الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الوحي بين زرادشت وبين النبي محمد(3)

داود السلمان

2018 / 6 / 19
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


ذكرنا كيف نزل الوحي على النبي زرادشت وابلغه بالرسالة الموكلة اليه من قبل الله، عن طريق فوهو كبير الملائكة مناه (vahu manah) أي الفكر الصالح، وعند المسلمين اسمه جبريل.
وهنا نشير الى كيفية نزول الوحي على النبي محمد، ونرى فارق الشبه بين الاثنين:
حين بلغ الرسول محمد من العمر أربعين سنة، جاءه الوحي وهو في غار حراء، في ليلة من ليالي شهر رمضان. جاءه جبريل على صورة رجل، فقال له: اقرأ، قال: ما أنا بقارئ، فأخذه جبريل فضمه إلى صدره ضماَ شديداَ حتى خاف الرسول ، ثم أرسله جبريل فقال له: اقرأ، قال: ما أنا بقارئ، فضمه ثانية ثم أرسله فقال له: اقرأ، قال: ما أنا بقارئ، فضمه ثالثة ثم أرسله فقال له: {اقرأ باسم ربك الذي خلق، خلق الإنسان من علق، اقرأ وربك الأكرم، الذي علّم بالقلم، علم الإنسان ما لم يعلم } [العلق: 1-5].
ثم انصرف الوحي، ووقف محمد برهة يتأمل فيما جرى له، ثم انطلق عائداً، وهو خائف مرتجف، فلما دخل بيته أخبر زوجته خديجة بما حصل له. وقال لها: والله لقد خفت على نفسي، قالت له: "كلا والله لا يخزيك الله أبداً، إنك لتصل الرحم، وتحمل الكل، وتقري الضيف، وتعين على نوائب الحق".
يقول ابن سعد في طبقاته: " شب رسول الله صلى الله عليه وسلم مع أبي طالب، يكلؤه الله ويحفظه ويحوطه من أمور الجاهلية ومعايبها، لما يريد به من كرامته، حتى بلغ أن كان رجلاً أفضل قومه مروءة، وأحسنهم خلقاً، وأكرمهم مخالطةً، وأحسنهم جواراً، وأعظمهم حلماً وأمانةً، وأصدقهم حديثاً، وأبعدهم من الفحش والأذى، وما رُئي ملاحياً ولا ممارياً أحداً، حتى سماه قومه الأمين، لما جمع الله له من الأمور الصالحة، فقد كان الغالب عليه بمكة الأمين".
وقد عرّف جبريل نفسه للنبي قائلا له: يا محمد انت رسول الله! وانا جبريل... ثم ظل جبريل ينزل على محمد عدة مرات ويخبره ان الله يسلم عليه، ويبلغه ببعض التعليمات ويطلب منه أن يؤديها ويبلغها للناس: من احكام وواجبات وارشادات وغيرها.
وكما ذكرنا أن اول من آمن بزرادشت وصدق بنبوته ابن عمه، كذلك فأن النبي محمد اول من آمن به وصدق هو ابن علي بن ابي طالب- وأن هذا الرأي فيه خلاف بين طوائف المسلمين، لكن المسلم به عند الشيعة هو الامام علي بلا منازع، وهو ليس من شأننا- ويروي بعض المؤرخين ما يؤكد قولنا: "قال الإمام علي (ع) وهو يصف أوضاعه مع رسول الله (ص) :"ولقد كنت أتبعه اتباع الفصيل أثر أمه، يرفع لي في كل يوم من أخلاقه علما ويأمرني بالاقتداء به، ولم يجمع بيت واحد يومئذ في الإسلام غير رسول الله وخديجة، وكانت زوجته السيدة خديجة (ع) تزوّده بما يحتاجه من طعام وشراب".
وعليه نقول: إن التشابه بين الحادثتين، أعني نزول الوحي وقضية المناصر حول الذي كان اول من آمن وصدق بالرسالة الالهية واتبع النبي حتى تمت الرسالة على افضل واحسن ما يراد لها. وغايتنا من وراء هذا ليس من باب التشكيك او غير ذلك، ولكن لكي نشحذ همم الكتاب والباحثين للخوض في هذا المعترك، ولا ندعي بأننا اول ولا آخر من خاض هيه.
هكذا أخذ زرادشت أن يدعو قومه إلى تعاليمه والإيمان بها، واستمر في دعوتهم عشر سنوات، لقي فيها عنتًا واضطهادًا، ولم يؤمن به أحد، وتخلت عنه عشيرته وأسرته، بل طرد من بلده، فتنقل بين البلاد والأقاليم، إلا أن الناس تجنبوه، وأغلقوا دونه الأبواب؛ لأنه رجل يسب الدين والكهنة، فتطرق اليأس إلى قلبه. وتزعم الأساطير أن أهورامزدا ظهر له، وأن الملائكة لقنته أصول الحكمة، وحقيقة النار المقدسة، وكثيرًا من الأسرار؛ فبدأت سحابة اليأس المظلمة تنقشع عن قلبه بعدما آمن به ابن عمه "ميتوماه" الذي نصحه أن يدعو المتعلمين من قومه إلى تعاليمه؛ لأن تعاليمه الجديدة صعبة على فهم الناس غير المتعلمين.
ولا نريد أن نعلق اكثر من هذا بل نترك الرأي الاول والاخير للقارئ الكريم، ونعطيه حق ابداء الرأي، اما بالنفي واما بالثبوت ولا نختلف معه بما لا يناقض الحقائق التاريخية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إيهود باراك: إرسال نتنياهو فريق تفاوض لمجرد الاستماع سيفشل ص


.. التهديد بالنووي.. إيران تلوح بمراجعة فتوى خامنئي وإسرائيل تح




.. مباشر من المسجد النبوى.. اللهم حقق امانينا في هذه الساعة


.. عادل نعمان:الأسئلة الدينية بالعصر الحالي محرجة وثاقبة ويجب ا




.. كل يوم - الكاتب عادل نعمان: مش عاوزين إجابة تليفزيونية على س