الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الكتابة وصناعة الكتاب بالسعودية!!

محمود سلامة محمود الهايشة
(Mahmoud Salama Mahmoud El-haysha)

2018 / 6 / 12
قراءات في عالم الكتب و المطبوعات


الإبداع السعودي والنشر خارجها!!
بقلم
محمود سلامه الهايشه
كاتب وباحث مصري
[email protected]

من الرياض صدر العدد 474، رجب 1437هـ-أبريل 2016م من المجلة العربية، ومن الرياض أيضا كتب الأستاذ/ خالد أحمد اليوسف، مقالاً يرصد فيه حال الكاتب السعودي ورحلته مع نشر ما كَتب في صورة كُتب خارج حدود الوطن خلال آخر عشرين عاماً، بعنوان "المؤلف السعودي ونشر خارج وطنه". وتناول ما أنجزه الكُتابّ السعوديين في فنون الإبداع الأدبي بكافة صوره وألوانه شعراً أو نثراً، قصةً أو رواية، وما نتج عنها من نقد موازي، مؤكدا على أن السبب في هذا الازدهار هو الاستقرار السياسي الذي انطبع على كافة جوانب الحياة الاقتصادية والاجتماعية والتنموية والإنسانية.. الخ. فلا إبداع بلا استقرار إنساني، فالإنسان المستقر ذاتياً ونفسياً هو من يبدع ويبتكر، فلا إبداع بدون حرية، فالحرية التي توفرها الدولة ممثلة في أولى الأمر هي المصدر الأساس للإنسان المبدع بعد الموهبة الفطرية التي وهبها له الخالق عز وجل. فالنفس المبدعة كالوعاء، كلما امتلأت بالحرية زادت الطاقة الإبداعية، أما كلما قل مقدار الحرية وامتد القهر والظلم ضغط على الذائقة الإبداعية إلى الوصول إلى مرحلة الاختناق ثم الموت البطيء إلى النفوق الكامل، هذا بالنسبة للمبدعين الكبار، أم الموهوبين الصغار في السن فيحدث لهم ما يسمى بوأد مقومات الإبداع، في الحقيقة "وأد مقومات الإبداع" هذا عنوان لكتاب كنت قراءته بالصدفة للكاتب والمفكر السعودي الكبير "إبراهيم البليهي"، وقد تناول فيه العديد من النماذج للمخترعين والمبتكرين الغربيين الذين لم يكملوا تعليمهم أو يدخلون الجامعات بسبب ظروفهم المادية والاجتماعية واشتغلوا بأعمال دنيا، ولكن كيف سنحت لهم الظروف لكي يطوروا من فكرهم ويكُتب اسمهم في التاريخ كمبدعين كلً في تخصصه، وفكرة هذا الكتاب تدور حول المقولة المأثورة للعالم المصري الأمريكي الحائز على جائزة نوبل في الكيمياء د.أحمد زويل: "الغرب والأوروبيون ليسوا أذكى منا، ولكن إذا وجدوا فاشلن ظلوا ورائه حتى ينجح، أما نحن فإذا وجدا نجاحً لظنا ورائه حتى يفشل"، فتوفير مناخ الإبداع شيء مهم للغاية في أي مجتمع يريد أن ينهض.
وبالطبع النسبية في كل شيء في هذه الحياة، فمع زيادة عدد سُكان السعودية، زادت أعداد المبدعين في مجالات الأدبية، ومعها كان لابد من وجود المصانع التي تخرج تلك المخطوطات من ظلمات الأدراج إلى النور في صورة كتب توزع في كافة ربوع الوطن وخارجه، مع الاحتفاظ بجودة المنتج ذو التكلفة الأقل، فكانت الوجه الأولى هي بيروت حيث كبرى المطابع ودُور النشر بالوطن العربي.
وقد عدد الكاتب "اليوسف" أسباب لجوء المؤلفين السعوديين للنشر خارج حدود الوطن، والتي تعد نفس الإشكاليات التي تواجه المؤلفين في كافة الأقطار العربية، وكأنها أسباب مستنسخة، فصناعة الطباعة والنشر والتوزيع تواجه العديد من المشكلات التي تصل لحد الأزمات؛ وللدرجة التي تشعر المبدع العربي أنه حبيس إبداعه، وأنه مغترب إبداعاً داخل وطنه الذي يحمل جنسيته، بل وداخل غرفته التي يجلس فيها لكي يكتب.
ولكن وبعد ثورة المعلومات وانتشار شبكات التواصل الاجتماعي، لم يعد هناك حدود جغرافية بين المبدع والمتلقي، فذابت الفواصل، ولم يعد الكاتب يعلم من يقرأ له وأين يوجد وكم عددهم، وبالعكس أصبح القراء يعرفون كل مبدع يخط السطور بلغة الضاد من أي مكان بالمعمورة!!، بل ويستطيع أن يحصل الكاتب على التغذية الرجعية لما كتبه من خلال بريده الإلكتروني الذي يوقع به تحت اسمه. عكس ما كان عليه علاقة الكاتب والقراء في الماضي القريب، حيث تنتهي علاقة الكاتب بكتبه بمجرد أن خرج من بين يده إلى دار النشر، ويتلقاه الجمهور!!
وقد اطلق الكاتب "اليوسف" مصطلح أو عبارة " هجرة الكتاب السعودي خارج الوطن " وقد امتدح تلك الهجرة، هنا قياس مع الفارق، نشر الفكر على نطاق كبير أصبح مطلب إنساني عالمي، فإذا كانت الجامعات والمراكز العلمية والبحثية تشجع بل وتدفع العلماء والباحثين على نشر أوراقهم البحثية في مجلات ودوريات علمية دولية محكمة والابتعاد عن النشر المحلي، وذلك لرفع من قيمة تلك الأبحاث، وبالتالي يتم وضع القائمين عليه والجهة التي يعملون بها في مقدمة من يعملون في هذا التخصص وذاك المجال، بالإضافة إلى إخبار المجتمع الإنساني بما توصل إليه العقل البشري من فكر ورأي وعلم، والدليل على ذلك عندما تنتشر كتابات كاتب ما في الشعر أو القصة أو الرواية فيتم التقاطها وترجمتها لعشرات اللغات، وبالتالي يصبح هذا الكاتب مرشح وبقوة للحصول على العديد من الجوائز العلمية وعلى رأسها جائزة نوبل في الآداب.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. التجسس.. هل يقوض العلاقات الألمانية الصينية؟ | المسائية


.. دارمانان يؤكد من الرباط تعزيز تعاون فرنسا والمغرب في مكافحة




.. الجيش الأمريكي يُجري أول قتال جوي مباشر بين ذكاء اصطناعي وطي


.. تايلاند -تغرق- بالنفايات البلاستيكية الأجنبية.. هل ستبقى -سل




.. -أزمة الجوع- مستمرة في غزة.. مساعدات شحيحة ولا أمل في الأفق