الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المخزون اللغوي واثره على الكاتب

منير الكلداني

2018 / 6 / 15
الادب والفن


يعتبر المخزون اللغوي من اهم الادوات المعرفية في تكوين اي نص سواءا كان شعري ام نثري فهو يجعل للكاتب مساحات معتد بها من تدوين افكاره بسلاسة ومن غير تكرار ، ولعلك تسمع في كثير ان بعض الكتاب يكررون انفسهم كلما تقادم عليهم الوقت في مجال التاليف وهذا الشيء طبيعي جدا اذا كان المخزون اللغوي عند المؤلف قليل جدا واحيانا ضعيف فيلجا الى تكرار الفاظ بعينها محاولة منه في خلق صور شعرية او نثرية جديدة من خلال تدويرها على ما يكتبه وهذه لا تلبث ان تبدا بالنضوب فتتحول النصوص المستقبلية الى تكرارات واضحة واحيانا كثيرة يضطر الكاتب نتيجة لذلك الى خلق الصور الغريبة محاولة منه لكسر هذا القيد وهذا ايضا سياخذ وقتا ما ثم سيرجع الى التكرار وهذه الظاهرة تكاد تظهر بوضوح في كتاب اليوم لان السبب الرئيسي في ذلك يكمن في عدم اثراء الكاتب لنفسه ووعيه من خلال القراءة الهادفة التي تضيف له ذلك المخزون الذي يساعده في بناء صوره بحرية اكثر وبصفة اعمق وتاتي هذه الظاهرة من ضمن اسباب :
السبب الاول : رؤية الكاتب ان ما عنده من لغة كافي جدا وانه لا يحتاج الى القراءة ما دام رصيده المعرفي مقبول نوعا ما او هو ما يرى ذلك واعتقد ان هذه النظرة غير دقيقة بالمرة لانها ستكون مانعا للمؤلف عن الاستزادة واللغة العربية بحر في مخزونها اللغوي من خلال جذرها الذي تتشعب منه الكثير من المفردات فمن منظور رياضي احتمالي ان حروف العربية عددها 28 حرفا فاذا ما اسقطنا المتشابهات منه يكون ناتج الجذر الثلاثي (( 28*27*26 )) فيكون الناتج الاحتمالي ما يساوي (( 19656 )) جذر ثلاثي وهي نسبة جدا عالية وليس باستطاعة الكاتب ان يلم بها بفترة سريعة طبعا مع مراعاة حركة (( عين الفعل )) وما قيل فيها في ميزان الصرف الستة فمن غير المنطقي ان يرى الكاتب كفاية ما عنده وامامه هذا الكم الهائل من المخزون اللغوي .
السبب الثاني : الاستعجال في الكتابة من قبل المؤلف لاي سبب كان وعدم مراعاة المخزون اللغوي وهذه العجلة لن تجعل من الكاتب اديبا – محترفا – في مجاله لافتقاده لاهم العناصر الاساسية في التاليف وسيقع في حال اهمالها ما قلناه سابقا في تكرار الكاتب لنفسه فيما يكتبه وهي مشكلة ستواجهه كلما تقادم في الكتابة ..
السبب الثالث : التعالي من قبل المؤلف فيرى نفسه عالما في كل شيء وهي مسالة من مسائل الاخلاقيات الادبية وكما قيل في الحكمة انه مهما تعلم الفرد فهو جاهل فالعلم بالشيء مفتاح للجهل بالاخر فلا يمكن بحال ان يكون الفرد عالما مطلقا بل ولا حتى العلم الانساني نفسه ما دام قابلا للمناقشة والاحتمال








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المخرج الاردني أمجد الرشيد من مهرجان مالمو فيلم إن شاء الله


.. الفنان الجزائري محمد بورويسة يعرض أعماله في قصر طوكيو بباريس




.. الاخوة الغيلان في ضيافة برنامج كافيه شو بمناسبة جولتهم الفني


.. مهندس معماري واستاذ مادة الفيزياء يحترف الغناء




.. صباح العربية | منها اللغة العربية.. تعرف على أصعب اللغات في