الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مشروع الحداثة المتدينة

حمزة خوري

2018 / 6 / 18
المجتمع المدني



حتما إن الإنخراط في مشروع الحداثة العالمي أضحى ضرورة أساسية لا محيد عنها لكل مجتمع؛ بل هو الضامن الأساس و المعيار الحقيقي لقياس تخلفها أو تقدمها.وعليه، تسعى مجتمعات العالم اليوم بشكل حثيت إلى الإرتماء في أحضان الحداثة والاغتراف من روافدها حتى يتسنى لها تحقيق أهدافها المنشودة، والتي لا يمكن إحقاقها إلا عن طريق الإنخراط الكلي في هذا المشروع العالمي.

القاصي والداني اليوم يعي جيدا خطورة مشروع الحداثة على بعض المجتمعات، خاصة تلكم التي تعاني من ضعف مثانة روابطها الاجتماعية والسياسية، وهو الأمر الذي يؤدي بها لا محال إلى لتدهور و الضمور ، بدل الصعود و النجاح.

لا يخفى عليكم أن التبصر في حيثيات مشروع الحداثة العالمي سيجبرنا أن نقول بإحساس مرهف باليقين، أنها اليوم وبالرغم من تقدمها في المجال المادي والعلمي إلا أنها ساهمت بشكل كبير في ما يسمى "بحيونة المجتمع". وذلك من خلال فراغه المطلق من الوازع الاخلاقي والروحاني الذي يمثل بلاشك أحد أهم العناصر المنسية أو "المتناسية" في مشروع الحداثة.

أمام هذا الوضع و نظرا لحاجتنا الماسة للحداثة والأخلاق، تطفوا فكرة "الحداثة المتدينة" على السطح، كحل وبديل مناسب يسد ذاك الفراغ الروحاني المهول بمنظومة التحديث.
وأقصد بمصطلح الحداثة المتدينة هنا، حداثة تنويرية توازي بين عرام الحياة المادية و نهم الحياة الروحانية والقيمية. هي حداثة إذن تحكمها ضوابط قيمية، تساهم في تشكيل هوية أخلاقية توازي بين ثنائية المادة والروح.

قد يعترض البعض علي في هذا الطرح بحجة تعارض التدين مع الحداثة .وأظن أن المعارضين لم يستوعبوا بعد فكرة الحداثة، حيث اهتموا بقشورها بدل استوعاب جوهرها وكنهها. فالحداثة عبر التاريخ لم تصطدم بالدين، لكنها من باب الإنصاف اصطدمت برجال دين احتجوا عليها بحجج واهية وأفكار صدئة خربة، لوثت مسامعنا وأزكمت أنوفنا.

لقد آن الأوان بشكل حقيقي، لتديين الحداثة وإخضاعها للقيم والأخلاق، بدل تهييجها بالافكار الحيوانية والآراء البهيمية التي تصدر عند بعض سماسرة التدليس. آن الاوان لشتل ضوابط أخلاقية تنضد واقع الحداثة بالعالم. نريد حداثة تقوم على أسس علمية تنويرية ، تهيكلها ضوابط أخلاقية. حداثة تزيل عنها أدران الآراء البهيمية والحيوانية، حداثة توازي بين المادة والروح.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - لماذا التلوث بمفاهيم الماضي ؟
محمد البدري ( 2018 / 6 / 18 - 04:02 )
عندما كان المجتمع مشاعا وقبل ان يكون بربريا ظهرت اخلاق ومفاهيم النظام الطوطمي. ومع ظهور مجتمعات الرعي ظهرت الاديان الموصوفة بالسماوية تتفق والبداوة الرعوية القبلية وعندما ظهرت مجتمعات الزراعة طغي البدو الرعاة عليها نهبا وسلبا فارضين عليهم تلك الديانات وتكفيرا ونفيا للاديان التعددة المنبثقة من مجتمع الزراعة. استمر مجتمع الزراعة طويلا تجاوره اديان مجتعات البداوة الي ان تراكمت ثروات التجارة وظهور الاقطاع فخرجت منه مفاهيم العلم الحديث وتحول الاقطاع الي مجتمع حداثي لا سيادة فيه الا للعلم والمعرفة والنقد وابتكار الجديد. فلماذا يحثنا السيد كاتب المقال علي تلويث الحداثة باخلاق الاديان التي هي ما قبل بربرية.
تحياتي

اخر الافلام

.. اعتقال طلاب مؤيدين لفلسطين تظاهروا في جامعة جنوب كاليفورنيا


.. -الأونروا- بالتعاون مع -اليونسيف- تعلن إيصال مساعدات إلى مخي




.. عنف خلال اعتقال الشرطة الأميركية لطلاب الجامعة في تكساس


.. تأييدًا لغزة.. طلاب وأساتذة يتظاهرون في جامعة سيدني




.. برنامج الأغذية العالمي يحذر من خطر حدوث مجاعة شاملة في غزة