الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عفرين .. جنازة في فم طفل

روني علي

2018 / 6 / 8
الادب والفن




عفرين ..
جنازة في فم طفل
يحفر قبر أبيه
بمعول .. كان لعبته
قبل أن تلتهم الشمس
ضحكة الصباح .. عن خديه
ويقرأ في طحل قهوة الأمس
أن السماء ستمطر .. من آيات الله
رصاصا تعلن .. قل أعوذ برب الفلق
فتتناثر الزيتون من أحشاء جبال
كانت أوتاد الآلهة
في تقويم الجمال
لتكتب حباته على جذع سنديانة
عفرينية أنا .. أنا عفرين

أمي ..
أغصان الزيتون
تنثر تويجات العشق
في نبضي
وكفي ..
ترقدان تحت صدغي .. خشوعا
في مآتم الدم
كل النسوة زغردن من دموعي
كل الأطفال رقصوا .. عفرين
في وداع النعوش
وكلنا ...
نعاند أجنحة الظلام .. ونهتف
بحناجر ملتهبة ..
غدنا .. سنابل قمح منتصبة القامة
بين فوارغ تاريخ
لطخ رسن الغزاة
من أرحام أوابد ... نطقت
عفرينية أنا .. أنا عفرين

يعاقر الزعفران في كفه
على سفح ليلون
مداعبا قشعريرة جرح
بحمى الانتظار
عيونه .. واحة النكبات
في حقول زيتون
ثكلت من غزوة جراد
تحمل في خزائن عرسه
غنائم ثورة
حملت من دماء التاريخ .. أساطير
فولدت لصوصا .. ثوارا
ينكحون الوطن تحت الشمس
ويطلقون من مؤخرة الأسلاف .. الله أكبر
ينحني .. ليلتقط نجمة الصباح
مع عودة اللص الثائر إلى مخدعه منتصرا
فيتمتم مع رائحة البطم
وحبات الرمان
عفريني أنا .. أنا عفرين

ينتعل التاريخ في قياس المسافات
بين داره ومقبرة الأجداد
بين المقبرة وضفاف عفرين
بين النهر ونبي هوري
فيكتب على صفيح من بقايا التتار
هنا .. كانت الخوازيق وكنت أنا
أرسم على بوابة دودري
وجوه آلهة
حملت نعال القداسة على ظهور كلاب
انقطعت نسلها
حين زغردت شجيرات الرمان
وأنجبت جراء في خرج ثورة
حين نطقت عفرين أبجديتها
في رحلة البقاء
من أنامل عجوز
يحاور. تنورة الحياة
فوق صخور هاوار .. مغردا
عفريني أنا .. أنا عفرين

٥/٢/٢٠١٨








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شراكة أميركية جزائرية في اللغة الانكليزية


.. نهال عنبر ترد على شائعة اعتزالها الفن: سأظل فى التمثيل لآخر




.. أول ظهور للفنان أحمد عبد العزيز مع شاب ذوى الهمم صاحب واقعة


.. منهم رانيا يوسف وناهد السباعي.. أفلام من قلب غزة تُبــ ــكي




.. اومرحبا يعيد إحياء الموروث الموسيقي الصحراوي بحلة معاصرة