الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ليغلق السفير فريدمان فمه

روغل ألفر

2018 / 6 / 13
القضية الفلسطينية


*الحديث يدور عن مظاهر فاشية. سفير الدولة العظمى في العالم يأمر صحافيين إسرائيليين بإغلاق أفواههم وعدم انتقاد الحكومة.. السفير الأمريكي في إسرائيل يتصرف كممثل للمستوطنين*



سفير الولايات المتحدة في إسرائيل دافيد فريدمان هو شر مستطير. الرجل الذي يجب أن يمثل هنا المصالح الامريكية هو في الحقيقة وزير المستوطنين، كما برهن على ذلك عدد كبير من النشاطات والتصريحات منذ تعيينه في منصبه من قبل ترامب وحتى قبل ذلك.
فريدمان يتبرع للمستوطنات. من ضمن ذلك هو تبرع بسيارة إسعاف لمستوطنة هار براخا. وعندما انتقد زميلي جدعون ليفي في مقال له بهذا الشأن في «هآرتس»، هاجم فريدمان الصحيفة بواسطة تغريدة تساءل فيها «أليس لديهم منطق؟». الحديث يدور عن الشخص نفسه الذي أعلن أن المنظمة اليهودية الامريكية الليبرالية «جي ستريت» هي «أسوأ من كابو»، أي من اليهود الذي تعاونوا مع النازيين. لقد حذر من أن إخلاء المستوطنات سيؤدي إلى حرب أهلية، والتقط صورة في بني براك مع صورة ممنتجة للبلدة القديمة في القدس، التي تضمنت تصويراً للهيكل بدل قبة الصخرة. وهو مسؤول شخصيا وحصريا عن دعوة الواعظ الافنغلستي المتطرف روبرت جيفرس (كل اليهود سيذهبون إلى جهنم، الإسلام يشجع التحرش بالاطفال وغير ذلك) من أجل إلقاء خطاب في حفل افتتاح السفارة الامريكية في القدس.
مؤخراً أمر هذا الرجل الوقح الصحافيين الذين ينتقدون نار القناصة الإسرائيليين على المتظاهرين في غزة «بإغلاق أفواههم». وحتى أنه اوضح بأن أقواله موجهة إلى «زملائي في الولايات المتحدة وصحيفة إسرائيلية واحدة انتقدتها أكثر من مرة». بذلك ربما قصد «هآرتس».
نعم، نحن نجد أنفسنا في وضع مشوّه فيه السفير الامريكي في إسرائيل يأمر بوحشية فظة الصحافيين الإسرائيليين بـ «إغلاق أفواههم». الرائحة التي تنبعث من أقواله هي ديكتاتورية. المتحدثة بلسان وزارة الخارجية دافعت عن فريدمان وأكدت حقه في حرية التعبير. أي عبث فاضح. باسم حرية التعبير مسموح لفريدمان أن يسلب حرية التعبير من صحافيين إسرائيليين ينتقدون حكومتهم.
الحديث يدور عن مظاهر فاشية. سفير الدولة العظمى في العالم يأمر صحافيين إسرائيليين بإغلاق أفواههم وعدم انتقاد الحكومة. بصفته الممثل الرسمي الاعلى للولايات المتحدة في إسرائيل هو يحاول إسكات الانتقاد لحكومة إسرائيل ومنع حرية التعبير الصحافية. في دولة ديمقراطية لا يوجد حق لأي شخص في أن يقول للصحافيين «أغلقوا أفواهكم». عندما يقوم سفير دولة عظمى أجنبية بفعل ذلك فإن الامر يتعلق بظاهرة خطيرة وشديدة. فريدمان يترجم حقيقة أن الكثير من الآراء المنشورة في «هآرتس» وفي صحف أمريكية غير مقبولة عليه إلى الحق في الدعوة لاسكاتها. بشكل عام السفراء الامريكيون لا يتجولون في الدول التي يتم تعيينهم فيها، ويأمرون الصحافيين الذين ينتقدون الحكومات بإغلاق أفواههم. ظاهريا، هذا يعطي حكومة نتنياهو مكانة حكومة الدمى لترامب، التي تحظى برعايته ازاء منتقديها من الداخل.
يبدو أن فريدمان يتلقى الحق في إسكات صحافيين في إسرائيل ليس فقط من قوة مكانته كسفير للدولة العظمى التي تمد حمايتها على إسرائيل، بل من كونه يهودياً. يبدو له أنه بسبب حقيقة كونه يهودياً وإسرائيل هي دولة اليهود، فإنها دولته. هو يتصرف هنا كصاحب بيت بسيادة مزدوجة يهودي وممثل رسمي للدولة العظمى. وهو يطمح وربما ينجح في التأثير على تشكيل هوية إسرائيل.
يجب على من يؤيدون حرية الصحافة ومن يعارضون الاحتلال رفع القفازات. بسبب سلوكه وتصريحاته فريدمان فقد شرعيته. إذا كان هناك من يجب أن يغلق فمه فهو فريدمان. فهو ضيف هنا ولن يسكت صحافيين إسرائيليين.
(عن "هآرتس")








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ما الهدف وراء الضربة الإسرائيلية المحدودة في إيران؟|#عاجل


.. مصادر: إسرائيل أخطرت أميركا بالرد على إيران قبلها بثلاثة أيا




.. قبيل الضربة على إيران إسرائيل تستهدف كتيبة الرادارات بجنوب س


.. لماذا أعلنت قطر إعادة -تقييم- وساطتها بين إسرائيل وحماس؟




.. هل وصلت رسالة إسرائيل بأنها قادرة على استهداف الداخل الإيران