الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ليلة القدر .. اليانصيب المفقود.!!

وفي نوري جعفر
كاتب

(Wafi Nori Jaafar)

2018 / 6 / 9
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


أسوأ شيء أنك تؤمن بالوهم وتصدق بهِ، أو انك تؤمن وتصدق بشيء لا وجود لهُ، هذا هو حال من يصدق بليلة القدر، ليلة هي عند إله محمد أفضل الليالي وفي شهر هو أفضل الشهور، وللأسف فهم لا يعرفون السنة التي نزلت فيها وإلا لكانت عند إلههم أفضل السنين.!!

اليوم أحببت أن أعمل لكم محاورة إفتراضية بيني وبين أقوال رجال الدين من كلا المذهبين:

قلت: هل سورة القدر مكية أم مدنية؟؟
فقالوا: في الحقيقة هذا الامر مختلفٌ عليه، فمنهم من قال: إنها مكية ومنهم من قال: إنها مدنية.!!

قلت: هل نزل القرآن كاملاً في ليلة القدر؟؟
فقالوا: في الحقيقة هذا الأمر مختلفٌ عليه، فمنهم من قال: نزل كاملاً دفعة واحدة على صدر النبي، ومنهم من قال: لا، لقد نزلَ إجمالاً وليسَ تفصيلاً على صدر محمد.!!

قلت: هل يعقل أن القرآن نزلَ كاملا في ليلة واحدة مع العلمِ أنً آياته تتجاوز ال 6200 آية، فلو أراد أحد أن يقرآهُ كاملا سوف لا ينتهي من قرائتهِ في ليلة واحدة؟؟
فقالوا: في الحقيقة هذا الأمر مختلفُ عليهِ، فمنهم من قال: أن القرآن نزلَ على صدرِ محمد إجمالاً وليس تفصيلاً، ومنهم من قال: أن القرآن لم ينزل على صدرِ محمد بل نزلَ الى السماء الدنيا جملة واحدة وبالتفصيل.!!

قلت: على من نزلَ في السماء الدنيا؟؟ وهل بقى معلقاً في السماء أم ماذا حصلَ بعد نزولهِ للسماء الدنيا؟؟
فقالوا: في الحقيقة هذا الأمر مختلفُ عليهِ، فمنهم من قال: أن القرآن نزلَ الى السماء الدنيا ليخبر الله سكان السماوات السبع بأن هذا القرآن هو آخر الكتب المنزلة، ومنهم من قال: لقد نزلَ جبريل به من الله مكتوباً إلى بيت العزة جملة واحدة.!!

قلت: حسب علمي إنً الكافرين طلبوا من محمد أن ينزل عليهم القرآن جملة واحدة كما نزلت التوراة على موسى جملة واحدة ولكنه لم يستجب لهم {وقال الذين كفروا لولا نزل عليه القرآن جملة واحدة}، فلماذا لم ينزل القرآن في وقتها جملة واحدة؟؟
فقالوا: في الحقيقة هذا الأمر مختلفُ عليه، فمنهم من قال: أن القرآن كان ينـزل على محمد إجمالاً جوابا لقولهم، ليعلم محمد أن الله يجيب القوم بما يقولون بالحقّ، ومنهم من قال: أن القرآن لم ينزل على محمد من السماء جملة واحدة، بل كان الوحي ينزل به من عند الله مفرقا حسب الحوادث والأحوال.!!

قلت: هل تعلمون أي ليلة من ليال رمضان هي ليلة القدر؟؟
فقالوا: في الحقيقة هذا الأمر مختلفُ عليهِ، فمنهم من قال: لا يعلمُ بها أحد ولكن المعروف إنها تكون في ليال الوتر من العشر الأواخر من رمضان 21،23،25،27،29، ومنهم من قال: يمكن أن تكون في أي ليلة من ليالي السنة، فقد أخفاها الله ليبقى العبد المؤمن في إختبارٍ وأمتحانٍ دائم في جميع ليالي السنة.!!

قلت: يعني معقولة لا يوجد لديكم توقيتٌ محددٍ لها أو على الأقل توقيت تقريبي؟؟
فقالوا: في الحقيقة هذا الأمر مختلفُ عليهِ، فاهل الشيعة يقولون: إنً ليلة القدر ربًما تكون ليلة 19، أو ليلة 21، أو ليلة 23،وأهل السنة يقولون: ربًما تكون ليلة 25، أو ليلة 27، أو ليلة 29.!!

قلت: هل توجد علامات أو صفات على ليلة القدر؟؟
فقالوا: في الحقيقة هذا الأمر مختلفُ عليهِ، فمنهم من قال: قد ترى ليلة القدر بالعين لمن وفقه الله، وذلك برؤية أماراتها، وكان الصحابة يستدلون عليها بعلامات منها أنّها ليلة يطيب ريحها، وإن كانت في برد دفئت، وإن كانت في حرّ بردت، تطلع الشمس في صبيحتها ليس لها شعاع، ومنهم من قال: لا أحد يعلم بالضبط ما هي علاماتها وصفاتها.!!

قلت: لماذا ليلة القدر هي خيرٌ من ألفِ شهر؟؟
فقالوا: في الحقيقة هذا الأمر مختلفُ عليهِ، فمنهم من قال: أنها ليلة جليلة القدر فقد أنزلَ الله فيها كتاباً قديراً، ومنهم من قال: لأن الذي يحييها يكون عند الله ذا قدر عالي، ومنهم من قال: إن ليلة القدر ملتقى لأهل السماوات بأهل الأرض حيث يجددون ذكرى الوحي، ومنهم من قال: أنها الليلة التي يحكم الله فيها ويقضي بما يكون في السنة بأجمعها إلى مثلها من السنة القادمة، من حياة وموت، وخير وشرّ، وسعادة وشقاء، ورزق وولادة، و و و.!!

قلت: اذا كل هذا الأمر يحصل في ليلةِ القدر، فهذا يعني أن الله هو من يتسبب بالخير والشر وهو من يجعل هذا الإنسان سعيداً والآخر شقياً؟؟
فقالوا: في الحقيقة هذا الأمر مختلفُ عليهِ، فمنهم من قال: ان التقدير في هذه الليلة لا يطال كل جوانب الحياة، فهناك ثلاثة أنواع من القضايا: نوع قُدّر في ليلة واحدة في تاريخ الكون، ونوع يتم تقديره في السنة التي يعيشها الإنسان، ونوع يبقى مفتوحاً يخضع لمشيئة الإنسان وهو الفتنة، ومنهم من قال: ان الله يقدر لعباده تبعاً لحكمته البالغة ولقضائه العادل، فلا يقضي لمؤمنٍ صالحٍ متبتلٍ ما يقدر لكافر طالح، وهكذا يؤثر الإنسان في مصير نفسه بما فعله خلال العام الماضي، وما يفعله عند التقدير في ليلة القدر، وما يعلمه الله من سوء اختياره خلال السنة، ومنهم من قال: إن الناس يزعمون أن هناك أحداثاً تجري عليهم لا صنع لهم فيها، كموت عزيز، والإصابة بمرض عضال، والابتلاء بسلطان جائر، او بالتخلف، او بالجفاف، ولكن الأمر ليس كذلك، فحتى هذه الظواهر التي تبدو أنها خارج إطار مشيئة الإنسان أنما تقع بإذن الله وتقديره وقضائه.!!

قلت: على الرغمِ من أنكم حملتم الله المسؤولية عن كل ما تقدم وأنه يتدخل ويعمل كل ذلك فقط مرة واحدة في السنة، ولكن الواقع الذي نعيشه ونراه يثبت عدم تدخلهِ في أي شيء، بل أصلاً لا نجد لهُ أي أثر أو ظيفة تُذكر؟؟
فقالوا: في الحقيقة هذا الأمر مختلفُ عليهِ، فمنهم من قال: لقد إعتقدنا أنك إنسان تبحثُ عن الحقيقة، وأحببنا أن نعطيك كل الآراء المختلفة وعقلك هو من سيدلك على الرأي الصحيح والذي تقتنع وتصدق بهِ، ومنهم من قال: لقد عرفنا أنك لا ديني زنديق ومراوغ، تريد أن توقعَنا وتوقع ديننا في الفخ، ولكن هيهات أن تقدر على ذلك، فالحق بينُ وواضحُ ولا يجادل فيه إلا معاندٌ ومكابر.!!

وبعد أن إنتهى الحوار قلت لهم في الحقيقة إنً إيمانكم وتصديقكم وأمركم مختلفُ عليه:

فمنهم من قال: نحنُ نشفقُ عليكم كثيراً أيها المؤمنون، لأنكم تؤمنون وتصدقون بأشياء لا تعرفون عنها شيئاً، الذي تعرفونه فقط هو ما تسمعوه وتقرأوه من الأقوال والآراء المختلفة.!!

ومنهم من قال: أنتم تعبدون وتصلون وتصومون لشيء أيضاً لا تعرفون عنهُ شيئاً سوى الأقوال والآراء المختلفة.!!

ومنهم من قال: بصراحة لقد عشتُ في حواري معكم لحظات عسيرة بحيث شعرتُ بصداعٍ شديد وأحسستُ بالغثيان مما سمعتهُ من تناقض وإختلاف منكم.!!

*********************************
ملاحظة: كل الاديان على الارض هي من صنع البشر.!!

وفي نوري جعفر.

محبتي واحترامي للجميع.

https://www.facebook.com/Wafi.Nori.Jaafar/








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - سياط الحقيقة
ابو علي السماوي ( 2018 / 6 / 9 - 06:01 )
اهل الدين وهم في الواقع مرتزقته والمنتفعين منه اليوم في ورطة شديدة بل في محنة غير مسبوقة .. اذا كان عبر التاريخ الاسلامي قد مر حلاج واحد أو ابن راوندي واحد اليوم يتصدى لهم في كل لحظة الف حلاج وحلاج ... يجلدهم باشد السياط قسوة ويعري زيفهم ويكشف اضاليلهم وكل ما يسوقونه من بدع وغش وخداع واوهام


2 - أصل المشكلة
س . السندي ( 2018 / 6 / 10 - 04:46 )
بداية تحياتي لك ياعزيزي وفي وتعقيبي ؟

1: المشكلة ليست في الاختلافات حول ليلة القدر أو الاسراء والمعراج ، بل المشكلة هى فرضها على عقول تضحك عليها بحد السيف ؟

2: نشكر ألله على العم كوكل الذي لا يكل ولا يمل معرياً كل المنافقين من تجار الدم والدين الذين لا يهمهم غير الارزاق من السذج والمغفلين ، سلام ؟