الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مفهوم ادارة الموارد المائيه وكيفية التعامل مع مورد حيوي بكفاءه

عبد الكريم حسن سلومي

2018 / 6 / 7
الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر


ان مفهوم ادارة الموارد المائيه يعني ببساطه هو كل الاساليب والطرق والاعمال التي تؤدي بمجموعها لاستخدام كفوء للموارد المائيه المتاحه مع تعضيد ذلك بعدد من التشريعات والقوانين والقواعد والتعليمات الاساسيه للعمل على تنظيم ادارة هذه الموارد بالاضافه الى العمل على وضع الخطط وجمع البيانات وتوثيقها ومدى علاقة الموارد المائيه بنشاطات الكائنات الحيه كافه والعلاقه بالطبيعه وبالبيئه والحد من التلوث لهذه المصادر المائيه بكافة اشكالها
ان عملية ادارة الموارد المائيه تعتبر بالمفهوم العلمي الهندسي من العمليات المعقده والتي تحتاج لجهود دوله بالدرجه الاساس لما تشتمل عليه من اعمال ضخمه تمتد على مساحات واسعه وتشتمل ايظا على مراحل عديده من التخطيط والتنفيذ والتشغيل والصيانه لكافة المشاريع المتعلقه باستخدامات الموارد المائيه و مراعاة بكل ذلك جميع العوامل والمعوقات والتأثيرات السلبيه التي تؤثر على تطوير قطاع المياه وعلى البيئه الطبيعيه والعمل دوما على تنفيذ موازنه واقعيه لما متوفر من الموارد والطلب عليها
وعلى مستوى العالم اليوم تعتبر ادارة الموارد المائيه من اكثر العمليات المعقده في التعامل مع ثروة حيويه تتوقف عليها حياة البشر وجميع الكائنات الحيه الاخرى ويتطلب ذلك تجاوز جميع العقبات التي تؤدي لخلل بميزانية الموارد المائيه المتاحه بكافة مجالات الاستخدام ومدى تأثيرات الموارد المائيه على البيئه والسعي دوما لاستخدام امثل لهذه الموارد لذا بات من الضروري عمل خطط استراتيجيه كبرى تتظمن كافة التدابير والافكار والقرارات التي تنفذ بجميع اوجه استعمالات المياه مع تحديد الاساليب التي تستخدم للوصول الى التعامل بمثاليه وكفاءة عليا مع هذه الموارد الحيويه

ان واجبات ادارة الموارد المائيه لها عدة اوجه ولكن واقعا مانراه اليوم بالعراق انها تعاني من تحديات كبيره بسبب الشحه ولابد لمن يتولى ادارة هذا المورد الحيوي من يضع بحساباته عدة تساءلات قبل ان يبدأ العمل للحصول على نتائج واقعيه وحقيقيه كفوءه لادارته لمورد اصبح يعتبر اليوم من اكثر الموارد ندرة في مناطق عديده من العالم وان من اهم هذه التساءلات هي((*من هي الجهه العامه او الخاصه المسؤوله عن ادارة هذا المورد ومن هي المؤسسات التي تتحمل ذلك *ماهي الاساليب والطرق التي يتم بموجبها تنفيذ وادارة وتشغيل مشاريع استخدامات المياه *وماهي طرق ايصال هذه المياه وتوزيعها على المستفيدين بعداله واللوائح الخاصه بها *وكيف يتم توزيع هذه المياه حسب الحاجه *وماهي القوانين والتشريعات المطلوبه لادارة المياه بمثاليه وكفاءه عاليه *وماهي الاعمال الفنيه والهندسيه المطلوبه فعلا لادارة موارد المياه بكفاءه عاليه وعلى كل الاصعده* وماهو دورالاعلام و منظمات المجتمع المدني والتعليم بمراحله كافه في التوعيه بأهمية المياه وكيفية التعامل معها بكفاءه* وما هي المعوقات والسلبيات التي تظهر بالتعامل مع المياه ومقترحات المعالجه * ولابد ايظا من التساءل عن ماهية المشاكل البيئيه التي تتعرض لها مصادر المياه والتلوث وكيفية التعامل معها للحد منها ومنعها بالقانون*وماهي البحوث والدراسات المستقبليه والخطط الاستراتيجه للتعامل مع موارد المياه * وماهي الطرق والاساليب التي يجب استخدامها لايجاد موارد مائيه اضافيه للتغلب على النقص فيها وتأمينها للاستخدامات بصوره دائمه وبنوعيات جيده ))
كل هذه التساءلات وغيرها الكثير تعتبر من اهم الامور التي يجب ان يعيها كل من له علاقه بادارة موارد المياه و التي تدعونا اليوم كواقع وبكل صدق الى احداث تغير كبير وجذري بالعراق بمجالات استخدامات المياه كافة نتيجة لما تتعرض له بلادنا اليوم من شحه مائيه كبيره وخطيره على كل المستويات .
ولابد لذلك لمن يتولى ادارة هذا المورد الحيوي اليوم بالعراق من ان يعلم ان ملوحة الاراضي الزراعيه بالعراق هي ظاهره مستديمه وخاصة اراضي الجنوب وهذا نابع اصلا من استخدام الوسط والجنوب لطرق ارواء بدائيه منذ القدم وهي طرق الري السيحي بكافة اشكاله والتي تؤدي لتشبع الاراضي الزراعيه بالمياه باكثر من حاجة النباتات الفعليه ومع ارتفاع حرارة الجو التي تمتاز بها هذه المناطق على طول السنه فقد ازدادت عمليات التبخر السطحيه وادت لترسيب كميات كبيره من الاملاح التي كانت ذائبه بمياه الري على التربه لذلك يتطلب استخدام مياه نظيفه صالحه للزراعه تفتقر الى الاملاح الذائبه فيها او تكون ذات نسب قليله لاتؤدي لزيادة تملح الاراضي وخاصة ان الطرق الاروائيه المستخدمه بالري هي طرق الغمر السيحي الذي يزيد من تاثيرات الاملاح الذائبه بمياه الري



لذلك كله ولاهمية موارد المياه نجد ان الدول اليوم هي التي تتولى ادارة هذا المورد وتقع عليها المسؤولية الكبرى بوضع ورسم السياسات المائيه والتشريعات واللوائح والقوانين والضوابط للتوزيع العادل والاستخدام الامثل لهذا المورد واليوم تعتبر ادارة موارد المياه بالمناطق ذات المناخ الجاف وشبه الجاف من الاعمال المهمه والمعقده التي تتطلب امكانيات هائله على كل المستويات وخاصة في ايام الشحه ونتيجة لذلك فقد تم استنباط العديد من المفاهيم والاساليب والافكار العديده لادارة موارد المياه بما يسمى اليوم مفهوم (الاداره المتكامله لموارد المياه)والذي يعني ببساطه الجمع بين النظريات الهندسيه والعلاقات الاجتماعيه والتطور الحضاري للتعامل مع المياه هذا اضافة لمفهوم (المياه الحقيقيه)الذي بدأ يظهر على الساحه العالميه والذي يجعل من المياه سلعه اقتصاديه بالعقود القادمه
ان هذه المفاهيم العلميه جميعها تدعوا الى استخدام طرق واساليب ووسائل فنيه وتكنلوجيه واقتصاديه وبيئيه ومؤسساتيه للوصول الى توازن ناجح وكفوء بين الطلب والمتوفر من هذه الموارد بالبلاد والتعامل معها بمثاليه وحرص شديد .
ان تطبيق هذه المفاهيم لدى كثير من الدول قد اصبح له مكانة كبرى لتجاوز ازمة المياه والشحه فيها لذا فهذه المفاهيم اليوم تحتاج لتطبيقها الى دراسات كبيره تشتمل على كافة جوانب استعمالات المياه والتعامل مع هذه الثروه ومن اهم الدراسات هو حل جميع المشاكل التي تعترض اساليب وطرق استخدام المياه بكفاءه وتجاوز كافة العقبات التي تؤدي للمشاكل بالتعامل مع هذا المورد سواء كان بالداخل او مع الخارج
ولكن وللاسف ان وجود المعوقات السياسيه قد زاد من ازمة المياه وادى لتعقيدها اكثر كما ان تدخلات السياسه بالداخل ايظا يعتبر من العوامل التي ادت لسوء الاداره بصوره متكامله وفشلها بالواقع.
ان ادارة الموارد المائيه المتكامله تتطلب توفير خبرات ميدانيه كبيره و التعاون الفعال مع الدول المشتركه وكذلك تعاون كل مؤسسات الدوله في الداخل ومن اهم وسائل النجاح للادارات هو الفصل بين ادارة موارد المياه والنزاعات السياسيه مع الدول الخارجيه والعمل على انشاء قواعد مشتركه مع الدول للتعاون بمجال ادارة الموارد المائيه ولكن ليس على حساب الحقوق التاريخيه المكتسبه لاي بلد
فنحن اليوم بحاجه ماسه لدراسات حقيقيه واقعيه واتفاقيات لتحديد حصص الدول بالمياه المشتركه ووضع اليه عمليه لادارة المصادر المائيه والتعاون الكبير لادارة هذا المورد الحيوي بصوره متكامله ولابد لذلك من ان تكون هنالك قاعدة بيانات حقيقيه وان تكون هنالك قناعه ثابته (للتعاون المشترك والمستمر )لادارة الموارد المائيه والابتعاد كليا عن العمل بصوره مفرده لان ذلك حتما سيزيد الازمه تعقيدا وتكون النتائج سلبيه وكارثيه ,ويتطلب ذلك ايظا ايجاد تعاون حقيقي بين الاطراف ووجود مؤسسات تنظيميه وقانونيه واتفاقات وبروتوكلات برعايه دوليه تساعد على تطوير واستمرار العمل المشترك وحل جميع الاشكالات قبل ان تتطور وتكون خطيره ويصبح حلها معقد وقد تجر البلدان لحروب كارثيه لايحمد عقباها








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. التجسس.. هل يقوض العلاقات الألمانية الصينية؟ | المسائية


.. دارمانان يؤكد من الرباط تعزيز تعاون فرنسا والمغرب في مكافحة




.. الجيش الأمريكي يُجري أول قتال جوي مباشر بين ذكاء اصطناعي وطي


.. تايلاند -تغرق- بالنفايات البلاستيكية الأجنبية.. هل ستبقى -سل




.. -أزمة الجوع- مستمرة في غزة.. مساعدات شحيحة ولا أمل في الأفق