الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


شجرة نظافة البيئة!: قصة قصيرة عن -شجرة النيم-

محمود سلامة محمود الهايشة
(Mahmoud Salama Mahmoud El-haysha)

2018 / 6 / 8
الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر



دخلتُ مزرعةَ الدواجن، برفقةِ صديقي شقيق صاحِبها، كان بجوار المزرعة هناك أكوامٌ مِن زرق الدواجن، ذات رائِحة نفَّاذة، فلمَّا أحسَّ صاحب المزرعة بتضايقي، ورَأى عيني تقع على تلك الأكوام، فسأَلني:
♦ ألَمْ تلاحظ شيئًا؟!

فنظرتُ له باندهاش، ارتبكْتُ:
♦ لا، أنا فقط أرَى أكوامًا من سبلة الدواجن.

فابتسمَ ابتسامةً جميلة، هزَّ رأسَه:
♦ هل لاحظتَ أيَّ حشرة في المكان؟!
♦ صحيح، فِعلاً، أنا لم أرَ حشرةً واحدة في المكان، رغمَ وجود تلك الكميات السبلة!!

فأشار بيده إلى عددٍ من الأشجار المرتفِعة:
♦ إنَّ السبب في هذا تِلك الأشجار.

♦ ما اسمُها؟!
♦ شجرة (النيم)، قد أحضرتُها معي من الهِند، عندما كنتُ أحضُر مَعرِضًا زراعيًّا هناك، زرعتُها حولَ مزرعتي، لمنع الحشرات!

انتهتِ الزيارة، لكن ظلَّتْ صورة الشجرة في ذِهني، ظلَّتِ الأفكار تراودني، جلستُ أبحث عنها في شبكة المعلومات الدوليَّة، إلى أن توصلتُ لبيانات تقول: إنَّها شجرةٌ ذات استخداماتٍ عديدة، سواء طبِّيَّة، أو في مكافحة الآفات، وفي مكافحة التلوُّث البيئي، لدرجة أنَّ هناك مَن يستخدمها كمحصولِ علف.
عرفتُ أنَّ هناك مهندسًا زراعيًّا يُدعَى الحُسيني، استطاع أنْ يزرعَها ويُنتجها بشكلٍ تجاري، وعرَضَها في العديد من المعارِض الزراعية، كشتلاتٍ بسِعْرٍ رمزي.
يشاء الله بعدَ يومين من حصولي على تلك المعلومات، أن يقَع بيْن يدي مقالٌ منشور بالجريدة الرسميَّة بقلَم هذا المهندس، مُعنون "أشجار النيم في خِدمة البيئة"، انتابني شعورٌ غريب، يغلب عليه السَّعادة، أحسستُ وقتَها بأنَّ هناك فلسفةً إلهية تريد أن تخبرَني أكثر عن تلك الشجرة، فحدَّثَني قلْبي أنَّ فيها الخير، ظلَّت عيني تقرأُ المقالَ بنَهَمٍ شديد، فعرفتُ أنَّها تتحمَّل الغازاتِ الضارَّة؛ حيثُ إنَّ لها القُدرة العالية على تحمُّل التلوُّث الناتِج من غازات أوَّل وثاني أكسيد الكربون، وثاني أكسيد الكبريت، وفوق أكاسيد النيتروجين، وهذه الغازات تنتج مِن عوادم السيارات والمصانع، فقد قام بعضُ العلماء باستخدام مستخلَصات شجرة (النيم) في طرْد ومنْع الحشرات التي لها علاقةٌ بصحَّة الإنسان والحيوان، مثل: البعوض والذباب المنزلي، والصراصير وغيرها!
فقلت لنفسي:
♦ الحمدُ لله، أخيرًا وجدتُ طريقةً أتخلَّص بها من الحشرات التي تملأ مَصْنَعي لتدوير المخلَّفات، لكي أحميَ عمَّالي، وأهالي القرية المحيطين به.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ملف الهجرة وأمن الحدود .. بين اهتمام الناخبين وفشل السياسيين


.. قائد كتيبة في لواء -ناحل- يعلن انتهاء العملية في أطرف مخيم ا




.. وسائل إعلام إسرائيلية تناقش تداعيات الرد الإيراني والهجوم ال


.. إيران وروسيا والصين.. ما حجم التقارب؟ ولماذا يزعجون الغرب؟




.. مخلفا شهداء ومفقودين.. الاحتلال يدمر منزلا غربي النصيرات على