الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ازرعوا تسعدوا

رائدة الغرباوي

2018 / 6 / 22
الصناعة والزراعة


علاقة الزراعة بالسعادة
ليست مقارنات ,, بل هي تمنيات ,,,
لفت نظري اليوم تفاعل الاصدقاء على الفيس بوك مع موضوع الزراعة , فانتبهت الى ان الزراعة ارتبطت دائما بالسعادة , ففي السنوات الاولى في المدرسة الابتدائية وفي موضوع الجغرافية حين ناتي على ذكر اليمن يصفونها باليمن السعيدة فيقول المعلم انها وصفت بالسعيدة لانها بلد زراعية بسبب الامطار الموسمية ,
وكذلك دولة مصر الحبيبة على قلبي والتي اشتاق للسفر اليها بسبب احساسي العالي بالسعادة حين اكون فيها بسبب صفة السعادة التي تطغي على شعبها المصري المحب للنكتة وخفة الدم والكرم وطيبة اهلها ,, بالرغم من الظروف القاسية التي يعيشونها ولا توقفهم من نعت بلدهم بام الدنيا ,,وهذا يبدو للسائح العادي والمتخصص بعلم الاجتماع على حد سواء يصف مجمل المزاج المصري بالسعادة ,, وكما معروف ان مصر بلد زراعي وطالما تغنوا بنهر النيل الذي قامت عليه حضارة اعتمدت على الزراعة بشكل اساسي لتكون قوية متحضرة وامنة ويصح وصفها بام الدنيا ,,,
وعلى ذكر مصر , بديهيا نتذكر قصة سيدنا النبي يوسف عليه السلام الذي الهمه الله بتفسير رؤية الفرعون والتي تقضي بالاهتمام بالزراعة في وقت الخصب وتخزين انتاجهم من المزروعات للسنين الجحاف وبالتالي انقذ مصر من الجوع والقحط بل جعلها قبلة لسد رمق الجائعين ,, فتخلدت هذه الحقبة وما للزراعة من فضل في انقاذ الحضارة ,,ليس في الذاكرة البشرية وحسب بل تخلدت في كتاب الله القران الكريم وجعلها سورة مميزة بانها السورة الوحيدة بالقران الكريم التي تحكي قصة كاملة بسورة واحدة ,, اتوقف عندها واسال لما اهتم سبحانه وتعالى بقصة خصها بسورة كاملة كان محور القصة عن اهمية الزراعة وارتباطها بامان اهلها وقوة دولتهم وسعادتهم,
وفي الوقت الحالي وصف الشعب الدنماركي دائما بانه اسعد شعب بالعالم حسب تقديرات منظمة الشفافية التابعة للامم المتحدة , وعندما اتذكر المحاضرة الاولى التي جضرتها وكانت عن الدنمارك حدثنا المحاضر عن ان الدنمارك ليست بلد نفطي بل تعتمد في اقتصادها على الزراعة بالدرجة الاولى ,, وهذا يبدو واضحا عندما نقود السيارة لمئات الاميال عبر الاراضي الزراعية فلا نجد شبرا واحدا قاحلا ,,,,,,
هذا يجعلني اربط موضوع السعادة بالزراعة
فكان بديهيا ان اسال ,, هل العراقيون فقدوا السعادة لان ارضهم اصبحت قاحلة ومتصحرة لا ماء فيها ولا خضار ؟ ,,, "لانحتاج هنا لاثبات التاثيرات النفسية الايجابية لعيش الناس وسط بيئة طبيعية منعشة من الخضرة والوفرة "
هل أمن الحكام على شعبهم الحالي ومستقبل اجيالهم معتمدين على وجود النفط ؟
هل هم من الغباء يجعلهم يعتقدون بان النفط ثروة لاتنضب ؟
نعم اوافق انها وان فرضنا بانها لاتنضب ,,,, ولكن ماذا لو فاجاهم العالم المتقدم باختراع البدائل عن الوقود الاحفوري اي النفط ولم تعد سلعتهم الذهبية ذات قيمة ,,,,, هل سيستعملون نفطهم لاضاءة فوانيسهم فقط ؟
المسالة واضحة وضوح الشمس ولا نحتاج هنا لتسليط الضوء عليها ولكن لماذا المماطلة والتقاعس بعدم اتخاذ اجراءات لانقاذ الزراعة في العراق فهي النفط الدائم ,,
ولكن ماذا لو بقيت الحكومات المتعاقبة نائمة ومتقاعسة ؟ هل نترك مصيرنا بيدهم ونحن متيقنين بانهم ياخذوننا الى الهاوية من اجل مجاملة ايران وتركيا والاردن ووو حتى يتمكنوا من بيع منتجاتهم علينا ؟ يعني يجاملون على حساب مصالح الشعب العراقي ومستقبل اجياله ,
فما العمل ؟ ايها العراقيون
توقفوا عن شراء المنتجات الزراعية القادمة من دول اخرى
ازرعوا في بيوتكم حتى فوق السطوح .. والبلكونات ,,, وتذكروا ان تبقوا على كمية بذور لزراعتها في الموسم القادم ,, لقد ضعنا منذ ان فقدنا بذورنا الاصلية واعتمدنا على مايجود به الاخرون المستفيدون من غفوتنا
لو كل عراقي وعراقية زرع شجرة واحدة يوم غذ فستكون عندنا خمسة وثلاثون مليون شجرة ,, كافية لانقاذ ارض العراق من التصحر وتحسين الطقس الحار وتامين قدو مرضي من الامن الغذائي
وللانصاف اقول ليست الحكومات وحدها تتحمل المسؤولية بل الشعوب ايضا فالبلاد التي تقدمت ساعدتها ثقافة شعوبها على تخطي الازمات
فكفانا اتكالية وليكن كل منا يعالج ماحوله لنصنع مستقبل افضل لابنائنا
وبما ان الزراعة مرادفة للسعادة فما غاية الانسان النهائية سوى ان يكون سعيدا
فازرعوا تسعدوا








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. قبل عمليتها البرية المحتملة في رفح: إسرائيل تحشد وحدتين إضاف


.. -بيتزا المنسف- تثير سجالا بين الأردنيين




.. أحدها ملطخ بدماء.. خيول عسكرية تعدو طليقة بدون فرسان في وسط


.. سفينة التجسس بهشاد كلمة السر لهجمات الحوثيين في البحر الأحمر




.. صراع شامل بين إسرائيل وحزب الله على الأبواب.. من يملك مفاتيح