الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مقتدى الصدر لغز يصعب على البعض فهمه

اسماعيل جاسم

2018 / 6 / 22
مواضيع وابحاث سياسية



مقتدى الصدر لغز يصعب على البعض فهمه / اسماعيل جاسم
قد ينبري أحد انصار مقتدى الصدر ويقول اِنَّ زعيمنا هو من حيّرَ اعداءه بشجاعته وتحديه وهذا القول عارٍ عن الصحة تماماً ، أثبتت تجارب أعوام ما بعد 2006 أنه شخصية تميزت بعدم ثبوتها على مواقفها ،أي شخصية قلقة هذا في الظاهر وما يثار حوله ولكن في حقيقة الأمر اثبتت الأيام مراراً أن له رؤية غير مرئية لغيره امتاز بها وبرع في الاختفاء خلف تصريحاته ومواقفه ولذلك أصبح رقماً يصعب عده وتحليله ،أقرب المقربين لم يصلوا الى اهدافه او الى مكنوناته وهي في غاية الكتمان والسرية . تارة تجده مع التحالف الشيعي وفي ذات الوقت تراه منقلباً عليهم انقلاباً الى أقصى اليسار منتفضاً ومغيّراً ًمواقف من ائتلف معه . ففي 25 شباط 2011 خرجت تظاهرات سلمية من القوى العلمانية والمدنية حاشدة في ساحة التحرير ببغداد كادت تطيح بنظام رئيس الوزراء " نوري كامل المالكي " طالب المتظاهرون بتحسين الخدمات وايجاد فرص عمل واعادة التيار الكهربائي الى المدن والمنازل ، كانت شعارات المتظاهرين فيها من القساوة والتحدي على رموز الفساد ورؤوس الكتل من دون استثناء باعتبارهم مشاركين في جريمة الفساد وجريمة سرقة المال العام ، في حينها اعطى المالكي مهلة اصلاح النظام السياسي وتوفير فرص العمل وتلبية مطالب المتظاهرين مدة اقصاها تسعون يوماً وهنا جاء دور زعيم التيار الصدري معلناً " اعطوا للحكومة مهلة امدها ستة اشهر لتقويم حالها " وهنا جاءت الفرصة المواتية لأنقاذ المالكي ونظامه من ازمة محدقة فأسرع السيد مقتدى الى تمييع مطالب المتظاهرين وتلاشيها مما فسح المجال امام المالكي ان يسترد انفاسه وانفاس التحالف الشيعي فكان زعيم التيار الصدري بمثابة صمام أمان لهذا التحالف الذي كاد يعصف به متظاهري ساحة التحرير وباقي محافظات العراق خاصة كربلاء والنجف والمحافظات الجنوبية .. استغل السيد المالكي الموقف الصدري الجديد ودسَّ بين متظاهري ساحة التحرير بلطجيته مدججين بالات جارحة كالسكاكين وحراب البنادق فتحولت التظاهرات الى مشاهد دموية وزرع الرعب اضافة الى اتهامهم بالاجندة الخارجية ووصفهم بالبعثيين والمندسين .
اما موقف السيد مقتدى الصدر بدعم السيد المالكي لرئاسة الوزراء بعد تنافس الدكتور اياد علاوي فجاء موقف الصدر الداعم للمالكي ما اسفر عن حصول المالكي على رئاسة الوزراء وهو اول المواقف الساندة للتحالف الوطني الشيعي .
اِما تظاهرات التيار الصدري المليونية والتي طالب فيها ان ترفع الاعلام العراقية دون رفع صوره وصور الرموز الدينية الاخرى وكان يدعو الى الاصلاح ورفعت تظاهراته شعار ( حي على الاصلاح ) وطالب بحكومة تكنوقراط ، فلا تكنوقراط ولا اصلاح .
طلب من مؤيديه ان يدخلوا الى المنطقة الخضراء وفعلاً دخلوها بكل سهولة وعدم ممانعة من القوات الامنية لكن حكومة المالكي اتهمت انصاره بدخول المتظاهرين الى قاعة البرلمان العراقي ومزقوا اثاث القاعة وعبثوا بجميع الاجهزة الكهربائية والصوتية حتى اضطر بعض النواب الهروب من البرلمان وبعد الانسحاب تعرض المتظاهرون الى الرمي بأطلاقات نارية حيّة فسقط بعض المتظاهرين مضرجين بدمائهم وقسم منهم تعرض الى جروح خطيرة واعتقال البعض الآخر .السيد الصدر لحد هذه اللحظة لم يطالب بفتح تحقيق عن الجناة سواء من المتظاهرين بأعتبار التظاهرات سلمية ولا من الجانب الحكمومي الذي تسبب بقتل المتظاهرين وانتهت مسيرة التظاهرات وضجيج الاصلاحات باقامة الصلوات .
بتأريخ 27‏/03‏/2016 دخل زعيم التيار الصدري المنطقة الخضراء معتصماً وخيمة الاحتجاج ترسل بالرسائل الايجابية. بعد اقامة صلواته في خيمته الصغيرة انسحب من الخضراء معللاً انسحابه بأنه نفذ ما اراد ان يرسله للحكومة فأصيبت الجماهير بخيبة امل واشيع خبر مفاده بأن مقتدى اذا بقي سوف يتعرض للخطر فحفاظاً على سلامة جماهيره وتياره امر اتباعه بالانسحاب . ذهبت الامال وتلاشى مطلب الاصلاح ربما بصفقة سياسية لن يعرفها سواه .
وفي الآونة الأخيرة طلب من انصاره عدم التظاهر والكف منها فلجأ الى زيارات دول اقليم الجوار زارخلال شهر آب 2017، السعودية وبعدها الامارات والتقى بالمسؤولين فيها، وبحث معهم تطور العلاقات مع العراق .
بتاريخ 22/ 10 / 2017 زار السيد مقتدى الصدر المملكة الاردنية الهاشمية والتقى بالعاهل الهاشمي عبدالله بن الحسين
بتاريخ 30 / 5 / 2018 زار السيد مقتدى الصدر دولة الكويت ليطلع فيها على شكل الحكومة المقبلة .
عودة اليهود العراقيين الى البلاد
رحب زعيم التيار الصدري بعودة يهود العراق إلى بلادهم في حال ولائهم لدولتهم الأم " العراق"
انصار الصدر يهتفون ضد ايران وقاسم سليماني " ايران بره بره بغداد حره حره "
ردد آلاف الصدريين في تظاهرات حاشدة في ساحة الاحتفالات في المنطقة الخضراء وسط بغداد منددين بالتدخل الايراني وقائد فيلق القدس ( قاسم سليماني ) في الشأن العراقي . تعد هذه الهتافات خروجاً واضحاً عن الأجماع الشيعي في العراق ، بعد اعلان نتائج الانتخابات التشريعية طافت التظاهرات للتيار الصدري شوارع بغداد معبرة عن فرحتها بهذا الفوز مؤكدة شعارها المعادي لأيران " ايران بره بره بغداد حره حره "
تحالف سائرون وكتلة الفتح
فجأة انقلبت موازين اللعبة السياسية في العراق بعد العداء الذي يكنه مقتدى الصدر لأيران وقاسم سليماني هذا التغيير المفاجيء لم يكن مفاجئاً بالنسبة لزعيم التيار الصدري الذي عُرف عنه بأنه لن يمتلك موقفاً ثابتاً تجاه التحالفات الشيعية فهو ضمانة اكيدة للشيعة في العراق فعند قدوم قاسم سليماني من دمشق ووصوله بغداد مساء الأحد 10 يونيو/ حزيران عقد اجتماعاً مطولاً مع الكتل الشيعية جمع نوري المالكي زعيم دولة القانون ورئيس كتلة سائرون وكتلة الفتح السيد هادي العامري .
في الحقيقة لم يعتبر تحولاً أو تغييراً في مواقف السيد مقتدى الصدر وانما يسير وفق رؤية مذهبية ولديه المذهب الشيعي هو المبدأ المعتمد في تقييم الأحداث وجميع الزيارات التي قام بها لا ترمي الى تبني الموقف العربي بدليل التأثير الايراني مازال حاضراًفي سياسة الاحزاب الشيعية .
بعض الاطراف الشيعية كانت ممتعضة من زيارات الصدر للسعودية من هذه الاطراف هو الموقف الايراني الرافض لمثل هذه الزيارات معتمدين على مواقف وتصريحات السيد مقتدى لكنه في قرارة نفسه هو لديه مواقف غير التي اُنتقدَ عليها . تحالفه مع الفتح لم يكن فخاً ايرانياً وانما كان موقفاً طبيعياً جداً فهو يسير وفق رؤيته المذهبية وان كان يدعو الى الوحدة بين السنة والشيعة في شعاراته في اعوام الحرب الطائفية " اخوان سنه وشيعه هذا الوطن منبيعه " اضف الى ذلك صلوات الجمعة المشتركة بامامة امام سني او بامامة امام شيعي وقد اخذت وقتاً لتثقيف الشارع العراقي وحتى هذا التثقيف لم يجنِ ثماره المرحلية ولا المستقبلية .
تحالف سائرون مع الحزب الشيوعي العراقي الذي استمرَ فترة الترويج الانتخابي وبعدها لم يعد التحالف مع الشيوعي العراقي فاعلاً كما في فترة الانتخابات بسبب تحالفه مع الفتح " منظمة بدر " الجناح العسكري للفتح وهذا لا ينسجم مع تطلعات الشيوعيين الذين يرغبون باقامة تحالفات مع الكتل العلمانية خاصة السنية ذات الطابع المدني او مع ائتلاف الوطنية برئاسة الدكتور اياد علاوي . فالصدر لا يؤثر عليه الشيوعي العراقي في اقامة تحالفته ولا يستطيع توجيه بوصلة الصدر فقد قلنا ان للصدر توجهات ثابتة لا تمليه عليه اطرافاً مشاركة بالعملية السياسية او غير مشاركة .
الخلاصة :
خلاصة القول ان مقتدى الصدر يسير وفق خارطة طريق هو مؤمن بها اما المواقف تبقى متغيرة تارة مواقف عروبية واخرى سنية وهكذا تراه يتقلب بين تلك . والذي لا يعرف مقتدى الصدر يجب عليه دراسة مواقفه بشكل دقيق منذ الحرب الطائفية والى يومنا .كان ومازال ضد المحتل الامريكي وموقفه المقاوم قد اختلف في الاعوام الاخيرة حتى بات الاقرب الى السلطة السياسية واحزابها وهو من يؤكد ان الحل يأتي من الداخل وهي اشارة ظاهرية الى ايران اولاً والى الذين يتهمونه بأنه انحاز الى المحيط العربي .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إيران وروسيا والصين.. ما حجم التقارب؟ ولماذا يزعجون الغرب؟


.. مخلفا شهداء ومفقودين.. الاحتلال يدمر منزلا غربي النصيرات على




.. شهداء جراء قصف إسرائيلي استهدف منزل عائلة الجزار في مدينة غز


.. قوات الاحتلال تقتحم طولكرم ومخيم نور شمس بالضفة الغربية




.. إسرائيل تنشر أسلحة إضافية تحسبا للهجوم على رفح الفلسطينية