان شبه المخيف للبوصلة النظرية و السياسية....سؤال عريض و مزعج يجب ان يسكننا على الدوام و نسعى جميعا للاجتهاد و البحث عن الاجوبة المناسبة و المتعددة له : أية قراءة ممكنة لتحولات الحركة الاحتجاجية في بلادنا و ماهي مهام اليسار في المرحلة ؟...لأنه ببساطة لا يمكن تحديد البرامج و الاستراتيجيات دون فهم الذي يجري و تفكيك تحولاته المعقدة و المتسارعة، و إلا سيظل اليسار منفعلا و يسارع الزمن ليلتحق بالدينامية الاجتماعية و السياسية كي يعلن انه موجود في قليها و بالتالي ينتهي به المطاف الى التحول بوعي أو دون وعي، الى يسار الصورة!!...La Gauche de buzz

محمد امباركي
وجدة 6 بونيو 2018








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تصريح الأمين العام عقب الاجتماع السابع للجنة المركزية لحزب ا


.. يونس سراج ضيف برنامج -شباب في الواجهة- - حلقة 16 أبريل 2024




.. Support For Zionism - To Your Left: Palestine | الدعم غير ال


.. كلام ستات | أسس نجاح العلاقات بين الزوجين | الثلاثاء 16 أبري




.. عمران خان: زيادة الأغنياء ثراء لمساعدة الفقراء لا تجدي نفعا