الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


محنتي مع غلاة كتب التراث

حمزة خوري

2018 / 6 / 13
سيرة ذاتية


كمسلم بسيط، له غيرة و حب لهذا الدين، قررت ذات يوم أن أفعل شيئا في حياتي أخدم به دين الله عز وجل . عافست وكابدت من أجل هذا الطموح. راهنت على اختيارات عديدة، وفي الاخير ، خلصت الا أن لاشيء سيشفي غليل قلبي سوى الإيغال في فهم دين الله، من خلال البحث والتقصي والمتح في الكتب. و بالفعل، عقدت العزم، وشمرت عن أذيال رخوتي ، و بدأت مسيرة رحلتي.

بدأت رحلتي في أجواء تطفح بألوان البهجة والحبور. سرور غمر قلبي وأنا أتصفح أوراق كتب المحدثين، وفرح وانا أهيم بين أقلام المؤرخين . بداياتي الأولى كانت مفعمة بالتساؤلات، كنت شديد التساؤل ، كلما استشكل علي شيء سارعت إلى شيخ من الشيوخ، أجثوا بركبتي إليه،وأغذق عليه بكل ما أملك من صفات التواضع والاحترام ، وفي خضم هذا الأدب الزائد سرعان ما أنهال عليه بوابل من التساؤلات.
كانت هذه طبيعتي وسجيتي، لربما جبلت على حب السؤال ، سيتضح لي فيما بعد أن هذه الخصلة التي قد تبدوا لكم صفة حميدة ، ستصبح سبب ضنكي وحسرتي.

استمريت في رحلتي، وكلي عزم وصدق، أفتح أضابير كتب الماضي، فأنثر غبارها نثرا يزيل عنها ضروب الأدران والأكدار. أخضع كل المرويات لميزان العقل والنقد. أنظر إليها بمنظار سبك بروح الحياد.
زاد عذابي واتسعت كلومي كلما مقلت عيني رواية هي للصواب براء براءة الذئب من دم ابن يعقوب.

موضوعيتي جعلتني أرفض مرويات كانت بالنسبة لي مسلمات لا يجب الاقتراب منها. ربما هي خطوة جريئة وشجاعة من شاب كان متدينا، لكنهم قتلوا تدينه برواياتهم الكليلة وأحاديثهم العليلة، تالله إني في سهاد وعذاب لا يعلم به الا رب العباد.
قتلوا طاقة واعدة فياضة بالايمان، بأكاذيبهم و تلفيقهم، بتزويرهم لمعادن الحقيقة، قتلوا في حب الاصرار، بسبب جورهم واحتكارهم للحق، وهم للحق أبعد بعد الشمس للقمر ، قتلوا في الرحمة ،قتلوا في الأناة، أبعدوني عن جمال الحياة.


مازلت أتذكر أن في أحد الأيام وأنا أرتشف شرابي كالعادة، ظهر علينا شيخ من الشيوخ على إحدى القنوات الدينية التلفزية، تابعت برنامجه بنهم. أتذكر أن حلقة ذاك اليوم كانت تدور حول إبراز فضائل الصحابي الجليل أبوبكر الصديق رضي الله عنه، زاد اهتمامي بالموضوع خاصة وأن شخصية الصديق لطالما أثرت في صراحة، بدأ الشيخ في حديثه عن فضائل الصديق من السنة والقرآن . ثم انتقل إلى تبيان إنجازاته و خدماته في سبيل نشر الإسلام وتدعيم ركائزه، وهنا تطرق الشيخ إلى رواية تقول أن "الصديق كان يشم عنده رائحة الشواء، وماكان هذا إلا رائحة شواء كبده رضي الله عنه خوفا من الله لأنه كان شديد الورع!!".

فركت أذني من هول ما سمعت، ثم أطلقت هديرا مزعجا مار الدمع به من عيني لكثرة ضحكي على الشيخ المسكين، سرعان ما اختلطت لدي مشاعر السخرية بمشاعر الحسرة والندم، فالشيخ المسكين غال في تقديم شخصية الصديق رضي الله عنه، ونحن لا ننكر فضله ومكانته، لكن الإتيان بمثل هذه المرويات، عار في رقبة هؤولاء.

أثر في سماع هذا الخبال، تأثرت كثيرا لسماع مثل هذه الروايات، التي يتم تسويقها لشبابنا بطريقة بشعة وغريبة، للأسف يذوب القلب من كمد لرؤية هذه الخرافات والخزعبلات تغزوا عقول شباب الأمة وتجتاح بيوتهم.
رواية أخرى سمعتها من شيخ إدعى أنه من دعاة التنوير، و قدم نفسه على أنه من المحاربين لفقه الغلو والتقديس، هذا الشخص"ع.إ"
قال في إحدى خطبه المتلفزة أن الشيخ الجيلاني كان يحضره مائة ألف مريد، وكان الشيخ يقف أمام هؤولاء في الهواء تماما كما يفعل زوروا وسبايدرمان!! ياللعجب. الحق أن كتب التراث مليئة بهذا الغلو والمشايخ الذين ذكرت ليسوا إلا أداة لتمرير هذه الدعايات المغرضة.

في غمرة هذا التعب والأرق الذي انتابني وأنا أصادف هذا الغلو وهذا الخبال، قررت أن ألملم أوراقي، وأستمر في طموحي الذي هو خدمة دين الله،لن أسمح لأي كان أن يغتال طموحي ، لن أتركهم يقتلوا طاقتي وهمتي. أخيرا، وجدت ضالتي فقد قررت أن احارب هذا الغلو وامحوا كل هذا الضمور الذي يجتاح بعض الكتب، وبهذا سأنتصر لدين الله، بهذا سأحقق غايتي ،بهذا سأسير في درب الإصلاح.











التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حزب الله اللبناني يوسع عملياته داخل إسرائيل ويستهدف قواعد عس


.. حزب الله يعلن استهداف -مقر قيادة لواء غولاني- الإسرائيلي شما




.. تونس.. شبان ضحايا لوعود وهمية للعمل في السوق الأوروبية


.. مظاهرات مؤيدة للفلسطينيين في الجامعات الأمريكية.. وطلاب معهد




.. #الأوروبيون يستفزون #بوتين.. فكيف سيرد وأين قد يدور النزال ا