الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


محاولة لتمييز الحابل عن النابل

طارق المهدوي

2018 / 6 / 19
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


محاولة لتمييز الحابل عن النابل
طارق المهدوي
تستخدم اللغة العربية عبارة "اختلط الحابل بالنابل" كي تصف الحالات شديدة الالتباس تشبهاً بحالة الفريسة التي وقعت في حبال فريق من الصيادين عقب إصابتها بنبال فريق آخر من الصيادين، وإذا كان هذان الفريقان يخلوان من الحكماء فسوف يستمر تصارعهما على هذه الفريسة ويتصاعد بشكل فوضوي خصوصاً أن لكليهما نفس القدر من الحق النظري في الظفر بها، وهذا بالضبط هو ما تشهده الساحة الإعلامية المصرية الآن في الواقعة التي سوف نحاول أدناه إعادة ترتيب أوراقها لتمييز حابلها عن نابلها وذلك على النحو التالي:-
1- في يوم 15/6/2018 خسر فريق كرة القدم المصري أولى مبارياته بكأس العالم في موسكو أمام فريق أوروجواي مع حصول حارس مرماه محمد الشناوي على لقب أحسن لاعب بالمباراة وهو اللقب الذي يمنحه الاتحاد الدولي لكرة القدم فيفا ويترتب عليه بعض الجوائز المقدمة من بعض الشركات التجارية الراعية.
2- كانت فقرة استلام الشناوي لجائزته تتضمن لقطة يظهر فيها اسم شركة "باد ويزر" لإنتاج مشروب الجعة باعتبارها إحدى الشركات التجارية الراعية الأمر الذي اصطدم مع ضيق أفق السلفيين الوهابيين النافذين في رئاسة الفريق والبعثة والسفارة المصرية بموسكو فوجهوا الشناوي نحو رفض استلام الجائزة.
3- نظراً لكونها أول جائزة تحصل عليها مصر منذ بداية كأس العالم سنة 1930 ونظراً لكون الشناوي لا يمثل نفسه إنما يمثل مصر ككل في كأس العالم مما يلزمه بتجاوز ضيق الأفق السلفي إلى مراعاة مصلحة مصر في عمومها فقد أغضب رفضه لاستلام الجائزة كل المصريين غير الإسلاميين إلى درجة الانتقاد والسخرية اللاذعين.
4- اصطدم تعبير المصريين عن غضبهم وسخريتهم من تصرف الشناوي مع ضيق أفق السلفيين الوهابيين النافذين في الدولة والمجتمع والسوق والعلاقات الخارجية بمصر فعبأوا حلفائهم الاستراتيجيين داخل المعسكر الإسلامي كالإخوان المسلمين والجهاديين ضد المصريين غير الإسلاميين الغاضبين والساخرين وبحثوا بينهم عن رأس ذئب طائر.
5- وجد الإسلاميون ضالتهم في خالد سيد سعد منتصر الطبيب والإعلامي المحسوب نسبياً من جانبهم على نظام الحكم الحالي والمحسوب نسبياً من جانب نظام الحكم الحالي على المستقلين أي أنه ممن لا بواكي لهم فقدم الإسلاميون كعادتهم بلاغاً ضده إلى النائب العام تأسيساً على انتقاده وسخريته اللاذعين لتصرف الشناوي.
6- كشف بلاغ الإسلاميين إلى النائب العام أنهم هم الذين سبق لهم توجيه الشناوي نحو رفض استلام الجائزة حيث اعتبروا هذا الرفض تمسكاً منه بثوابت الدين الإسلامي عبر امتناعه عما يحرمه الدين الأمر الذي يفرض على ولي الأمر حبس كل من ينكره أو يسخر منه بتهمة ازدراء الأديان.
7- لجأ الإسلاميون إلى استخدام إحدى الوسائل القذرة المسجلة ضمن شرور الأجهزة الأمنية بتحريضهم عبر سيفهم أو ذهبهم أو كليهما معاً لشقيقة خالد منتصر كي تنشر في الإعلام الإلكتروني بياناً تدعي كذباً أنه يعبر عن كل عائلته يتبرأ باسم العائلة من كتابات وأفكار شقيقها المشككة في ثوابت الدين الإسلامي الحنيف.
8- في ظل تخاذل الاتحاد الدولي لكرة القدم وصمت الإعلام الرسمي التقط الإسلاميون داخل مصر وخارجها هذا البلاغ الكيدي المقدم من إحدى أدواتهم إلى النائب العام مع ذلك التبرؤ العائلي المنشور من أداتهم الأخرى وأعادوا إنتاجهما عدة مرات عبر آلتهم الإعلامية الجبارة احتفالاً بالنصر المبين على الكافرين!!.
طارق المهدوي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بين الحنين والغضب...اليهود الإيرانيون في إسرائيل يشعرون بالت


.. #shorts - Baqarah-53




.. عرب ويهود ينددون بتصدير الأسلحة لإسرائيل في مظاهرات بلندن


.. إيهود باراك: إرسال نتنياهو فريق تفاوض لمجرد الاستماع سيفشل ص




.. التهديد بالنووي.. إيران تلوح بمراجعة فتوى خامنئي وإسرائيل تح