الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لايكات بدون حدود

حيدر سالم

2018 / 6 / 17
كتابات ساخرة


لايكات بدون حدود

الإنسان يتنقل بسرعة تكاد تكون عجيبة ، فمقارنة مع كائنات أخرى فمليون سنة من أجل أن يغير فكرة ما هي لحظة بمقابل تلك الكائنات التي مكثت الى اليوم في قولبة معينة . الإنسان بطيعته حيوان مفترس ، و آكل لحوم ، يحدثنا فريدريك أنجلس ( 1820-1895) عن القبائل التي كانت تأكل أمواتها ، و يتحدث عن طبيعة المرحلة الانتاجية ، أو الاقتصادية التي تعيشها المجاميع البشرية ، فمع ظهور الملكية الخاصة بدأت بعض الافكار بالتبلور ، ومنها ملكية الزوجات ، و الاولاد ، و فكرة الوطن / مرادفة بالضرورة لفكرة استملاك أرض ترجع عائداتها العينية و المالية للفرد . هذه الصراعات من أجل الاحتياجات الاساسية للعيش بقيت هم الانسان الرئيسي ، و بهذا توزعوا حسب احتياجاتهم الجسدية / المادية ، و لكن ثمة أفكار لعبت دورها الأساسي في تاريخ البشرية ، الفكرة بوصفها لصيقة للمادة ، و موازية ، و بشرطها الأساسي ؛ الملازمة .

كانت في روما حلبات تتصارع فيها الأسود مع أفراد ، يلقونهم لإمتاع المتفرجين ، و بهذا يكون الانسان قد أشبع هاجسه بالقتل ، و انتقلت الرياضة بأشكال مستمرة لتوطيد علاقتنا بالعنف ، و محاولاتنا المستمرة في استنزاف هذه الطاقة العجيبة ، فمن الحلبات الرومانية الى ملاعب كرة القدم و السلة و سباق الأحصنة ، تخفي خلفها الجماهير التائقة لغلب الاخرين ، و محاولة اظهار افضليتهم على غيرهم ، و هذا نجده واضحا و جليا في ثقافات الشعوب المتوارثة ، فكل شعب يرى نفسه الأنجب من بين كل شعوب العالم ، و بهذا خلقنا عدة من المنافسات العالمية بشتى مظاهرها المتفاوتة ، نحن نحصد اللايكات في مختلف الازمان ، و من المفارقة اننا لا نستطيع اثبات افضليتنا الا بوجود الأقل افضلية ، و نبدو أننا أكثر انجذابا للفكرة ، يتحدث فوكو عن اخلاق الفرد الاوربي المزيفة ، و هي اخلاق مفروضة بالقوة من خلال السجن السيكولوجي الذي انتقل بقضبانه من المكان الى العقل ، أي فكرة العقاب . و الانسان يدأب للحاق بالافكار ، و خصوصا بالافكار التي تدر عليه اكثر قدرا من المردود الايجابي ، الشهيد مثلا ، هو يقاتل من أجل مردود أكبر وهو الجنة ، أو الصيت الحَسِن الذي يتباهى به اذا ما نجى من الموت ، أما لشخص ياباني يطالع المشهد بين الحرب العراقية – الايرانية فسيختلط عليه الامر قتلى أي الفريقين هم الشهداء ؟ ، افكارنا تزين الاعمال لنا ، و ليس بالضرورة للاخرين ، و بمحاولتنا لضمهم لصفوفنا هو محاولة لأخذ like جديد .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أشرف زكي: أشرف عبد الغفور كان من رموز الفن في مصر والعالم ا


.. المخرج خالد جلال: الفنان أشرف عبد الغفور كان واحدا من أفضل ا




.. شريف منير يروج لشخصيته في فيلم السرب قبل عرضه 1 مايو


.. حفل تا?بين ا?شرف عبد الغفور في المركز القومي بالمسرح




.. في ذكرى رحيله الـ 20 ..الفنان محمود مرسي أحد العلامات البار