الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


النص بين الوعي وضده

منير الكلداني

2018 / 6 / 14
الادب والفن


يمتاز العمل الادبي بمجمله بانه عمل تفاعلي بين الكاتب والمتلقي وان كانت التفاعلية واضحة اكثر في جهة المتلقي كون الكاتب قد يكتب (( لا وعيه )) فيما يطرحه من النصوص ويزداد هذا التفاعل كلما كان الكاتب قريبا من (( وعيه )) لحظة التكوين ...
ولتبسيط العبارة نقول ان اي كاتب لا يخلو ان يكتب اما بوعيه او لا وعيه او يجعل منهما اتحادا وقد تسمع كثيرا من الكتاب يقولون انهم في اثناء الكتابة يعيشون عالما اخرا من الوحدة التي تكون لها القدرة في وصف وجدانهم بشيء من التعبير الحر واحيانا يطلقون على انفسهم انهم يكتبون (( من وحي خيالهم )) وهؤلاء الكتاب بالرغم من تمكنهم في صياغة الصور الشعرية (( الشعورية )) الا ان خيالهم يطغى على قلمهم وبهذا ينفصل الشكل في احيان كثيرة عن المعنى المتوخى او الهدف اثناء الكتابة لان الخيال يحمل بين صوره معان قد تكون جدا عميقة وهذه المعاني لن تظهر الا اذا اقترب الكاتب من وعيه لكي ستطيع ان يجسدها بالشكل المطلوب (( تلقيا )) وهذا ما يكون متعذرا لمن يسافر خيالهم بعيدا تاركا مساحات للمعنى لا تملاها الكلمات لعجز الخيال وحده عن التوليف بين ما يريده وما يكتبه ولهذا يقل التفاعل بين الكاتب وبين متلقيه نتيجة لذلك وقد يبتعد المتلقي كثيرا في فهمه للنص وقد يحتج الكاتب بان القارئ قد تكاسل فهمه عن الوصول لنتيجة الهدف المقصود وهو ليس كذلك بحال وكم شاهدت من كتاب بمجرد تحليل بضعة سطور لهم يقولون انهم لم يك يقصدون هذا المعنى بينما الشكل هو الاداة المعرفية الوحيدة في الربط بين الفهمين – طبعا الشكل بقواعده – ونتيجة لذلك يحدث كثيرا ان تشاهد نصوصا غير مفهومة تبعا لذلك من انتقال الشكل بين معان لا يوجد فيها اي دائرة تركيبية مشتركة سوى في خيال الكاتب ولحل هذه المشكلة كان على الكاتب ان يقترب من وعيه لحظة تكوين النص حتى تكون الاداة التفاعلية اقوى ويكون متمكنا من السيطرة على خياله اثناء الكتابة في اختيار اقرب الاشكال لمقصوده ونحن هنا لا نقصد طمس الخيال بل محاولة السيطرة عليه اذ ان طمس الخيال لا يبقي للنص الادبي اي قيمة وجدانية او شعورية الا اذا الهدف من النص التكلم بلسان الاخرين نتيجة حكمة ما او موعظة ما ومع ذلك لا يخلو الامر من وجود خيال معتد به تشاهده بين سطور الشكل ..
واعتقد ان اقوى النصوص الادبية هي التي توازن بين الوعي وضده بحيث لا الخيال يسيطر ولا القلم يسيطر بل يظهر الوعي حين يكون المعنى عميقا ويحتاج الى بيان تفاعلي للمتلقي ويختفي حين يكون المعنى قريبا لذهن المتلقي وفي كلتا الحالتين يبقى الكاتب هو سيد حرفه








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المخرج الاردني أمجد الرشيد من مهرجان مالمو فيلم إن شاء الله


.. الفنان الجزائري محمد بورويسة يعرض أعماله في قصر طوكيو بباريس




.. الاخوة الغيلان في ضيافة برنامج كافيه شو بمناسبة جولتهم الفني


.. مهندس معماري واستاذ مادة الفيزياء يحترف الغناء




.. صباح العربية | منها اللغة العربية.. تعرف على أصعب اللغات في