الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من هو زرادشت- مدخل(2)

داود السلمان

2018 / 6 / 19
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


ونزولاً عند رغبة بعض الباحثين المسلمين الذين يوعزون نسبة التشابه الكبير بين الديانة الزرادشتية والاسلام على أن ذلك هو كون الزرادشتية دين سماوي؛ وعليه فأن التشابه لا ضير فيه، وهم- أي الباحثين- يتخلصون من الرأي القائل بأن الاسلام قد اخذ معظم تعاليمه من الديانة الزرادشتية، التي سبقت الاسلام بمدة طويلة جداً. وربما يسئل سائل: ومن اين للإسلام الحصول على المعلومات الدقيقة والتفصيلية لتلك الديانة(الزرادشتية)؟. والجواب يكون: إن سلمان الفارسي هو المصدر الاول لنقل المعلومات كاملة وبلا رتوش، لأنه كان زرادشتياً أول امره، كما عبر عن ذلك بنفسه، قبل ان يأتي النبي محمد ويصبح من اهل بيته! بحسب الحديث المشهور والمعترف بصحته جميع المسلمين (سلمان منّا اهل البيت) ولنا عودة الى هذا الموضوع.
نزولاً عند رغبتهم، نشير الى التشابه أو التناص والذي نتهم فيه الايادي الخفية لبعض المؤرخين الذين كتبوا السيرة النبوية بعد قرن ونصف القرن من رحيل النبي محمد عن الحياة الدنيا، وقد يكون ايضاً لنا عودة الى هذا الموضوع في هذا البحث.
مولده
يشير الدكتور جمشيد يوسفي في كتابه "الزرادشتية) الى أن زرادشت ولد في ايران عام 660 قبل الميلاد غير انه يذكر أن بعض الروايات تؤكد أن أنه عاش الف عام قبل الميلاد، ولم يرجح رواية عن اخرى؛ لكن العقاد في كتابه "الله" يختار الرواية الاولى، ويرجح أن مولد زرادشت كان عام 660 قبل الميلاد.
ويقول يوسفي كان زرادشت في العشرين من عمره عندما ترك اباه وامه والزوجة التي اختارها له، وهام على وجهه سعياً وراء اجوبة عن تساؤاته الكبيرة حول الاصل والمصير ومعنى الحياة والخلاص. وكان كلما صادف شخصاً طرح عليه تلك الاسئلة، عله يجد الجواب الشافي. كأنه أراد القول: { فلما رأى الشمس بازغة قال هذا ربي هذا أكبر فلما أفلت قال يا قوم إني بريء مما تشركون}.
نبوة زرادشت ونزول الوحي
وعند بلوغه الثلاثين نزل عليه الوحي. والروايات الاسلامية تقول ان الوحي نزل على محمد النبي بعد اكماله الأربعين. وتذهب الروايات – والكلام للدكتور اليوسفي- الى أن الوحي الاول حصل على ضفة نهر دايتيا بالقرب من قريته، وهناك ظهر له شخص يفوق حجمه تسع مرات حجم جسم الرجل العادي. وكان ذلك رئيس الملائكة اسمه فوهو مناه (vahu manah) أي الفكر الصالح. كلم زرادشت وامره أن يخلع جسده ويصعد بالروح الى حضرة اهورا مزدا، أي الاله الحكيم، وهو الكائن الاسمى وكان اهورا مزدا جالسا على العرش محاطاً بالملائكة وتجلى أمام زرادشت نور عظيم منبعث من محفل الملائكة. وانبهر بالنور بحيث لم يعد يبصر خياله واخذ هورا مزدا يعلمه العقائد والواجبات المتعلقة بالدين الصحيح الذي اوكل اليه نشره على الملا. "وقد كان أول من آمن به واتبعه ابن عمه متيوه، ثم تبعه ملك فارس آنذاك وأهل بيته، ثم سائر الرعية".
والشهرستاني في "الملل والنحل" يذكر أن زرادشت لم ينزل عليه الوحي الا بعد أن اكمل الاربعون من عمره، لا كما ذكر اليوسفي، اذ يقول:" ولما بلغ زرادشت مبلغ الكمال بأربعين سنة، وتمت له المخاطبات في سبع عودات الى اورمزدا اكمل معرفة شرائع الدين وفرائضه وسننه... أمره الله بالمسير الى (كشتاسب) الملك، واظهر ذكر الله، واسمه، فنفذ لأمر الله، ودعا ملكين كانا بذلك الصقع يقال لهما: فورمباري و بيويدست ، فدعاهما الى الله ، والكفر بالشيطان، وفعل الخير، واجتناب الشر، فلم يقبلا قوله، واخذتهما العزة بالإثم، فجاءتهما ريح، فحملتهما من الارض، ووقفت بهما في الهواء، واجتمع الناس ينظرون اليهما، فغشيهما الطير من كل ناحية، واتوا على لحومهما، وسقطت عظامهما على الارض".
ويقول العقاد في كتابه "الله": "فألله في مذهب زرادشت موصوف بأشرف صفات الكمال التي يترقى اليها عقل بشري يدين على حسب نشأته بالثنائية وقدم العنصرين في الوجود". كذلك هي صفة الله عند المسلمين.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المقاومة الإسلامية في العراق تعلن استهدافها هدفا حيويا بإيلا


.. تونس.. ا?لغاء الاحتفالات السنوية في كنيس الغريبة اليهودي بجز




.. اليهود الا?يرانيون في ا?سراي?يل.. بين الحنين والغضب


.. مزارع يتسلق سور المسجد ليتمايل مع المديح في احتفال مولد شبل




.. بين الحنين والغضب...اليهود الإيرانيون في إسرائيل يشعرون بالت