الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العشائرية والمناطقية ودورهما في الانتخابات البرلمانية

عبدالوهاب جاسم الجرجري

2018 / 6 / 11
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


قبل الانتخابات البرلمانية بفترة وجيزة كانت الاصوات تتعالى هنا وهناك تطالب بانتخاب الاصلح واعتماد معايير النزاهة والكفاءة في اختيار المرشح وهذه الفكرة كانت رائجة لدى الاغلبية من الناس الذين احتككت بهم في سواءً على ارض الواقع او عبر وسائل التواصل الاجتماعي سيما طلبة الجامعات وخريجي الكليات اضافة الى الفئات الاخرى من عامة الشعب .
وازاء هذا الموقف تولدت لجدي فكرة حينها باحتمالية التغيير نحو الافضل وامكانية وصول سياسيين اكفاء وعلى درجة عالية من النزاهة يمكنهم انتشال البلد من ازماته وتخليصه من اوضاعه المأساوية التي اسهت فيها بشكل او بآخر الطبقة السياسية الحاكمة , وهذا التغيير الذي ننشده يعتمد بالدرجة الاولى على الشباب من ناخبين مثقفين او مرشحين يحملون برامج انتخابية تفيد البلد ويحلمون في تحقيقها على ارض الواقع .
وعندما بدأ السباق الانتخابي تغير الموقف كلياً حيث ارتفعت الحمية القبلية والمناطقية وبدأ كلاً يروج لابن عشيرته او منطقته ليس لكونه يحمل مؤهلات الكفاءة والنزاهة ولكن السبب الاساسي وراء هذا الترويج هو( شيمة) عشائرية بحتة وكأن الكلام الذي قاله هذا وذاك بشأن انتخاب الاصلح والاقدر هو مجرد شعارات لا طائل منها, وطغى الخطاب العشائري على الانتخابات سيما في المناطق الريفية وتعالت الاصوات التي تنادي بانتخاب ابن العشير او القبيلة حيث انهم يزدانون فخراً بوصول ابن عشيرتهم الى قبة البرلمان بغض النظر عن برنامجه الانتخابي وموقفه من الازمات التي تحيق بالبلد, في حين طغى الخطاب المناطقي في المناطق الحضرية وهذا الراي ينادي بانتخاب ابن المدينة لكونه اعرف بالحضارة واقدر على ادارة الامور من غيره .
هذا التناقض في المواقف ذكرني بما اورده الدكتور علي الوري في كتابه الموسوم (وعاظ السلاطين) حيث يقول ((ان العرب مصابون بداء ازدواج الشخصية اكثر من غيرهم من الامم ... ويضيف ...فالعراقي اكثر ازدواجاً من غيره من ابناء الامم العربية الاخرى )) ويذكر الوردي اسباباً لهذا الازدواج لا مجال لذكرها؛ وهذا الازدواج هو ازدواج الآراء والمواقف والافكار والافعال فنجد الشخص يؤيد فكرة معينة ولكنه في نفس الوقت يقف بالضد منها لأسباب عشائرية ومناطقية .
ان العراق هو بلد حديث عهد بالديمقراطية وان عملية التحول الديمقراطي تتطلب وجود شعب على درجة عالية من الوعي والثقافة ولديه رأي واضح وصارم من جميع الاحداث والمشاكل السياسية التي تحدث في البلاد ويجب ان لا يتأثر برأي ديني او قومي او عشائري او مناطقي حيث ان جميع هذه الامور كان لها دور كبير وواضح في انتخابات 2018 التي شابها الكثير من التلاعب والتزوير ومصادرة ارادة الناخب فهل خروجٍ وحلحلةٍ للازمة من سبيل .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. قصف إسرائيلي على مركز رادارات في سوريا قبيل الهجوم على مدينة


.. لماذا تحتل #أصفهان مكانة بارزة في الاستراتيجية العسكرية الإي




.. بعد -ضربة أصفهان-.. مطالب دولية بالتهدئة وأسلحة أميركية جديد


.. الدوحة تضيق بحماس.. هل تحزم الحركة حقائبها؟




.. قائد القوات الإيرانية في أصفهان: مستعدون للتصدي لأي محاولة ل