الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل زرادشت كان نبياً؟(1)

داود السلمان

2018 / 6 / 17
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


تذكر جملة من المصادر الفقهية والتاريخية للمسلمين، أن الانبياء والمرسلين الذين بعثهم الله كانوا بحدود مائة واربعة وعشرون الف نبياً، لكن القرآن لم يذكر منهم الا عدداً يسير جداً؛ وجاء في القرآن قوله: منهم من قصصنا عليك- أي من الانبياء والرسل– ومنهم من لم نقصص، والمُخاطب النبي محمد.
فمن يدرينا لعل زرادشت كان من اولئك الانبياء والرسل الذين شملهم التعبير (من لم نقصص)، بل نرجح بأن زرادشت كان نبياً مرسل حاله حال بقية الانبياء، خصوصاً وأن هناك قرائن كثيرة تدل على ما ندعي، سنذكر منها شيئاً ونترك ذكر بقية القرائن لمقالات ستأتي تباعاً.
وسلنا اول من قال بذلك بل "ومن العلماء من يرى أن زرادشت شخصية حقيقية وأنه كان رسولا مبعوثا، ويزعمون أنه هو إبراهيم -عليه السلام- الذي ورد ذكره في الكتب السماوية التوراة والقرآن الكريم، ويستدل هذا البعض بما ورد في سيرة زرادشت من أحداث تشبه بعض معجزات إبراهيم -عليه السلام- وبعض الأحداث التي حدثت معه مثل نجاة إبراهيم -عليه السلام- من النار بعد أن ألقي فيها، ومثل تأمله -عليه السلام- في الكواكب والنجوم ومثل دعوته إلى الإيمان بالواحد الخالق لكل هذه الظواهر ولجميع المخلوقات" (راجع موقع المكتبة الشاملة).
ثم هنالك قرائن كثيرة تشير الى أن معظم تعاليم الديانة الزرادشتية هي نفسها موجودة في الدين الاسلامي خاتم جميع الاديان السماوية، ومنها: القول بالتوحيد، بل أن الزرادشتية هي اول ديانة توحيدية في العالم قالت بوجود اله واحد خالق السماء والارض، وهنالك عذاب للعاصين تعاليم ذلك الرب الخالق، وان الذين ساروا على منهاج تلك التعاليم سينالون الزلفى عند الرب والرحمة والمغفرة، بل وسيحصلون على الجائزة الكبرى وهي دخولهم الجنة.
ويظهر من خلال سيرة النبي زرادشت، أن ثمة صلة أو تقارب، ما بينه وبين النبي محمد من الناحية الاعجازية والناحية الاخلاقية وغيرهما وغير ذلك.
فقد "ولد زرادشت في مدينة أذربيجان الواقعة غربي بحر قزوين في منتصف القرن السابع قبل الميلاد، ويروى أن أباه كان يرعى ماشيته ذات يوم إذ تراءى له شبحان نورانيان اقتربا منه وقدما له غصنا مقدسا، وأمراه أن يحمل الغصن ويقدمه لزوجته لأنه يحمل في كيانه الطفل الروحاني فصدع أبوه بالأمر فحملت زوجته ليلتها به، وبعد خمسة شهور من الحمل أتت لأمه البشارات المتتالية، وعندما ولد لم يبك كسائر الأطفال وإنما قهقه بصوت عال اهتزت له أركان البيت وهربت الأرواح الشريرة، وارتعد كبير السحرة فرقا لأنه يعلم أن هذا الوليد سيقضي على السحرة والكهان ويخرجهم من البلاد".( موقع المكتبة الشاملة).
ونلاحظ العبارة هنا: (اهتزت له أركان البيت وهربت الأرواح الشريرة، وارتعد كبير السحرة فرقاً) وهي عين ما قالوه عن النبي محمد في يوم مولده في الجزيرة العربية. تقول الرواية التاريخية التي ذكرت مولد النبي محمد: " لما كانت الليلة التي ولد فيها رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم أو بعث ارتجس إيوان كسرى فسقطت منه أربع عشرة شرفة، وخمدت نار فارس ولم تخمد قبل ذلك بألف عام، وغارت بحيرة ساوة". وبعض الروايات فيها زيادة مثل: إن الشياطين بعدئذ لم تترقى السمع ولم تسمع كلام الملائكة، وكانوا قبل ذلك يتجسسون على الملائكة،ويسمون اخبار السماء، وان الكهان والسحرة التبس عليهم الامر، وقالوا ثمة امر قد حدث، والى آخره.
وكانت لزرادشت معاجز، كما كانت معاجز للنبي محمد، ومنها: " وقد تعرض زرادشت لمحاولات متعددة من السحرة لقتله بأن ألقي في طريق قطيع كبير من الماشية لتدوسه، لكن بقرة أسرعت نحو الطفل ووقفت فوقه تحرسه حتى مر القطيع، وألقي في وكر الذئاب لتأكله أو ليموت جوعا لكن الذئاب تسمرت وأقبلت عنزتان ودخلتا الوكر معه لترضعاه، ولما بلغ زرادشت السابعة من عمره أرسله أبوه إلى حكماء الفرس يتعلم منهم ويتلقى الحكمة، واستمرت هذه الفترة ثمانية أعوام تزوج خلالها وعشق مهنة خدمة المرضى وعلاجهم" (موقع المكتبة الشاملة).
يتبع...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الشرطة الأمريكية تعتقل عشرات اليهود الداعمين لغزة في نيويورك


.. عقيل عباس: حماس والإخوان يريدون إنهاء اتفاقات السلام بين إسر




.. 90-Al-Baqarah


.. مئات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى وسلطات الاحتلال تغلق ا




.. المقاومة الإسلامية في لبنان تكثف من عملياتهاعلى جبهة الإسناد