الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إن سمعتم جعجعة على اللايف اعرفوا أن الطاحونة فارغة من القمح

نادية خلوف
(Nadia Khaloof)

2018 / 6 / 8
مواضيع وابحاث سياسية


الدكتاتورية تغلّف نفسها بمظهر حضاري أحياناً، لو نظرت إلى الطبقة الأولى في صفوف الدكتاتورية لرأيت ألوانها جميلة زاهية، وربما أجمل من ألوان الديموقراطية. حتى أنّ النساء يلبسن لباساً عصرياً. الدكتاتورية مغرية أيضاً. هي تقدّم لك الفرصة وتغريك بالركوع كي تضع لك ربطة عنق أبدية في عنقك.
في مسيرة لتأييد بشار الأسد في ستوكهولم من قبل اللاجئين السّوريين الذين أغرتهم الدكتاتورية بالركوع كان الوضع يبدو جميلاً، فالكلمات العاطفية، والتلويح بصور الرئيس، واللباس العصري، ولم يغب اسم ثورتي ، والجولان. كل الكلمات الجميلة كانت حاضرة، وكذلك المظهر الحضاري الجميل. هم يقولون هي سورية التابعة لهذا الثوري العظيم الذي اسمه الأسد. هن ايتظاهرون بالرقي، وهناك يتظاهرون بالرصاص الحي. هم هنا وهناك.
بطبعي لا أحبّ أن أعظ أفراد النّظام ، أو المعارضة، لكن مظهر المعارضة متخلف، وعندما تقوم بمسيرة مثل هذه تكون مشتتة. لماذا؟
بالنسبة لي: أعرف لماذا، وربما يعرف جميع اللاجئين في الغرب هم السّبب، لكن من ليس له ذنب هم من يعيشون في الداخل، ويرغبون في العيش. هؤلاء من أشعر بهم لأنّني عشت أسوأ كوابيسي سواء في سورية الجميلة التي مثلها " اللاجئون في السويد، والذين طلبوا الحماية خوفاً من القتل. بل إنّ الأمر وصل بهم أن يجلبوا معهم وثائق تثبت انهم علويين، أو اسماعيليين، أو مسيحيين، وليسوا سنة. بعضهم أتى من دبي، والآخر أتى على عقد عمل، ولم يجرّبوا زوارق البحر المطاطية"
لا يوجد في سورية معارضة، وهي أصدق كلمة نطق بها الأسد عندما كان ينثر لعابه على مؤيديه، وهذا ليس عيباً فيه- أعني الثأثأة، والفأفأة ، والتفتفة- هو عيب خلق فيه، ونحن لا نحتج هنا على الإعاقة الإلهية.
في أمريكا يوجد معارضة وهم لا يتجاوزون الحزبين.
في سورية لا يوجد معارضة. يوجد فيسبوكيون من جميع الأطراف الطامحة إلى الثروة، ويوجد صحف ومواقع الكترونية، والظهور مباشرة على الفيديو، وجميعها خلبية. أقول جميعها وليس أغلبها. يمكنكم أن تكتبوا تعليقاً. أن التعميم خاطئ.
أطرح السّؤال التالي: هل تؤمن أن من دمّر عائلته يمكنه أن يكون ثورياً، أو يكتب دستوراً؟
تقولون لي: ما دخل الحياة الشّخصية؟
نعم. ليس لها دخل، ولكن لنذهب إلى أولاده بعد أن نعالجهم نفسياً، ونسألهم عن رأيهم بوالدهم. رأي الأولاد هو الحكم.
كلما سمعت جعجعة على قناة اليوتيوب المباشرة. أعود للبحث، فغوغل لم يترك شاردة ولا واردة. أرى أنّ تلك الجعجعة أسبابها النّقص. أعني مركب النقص في الوصول. جميعنا لدينا مركبات نقص تشبه مركبات نقص بشّار.
الشعب السوري مصاب بالغثيان، ولا يستحق ما يجري له، وإذا كان الحديث يتناول الدين فإنّ أغلب السّنة في سورية لم يكونوا تجّاراً في سوق الحميدية، و ربما أبناء تجار الأمس وليس اليوم هم من جلب بعض التقدم العلمي لسورية نتيجة احتكاكهم بالغرب والدراسة فيه، وهنا أعني البرجوازية السورية قبل الستينيات، واليوم اغلبهم لا ناقة لهم ولا جمل فيما يجري، ومن ذهب إلى التطرف منهم هو تابع لمكان ما يموله.
الجيل الحاكم ليس من زمن حافظ أسد فقط بل ربما قبله، وحتى لو نال الظلم على يد المدّعوين خطأ بالأسود ، فإن أفكاره لا تصلح لهذا العصر. لذا لا بد أن يكنس التاريخ هؤلاء فهم لا يصلحون.
أسأل الآن عن الدستور: هل نحن بجاجة لدستور؟ بالطبع نعم، لكن متى ؟ بالطبع ليس اليوم . لسنا بحاجة اليوم إلى درس رياضة وسياحة، فالوقت لا يسمح لذا أقول أنّنا لسنا بحاجة لأيّ دستور، فلنلعب بالموجود وبالأشخاص الموجودين أيضاً، فلا الدستور العراقي ولا اللبناني قد جلبا ديمقراطية أو رفاه. كلاهما نوع من التحريض على المحاصصة.
نحن لسنا بحاجة لدستور. نحن بحاجة لرحيل الأسد أولاً ، وتعيين حكومة من الشباب الذي لم يدخل معترك السياسة.
هذه ليست فكرة طوباوية. الانتخابات الحرة هي غير حرة لو تمتّ. هل يمكن أن تكون انتخابات حرّة وتقاسم الولاء والسلطة في أوجه؟
إذن الدعوة إلى صياغة دستور هي الدّعوة إلى درس في السياحة والرياضة، وكذلك الدعوة إلى انتخابات حرة، ولن أبالغ لو قلت أن الانتخابات حرة في سورية فأغلب من يذهبون إل صناديق الاقتراع ينتخبون بشار أو الجبهة. هو تحالف الدكتاتورية.
لا يوجد مؤامرة بتواجد الغرب والشرق في سورية، فالعالم متواجد حتى في أمريكا. يوجد دمار داخل الإنسان السّوري، وهذا قد يحتاج لسنوات طويلة من إعادة البناء ولو أصبحت سورية منزوعة السلاح لكان الوضع أفضل لأبنائها. لو أصبح هناك حماية دولية كما جرى في كوسوفو وأصبحت حتى ديموقراطية تشبه ديموقراطيتهم فلا بأس. هي ديموقراطية مفروضة عليهم. حتى رئيس الوزراء لا يستطيع المغادرة بدون إذن.
أعزائي الذين قبضتم الدفعة الأولى من ثمن كتابة الدستور. تمتعوا بحياتكم، فدستور سورية سوف يكون قطعاً بعد أن يشكل سعد الحريري الحكومة اللبنانية، وبعد أن يتم فرز أصوات الناخبين يدوياً في العراق. الكل لديهم دروس في السياحة والرياضة، فمهلاً لا زال الدور لم يحن بعد.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الكونغرس الأمريكي يقر مشروع قانون مساعدات لإسرائيل وأوكرانيا


.. لازاريني: آمل أن تحصل المجموعة الأخيرة من المانحين على الثقة




.. المبعوث الأمريكي للقضايا الإنسانية في الشرق الأوسط: على إسرا


.. آرسنال يطارد لقب الدوري الإنجليزي الممتاز الذي غاب عن خزائنه




.. استمرار أعمال الإنقاذ والإجلاء في -غوانغدونغ- الصينية