الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الاعتداء على الشيخ إسعيد ستاوي كشف الوجه الحقيقي للرجعية الدرزية

مهدي سعد

2018 / 6 / 19
مواضيع وابحاث سياسية


أثار الاعتداء الوحشي على الشيخ العالم إسعيد ستاوي في رحاب مقام سيدنا الخضر عليه السلام موجة من الشجب والاستنكار والغضب العارم داخل الطائفة الدرزية، وعبرت شريحة واسعة من أبناء الطائفة عن امتعاضها واشمئزازها من هذه الجريمة الهمجية المشينة، وضجت مواقع التواصل الاجتماعي بالبيانات الرافضة لهذا العمل الدنيء.

ولقد بات واضحًا للقاصي والداني أن المؤسسة الدينية الدرزية المتواطئة مع المؤسسة الإسرائيلية تقف وراء هذا الاعتداء، الذي جاء على خلفية مبادرة دعت إليها مجموعة من أحرار بني معروف للاحتفال بعيد الفطر السعيد، وكانت السلطة الإسرائيلية قد سلبت هذا العيد من الطائفة الدرزية بالتعاون مع الرجعية الدرزية الموالية لها، وذلك بهدف عزل الدروز عن محيطهم العربي والإسلامي وخلق هوية بديلة لا علاقة لها بجذورهم وتاريخهم ومعتقداتهم.

من المعروف أن الشيخ إسعيد ستاوي يقود مشروعًا نهضويًا تنويريًا يسعى من خلاله إلى نشر التوعية التوحيدية وتعريف أبناء الطائفة بتعاليم مذهبهم الحقيقية، التي تحاول المؤسسة الدينية الرسمية طمسها وتغييبها إرضاءً لأسيادها في المؤسسة الإسرائيلية، ولا شك أن هذا المشروع التنويري أقض مضاجع القيادة الدينية الموالية للسلطة لأنه شكل تحديًا فعليًا لمشروعها التجهيلي القائم على أفكار رجعية لا تمت بصلة لمذهب التوحيد.

أعتقد أن الاعتداء على الشيخ إسعيد ستاوي كشف الوجه الحقيقي للرجعية الدرزية التي يحفل تاريخها الأسود بالتآمر على أبناء طائفتها في كافة المراحل، فسجل القيادات التقليدية الموالية للسلطة زاخر بالجرائم والأفعال المشينة المعروفة والمجهولة بحق مجتمعها الذي عانى ولا يزال يعاني الأمرين من بطشها وجورها، والجريمة النكراء التي اقترفت بحق الشيخ إسعيد تشكل حلقة في سلسلة طويلة من الموبقات التي ارتكبها أذناب السلطة على مدار عشرات السنوات.

الوضعية البائسة التي وصلت إليها الطائفة الدرزية في السنوات الأخيرة هي نتيجة طبيعية للسياسات الإسرائيلية المرتكزة على خطة مدروسة، الهدف منها إضعاف المجتمع الدرزي وتفتيته عن طريق خلق صراعات هامشية بين مكوناته المختلفة، وتستعين السلطة بشخصيات درزية منتفعة موالية لها من أجل تنفيذ هذا المخطط، ومن الواضح أن ما حصل في مقام سيدنا الخضر (ع) جاء بأوامر من المؤسسة الإسرائيلية التي أرادت إيصال رسالة مفادها بأن كل محاولة لتحرير الدروز من الهيمنة الإسرائيلية ستواجه بالقمع والترهيب.

المطلوب من المعسكر القومي داخل الطائفة الدرزية في هذه المرحلة الدقيقة هو طي صفحة الخلافات بين تياراته المختلفة، ولا بد من توحيد صفوف القوى الوطنية من أجل مواجهة التحديات المصيرية المقبلين عليها، فكل المؤشرات تؤكد بأن الفترة القادمة ستشهد تصعيدًا خطيرًا في السياسة الإسرائيلية العدوانية، الأمر الذي يحتم علينا التعالي عن صغائر الأمور والارتقاء بعملنا إلى المستوى المطلوب لكي نعبر هذه المرحلة بأقل خسائر ممكنة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شاهد كيف تحولت رحلة فلسطينيين لشمال غزة إلى كابوس


.. قتلوها وهي نائمة.. غضب في العراق بعد مقتل التيكتوكر -فيروز أ




.. دخول أول دفعة من المساعدات الإنسانية إلى خانيونس جنوبي قطاع


.. على وقع التصعيد مع إسرائيل .. طهران تراجع عقيدتها النووية |#




.. هل تتخلى حركة حماس عن سلاحها والتبعية لطهران وتلتحق بمعسكر ا