الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لماذا الماضي ؟

فارس الكيخوه
(Fares Al Kehwa)

2018 / 6 / 12
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


ولماذا نكتب عن الماضي ؟ فنحن نعيش اليوم .حقيقة مطلقة لا غبار عليها ، أما الغد ،فهو مجهول ولكن العالم دائما ينظرويتطلع إليه ويقول ماذا تستطيع أن نفعل ونقدم ؟ أما الامس فاصبح ماضي وتاريخ ،ولن يرجع أبدا .مهما بكيت ولطمت عليه.... ومعظم الشعوب والمجتمعات والأمم ، تتعلم وتستفيد من ذلك الماضي فتاخذ عبر ودروس ،وتبنى على أساسها حاضر ومستقبل أفضل ….إلا أمة محمد ...فقد اكتفت بالماضي .تعيشه وتعشقه لا وبل تقدسه...تريد الماضي أن يكون حاضرها ومستقبلها .تريد أن ترجع لذلك الماضي لأنها تعتقد أن هويتها تتكامل معه ..نعم أن الماضي هو الذي يجر ويشد هذه الأمة إلى الوراء ….غزوات وسطوات وسلب ونهب وسبايا وعبيد وسلطان ونفوذ ..كلها باسم الله وبركاته…….كانت كلها القوة والشموخ والافتخار الذي يشعر به المسلم اليوم ،ولكنها تبخرت اليوم ..ولذلك يجد المسلم المتدين أنه ضعيف ونحيل وهزيل ودائم البحث عن ذلك الدواء ،ذلك الدواء الذي انقرض وانتهى مفعوله منذ زمن بعيد ، ورغم أن الانسانية المعاصرة أوجدت دواء افضل واحسن وصالح لكل زمان ومكان.وقابل للتغيير والتحديث .إلا أن المسلم يظل يحن الى ذلك الدواء الجامد ،معتقدا أنه …………….كان من الله !!!!!!!!
ولكن لم يسأل نفسه ولو لدقيقة واحدة .هل ينفع هذا الدواء البوم ؟ الم نرى الأمة تنقلب راسا على عقب كلما أخذت ذلك الدواء ؟ الم نرى الإنسان نفسه يدخل في غيبوبة ويخرج عن العقلانية كلما أخذ جرعة من ذلك الدواء ؟
.أزمة ومأساة الأمة. هو ذلك الماضي الذي كان السيف هو الكلمة ، فأصبح السفاح بطلا وفاتحا ، والسارق واليا واميرا..واصبح مقدس كل من رفع السيف وقطع الرؤوس .فلا أهل كتاب ولا يحزنون ..ولا رحمة ولا يحزنون .فالكل تحت ذلك السيف مصير واحد .لأن الإسلام هو دين الله …..هذا اله السادي المصاب بجنون العظمة والذي لا يعرف ما يريد .وبسببه قطعت رقاب بعدد النجوم !!!!!!!!!!
...عندنا مشكلة عندما تصبح الغيبيات مقدسات ويصبح الماضي مقدسا ,باساطيره وأوهامه واختلافاته وتناقضاته.عندنا مشكلة.عندما يقتل الصحابة بعضهم بعضا من أجل مصالحهم ويأتي المسلم في القرن الواحد والعشرين ليقدسهم ، عندنا مشكلة عندما يأتي البخاري ويقول أن الصحابة أنفسهم للنار ويأتي المسلم ليأخذ منهم القرآن ويقدسه ،عندنا مشكلة اذا كان ذلك الماضي بديلا عن الإنسانية والعقلانية والمنطقية والعلم ...عندنا مشكلة،عندما يناقشك إنسان متعلم يقضي سنوات في دراسة علوم أثبتت صحتها أن الأرض ليست كروية والقرآن هو مرجعي وليس العلم .عندنا مشكلة .عندما يكون ذلك الماضي هوية الإنسان وعنوانه.واينما حل يريد أن يفرض ذلك الماضي ...عندنا مشكلة عندما تدافع عن ذلك الماضي وتصرخ باعلى صوتك ،ولكن عندما بناديك الضمير اليوم، تخفضه إلى أدنى الدرجات ،عندما اكبر مشكلة عندما تتوكل على الله وانت جالس قابع لا تتحرك كالمسمار ..وتنسى بأن العمل والعقل هما السبيل الوحيد للتقدم والرفاهية ومن أجل غدا أفضل لنا ولبلداننا..….
نعم . فاقت أوروبا من نومها العميق والثقيل ،واستطاعت بفصل العقلاء والمفكرين ،أن تضع حدا لتدخل الدين في الحياة اليومية ،لا وبل ان تنتقد الفكر الديني الخاطئ الميهن على الإنسان ، والنتيجة كان عصر النهضة ، وتعلم الجميع الدرس والى الامام……..
فعجبا ...هل سينتصر العقلاء والمفكرين في أمة محمد في فصل ذلك الماضي عن الحاضر...في كسر ذلك الحجاب والسور الذي يحجب المسلم من التفكير والرؤية والتنوير ؟ في كسر القيود التي جاء بها محمد وعقائده البدوية قبل أكثر من 1400 عام ؟ في مراجعة الذات ولو لخمسة دقائق .ولكن قبل مراجعة الذات، يجب أن تكون حرا .فهل انت حر ؟ والحر ،لا أعني أن تعيش في المانيا او كندا او فرنسا أو…..أقصد أن تكون حرا في التفكير ….وحتما اذن كنت حرا ،ستجد الحقيقة .ومن يبحث يجد …..
تحياتي..
نعم للتنوير..لا للتخدير








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - امة منكوبة
ابو مصطفى البصري ( 2018 / 6 / 12 - 21:04 )
هذه أمة تعاني من حالة انفصام في الشخصية امة كما وصفها علي الوردي ذات شخصية مزدوجه ... امة متقلبة تغير جلدها اكثر من مرة في لحظة زمنية واحده .. في مفصل زمني واحد رأينا كيف يستميت المعممون واتباعهم مدعي التدين بتوريط الشباب وخاصة المتفوقين دراسيا وضمهم الى احزاب سياسية اسلامية مستخدمين احط الاساليب والوسائل لاحتواءهم وكسبهم لصالح احزاب دينيه اسلامية بذات الوقت يخرج الالاف من الناس بمسيرات وتضاهرات تهتف وهي تخاطب الله باهازيج من قبيل متعجب خالقله بعيره حيث يعيبون على الله قوله الم ترى الى الابل كيف خلقت واهزوجة يكريم حتى الله شويعي .... اقصى اليمين الى اقصى اليسار في نفس الزمان والمكان .... نحن أمة منكوبة حقا


2 - كيف نجح الاخرون وسقطنا نحن
نور الحرية ( 2018 / 6 / 12 - 22:54 )
هذا هو السؤال الجوهري ألا نمتلك ثلة من المفكرين التنويريين كي تنير الطريق لشعوبها الضالة لحد الساعة كل من نادى بالعقلانية والتنوير في عالمنا العربي الا ووجهت له سهام التكفير والزندقة وحورب في كل شيئ فاما هالك أو هالك والملاحظ أن الاغلبية أصبحت متشائمة من هذا الواقع فما هو الحل والسبيل الواقعي والأمثل لتخطي الماضي


3 - نعم مع الاسف
على سالم ( 2018 / 6 / 13 - 18:08 )
نعم واقعنا مرير ومزرى ومحزن , امه الاسلام امه التخلف والغباء والدماء والجمود وتمجيد الماضى البغيض , تمجيد قاتل وسفاح ورئيس عصابه مجرم اجرب يسموه اشرف الخلق ؟؟؟

اخر الافلام

.. المقاومة الإسلامية في العراق تعلن استهدافها هدفا حيويا بإيلا


.. تونس.. ا?لغاء الاحتفالات السنوية في كنيس الغريبة اليهودي بجز




.. اليهود الا?يرانيون في ا?سراي?يل.. بين الحنين والغضب


.. مزارع يتسلق سور المسجد ليتمايل مع المديح في احتفال مولد شبل




.. بين الحنين والغضب...اليهود الإيرانيون في إسرائيل يشعرون بالت