الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
رواية تحت عنوان -جريمة في رام الله- لعباد يحيى و رصد التحولات الاقتصادية، الاجتماعية، و السياسية لشباب ما بعد الانتفاضة بفلسطين
حسن ابراهيمي
2018 / 6 / 17اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
في إطار رصد التحولات التي يعرفها الواقع الاقتصادي، الاجتماعي، الثقافي، و السياسي الفلسطيني عمد السارد في البداية إلى رصد البنيتين الاقتصادية، و الاجتماعية في إطار علاقتهما بواقع التحولات العميقة التي تعرفها السيرورة التاريخية للنضال السياسي للشعب الفلسطيني بالتركيز على جملة من المتغيرات التي يعرفها هذا الواقع خاصة بعد الانتفاضة المجيدة التي مكنت هذه السيرورة من أن تتأسس على ضوء التفاعلات التي يعرفها الشارع السياسي العربي من حيث تأثير الانتفاضات السلمية التي عرفها الشارع السياسي العربي على توجيه النضالين الديمقراطي و السياسي الفلسطيني و التركيز على الاحتجاجات السلمية بعد ما تبنت المقاومة خيار المواجهة المسلحة ضد العدو الصهيوني كعمل تكتيكي .
في هذا الإطار و من أجل تحديد أفق هذا النضال عمدت الرواية إلى تحديد البنية الاجتماعية التي تشكلت على ضوء التفاوت بخصوص امتلاك وسائل الإنتاج :أي رصد واقع اقتصادي يتسم بكون أقلية تمتلك وسائل الإنتاج ,و ما ترتب عنه من عيش عامة الشعب على الهامش، هذا التفاوت على المستوى الاقتصادي لم يكن هدف السارد، بقدر ما كان منطلقا لتحديد البنية الاجتماعية الفلسطينية ,و ما ترتب عن ذلك من فقر و تهميش تعاني منه مختلف الطبقات الاجتماعية المسحوقة داخل المجتمع الفلسطيني، من حيث ارتفاع نسبة البطالة حيث تفاقمت بحرمان الشباب من حقهم في الشغل بسبب السياسات التي ينهجها الكيان الصهيوني ,و مصادرة الأراضي الفلسطينية و التأثير على المزارعين الفلسطينيين، و غيرها من سياسات كانت سببا في تردي الأوضاع الاجتماعية للشعب الفلسطيني , سبب تراجع العرض و الطلب بخصوص المنتوج الفلسطيني، و ما إلى ذلك من تأثير على أفق هذه التحولات التي ساهمت السلطة الفلسطينية في إعادة إنتاجها.
إلى جانب ذلك تجدر الإشارة إلى ما لهذا الواقع من تأثير على أفق النضالين السياسي و الديمقراطي بالشارع الفلسطيني من حيث تراجع بعض الفصائل الوطنية على تنظيم المواطنين و تأطيرهم للاستمرار في تبني المقاومة المسلحة، و الاكتفاء بالاحتجاج السلمي، كما يتضح من خلال مجموعة من الأشكال النضالية السلمية التي التجأ لها الشعب الفلسطيني في الآونة الأخيرة و التي قادها الشباب من أجل دفع الرأيين العامين العربي، و الدولي للمزيد من التضامن مع الشعب الفلسطيني من أجل انتزاع حقه في التحرر من براثن الاستعمار الصهيوني الغاشم.
ضمن هذا الإطار أتت الرواية لتحديد هذا التمفصل و إثارة الانتباه إلى هذه المتغيرات، و من ثم لطرح سؤال مفاده: هل أفلس خيار المقاومة المسلحة؟ و هل يمكن للاحتجاجات السلمية أن تحقق مطلب الشعب الفلسطيني و غايته؟ و يتعلق الأمر بالتحرير من الكيان الصهيوني و إقامة دولة مستقلة عاصمتها القدس؟
لم تتمكن الرواية من تقديم الإجابة الحاسمة عن السؤال الجوهري اقصد سؤال التحرر من الكيان الصهيوني ، على اعتبار أن هدفها لم يكن تقديم إجابات على واقع سياسي يعرف تحولات لها تمظهرات في البنى المذكورة سلفا، لهذا أكتفت برصد هذه التحولات من خلال مواقف لشخصيات أهم ما يميزها هو الاندفاع للنضال ضد العدو الصهيوني خارج تأطير للفصائل الوطنية الفلسطينية و من هنا يتضح المعطى الجديد في تأطير الشباب و يتعلق الأمر بما تلعبه بعض المواقع الاجتماعية من دور كالفايسبوك و غيره.
قد يعود السبب في ذلك إلى القمع المسلط على قيادات الفصائل الوطنية من قبل الكيان الصهيوني من خلال رصد الأنشطة السياسية للكوادر الفاعلة و المؤثرة في الشارع السياسي العربي الفلسطيني، و بالتالي قد يكون السبب في اللجوء إلى الفايسبوك و غيره من المواقع الاجتماعية راجع إلى رغبة قيادات الفصائل الوطنية الانفلات من القمع ثم إلى ما توفره من خدمات تمكن الجميع من الحصول على المعلومات في وقت سريع ,من أجل التمكن من ممارسة الموقف خارج أي ضغط سواء تعلق الأمر بالكيان الصهيوني أو السلطة الفلسطينية نفسها بعد الضغط الممارس عليها من قبل هذا الكيان.
هذه المتغيرات التي عرفتها البنية الاقتصادية كان لها تأثير على مستوى البنية الاجتماعية كانت موضوع رصد السارد , بل أكثر من ذلك فإنه لم يكتف برصدها بقدر ما وقف عن قرب على مجموعة من الظواهر الاجتماعية كان من بينها جريمة قتل كانت نتاج طعن بسكين سبب وفاة امرأة لم تخبرنا الرواية عن هويتها، و التي كانت موضوع تحقيق من قبل الشرطة الفلسطينية و التي كانت أيضا موضوع إخبارات تناقلها المواطنون الفلسطينيون.
إذا كان الأمر كذلك أيضا فإنه لم يرد ضمن الرواية سبب طعنها، بمعنى هل يتعلق الأمر بموقف منها، في إطار ممارسة الموقف من الصهيونية أم أن الأمر يتعلق فقط بهذا التحول الذي يعرفه المجتمع الفلسطيني و الذي أفضى إلى الصراع الحاد القائم بين الفصائل الفلسطينية بتحويل الصراع من صراع عربي فلسطيني ضد الكيان الصهيوني إلى صراع بين الفصائل الفلسطينية حول أحقية امتلاك السلطة.
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. هاريس: يجب على الوكالات الحكومية إثبات عدم تسبب الذكاء الاصط
.. تجنيد الحريديم .. أزمة جديدة في إسرائيل | #غرفة_الأخبار
.. روسيا تهاجم الرئيس الفرنسي وتصف مواقفه بأنها الأكثر تطرفا بي
.. 12 شهيدا في غارة للاحتلال على مبنى سكني بحي النصر شمال رفح
.. لم يتمالك دموعه.. غزي مصاب يناشد لإخراج والده المحاصر قرب مج