الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ألسيستاني بين ألحقيقة والوهم في ألعراق ! مجرد تساؤلات .

جوزيف شلال
(Schale Uoseif)

2018 / 6 / 22
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


المقدمة

انا كعلماني أؤمن بفصل الدين عن السياسة والدولة , رجل الدين مكانه في دور العبادة التي تتميز بالراحة والهدوء والاتصال الروحي مع الاله الذي يؤمن به والدعوة الى السلام والمحبة والعيش الكريم الاخوي الهادئ بين جميع مكونات البشر على اختلاف معتقداتهم .

اما رجل السياسة فمعروف مكانه في اروقة ودهاليز الحياة المدنية المليئة بالاكاذيب والنفاق والرياء واحيانا فقدان العقل والضمير الانساني والاخلاقي والقيم الروحية , انا اقف على مسافة واحدة وخط مستقيم واحد مع جميع رجال الدين بمختلف انتماءاتهم الدينية والعقائدية والمذهبية والطائفية , سواء كان رجل الدين مؤمنا بوجود الخالق اي الله او كان لا يؤمن بوجود الله ويعبد الاوثان والاصنام والحيوانات , لا يوجد فرق عندي بين الاول الذي يؤمن بوجود الله مع الثاني الذي لا يؤمن .

ننظر الى الانسان بعمله واخلاقه وما يقدمه للبشرية والانسانية , ماذا يستفيد الانسان من رجل الدين المؤمن وهو يزرع الشر والكراهية والحقد ويتدخل بما لا يعنيه ولا شان فيها , مثل هذا الشخص يجب ان يعزل ويلام ويحاسب ويحاكم لانه لا يمكن ان يكون فوق القانون والعدالة , اذن نحن نحترم ونقدر رجل الدين الذي يكون عادلا ومثاليا وصادقا وان لا يتدخل بامور واشياء لا تعنيه وخاصة التدخل في حياة الانسان المدنية وحرياته الشخصية وان لا يكون ديانا وحاكما على تصرفات البشر وان لا يتدخل بالسياسة .

لماذا السيد علي السيستاني ?

تحدثنا حول هذا الموضوع بعيدا عن الامور الشخصية والدينية وشخصنة القضية , نقاشنا وطرحنا للموضوع يدخل من باب المدنية والسياسة والدولة في العراق , نحن نحترم السيد علي السيستاني كمرجع ديني لفئة معينة من الاخوة الشيعة , هناك مرجعيات شيعية اخرى حالها كحال المرجعيات السنية المسلمة والمرجعيات المسيحية , لكن لن ولم نكن مع اي رجل دين مهما كان دينه ومركزه وخلفيته اذا تدخل في الامور السياسية .

ان الذي يجبر رجل الدين في التدخل في شؤون الدولة والنظام والسياسة هو الشعب , علينا ان نلوم ونلعن هذه الطبقة من الشعب التي لديها توجهات دينية وعنصرية وراديكالية وثيوقراطية , هذه الفئة انا اسميها متخلفة ورجعية ومتحجرة لانها قامت على احزاب دينية وطائفية ومذهبية وحتى عشائرية , العراق ليس مستثنا من هذه الكارثة التي بدات منذ عام 2003 , لهذا شاهد العالم كله كيف دمر العراق بفضل الطبقة التي تؤمن بالدولة الدينية والاسلمة بفضل احزابها الاسلامية ومرجعياتها الدينية من الشيوخ والسادة .

اسباب وعوامل الدولة والنظام الفاشل

هناك الكثير من الاسباب والعوامل ولكن نذكر اهمها , عدم وجود دستور علماني يؤمن بالمواطنة فوق اي اعتبار آخر, تدخل الدين ورجال الدين في السياسة , عدم الفصل الحقيقي بين السلطات , عدم الاعتراف بالمواثيق الدولية وحقوق الانسان وحرياته الشخصية , عدم منع وتجريم قيام احزاب دينية وقومية , انتشار السلاح وعدم منعه بين المواطنين والعشائر والمسؤولين , وجود ميليشيات تحمل السلاح داخل الدولة , عدم حصر السلاح بيد الدولة واجهزتها العسكرية من الجيش والشرطة , السماح لدول الجوار والمنطقة بالتدخل في الشان الداخلي ووجود عملاء ومرتزقة وخونة لتلك الدول واجهزتها المخابراتية , عدم وجود الحريات العامة من حرية الاعلام والصحافة والسفر وحرية الراي والفكر والعقيدة والاعتقاد .

قرارات وتدخلات السيد علي السيستاني في الشؤون المدنية والسياسية , صائبة ?

البعض من الشيعة اعتبروا ان هذه الاراء والتدخلات من قبل السيستاني صائبة وضرورية , وهؤلاء هم اتباع هذه المرجعية في الغالب , الفئة الاخرى من اتباع المذهب الشيعي – الجعفري كانت غير راضية بتاتا , لانها تقيم علاقات وتتبع مرجعية قم اي ولاية الفقيه , اضافة الى فئة اخرى لها مرجعيتها الخاصة بها , اما السنة فلديهم مرجعيات دينية خاصة بهم وهذا ليس موضوعنا الان , اما نحن والكثير من العراقيين نرفض اي تدخل من قبل اي رجل دين ومرجعية مهما كانت في الشان العراقي والسياسة والحياة المدنية .

من هذا المنطلق نرى ان تدخلات واراء وفتاوى السيد علي السيستاني قد اضرت العراق كثيرا , السبب والدليل هو ما وصل اليه العراق لهذا المستوى من الخراب والدمار والقضاء على البنية التحتية منذ عام 2003 والى هذا اليوم , لو كان العراق قد اصبح بلدا متقدما ومزدهرا ومنتجا وامنا لقلنا عكس هذا القول ونرفع القبعة الى كل رجل دين مهما كان دينه , الانتخابات الاولى كانت فاشلة وطائفية ودينية بامتياز بسبب تدخلات المرجية ورجال الدين في العملية السياسية وهذا معروف للجميع , لا المرجعية الشيعية ولا السنية اصدروا فتاوى بتحريم قتل العراقيين من كافة الاديان والمذاهب والطوائف , لا المرجعية الشيعية ولا السنية اصدروا فتوى بتكفير لا الزرقاوي ولا القاعدة ولا داعش , المقصود هنا فتوى حقيقية وصادقة ولا لبس فيها , لا يوجد . بعض المرجعيات الشيعية والسنية كانت تحرض لخروج اتباعها الى الشوارع لامور تافهة , بل لم نشاهد هذه المرجعيات قد شجعت اتباعها والعراقيين للخروج والاستنكار وشجب للعمليات الاجرامية في اغتصاب الايزيديات وبيعهن في اسواق النخاسة وعمليات تهجير وقتل المسيحيين وتفجير كنائسهم ومصادرة ممتلكاتهم في بعض المحافظات العراقية .

فتوى السيد على السيستاني في انشاء الميليشيات اي ما يسمى بالحشد الشعبي نعتبرها نحن كارثة وجريمة بحق العراق , وهذا اولا , وثانيا , لماذا لم يصدر فتوى اخرى بحل تلك الميليشيات والعصابات الارهابية بعد ان انهت اميركا داعش في العراق بتلك الضربات ? , والان الميليشيات الارهابية المسلحة فازت في الانتخابات ودخلت العملية السياسية بثقلها الديني والارهابي وبتشجيع بعض العراقيين المتخلفين الذين انتخبوا دويلات مسلحة ارهابية داخل دولة , هناك اشياء اخرى لا مجال لذكرها من الاخطاء التي ارتكبت بحق العراق بسبب تدخلات المرجعيات الدينية ورجال الدين .

تساؤلات بحاجة الى ردود لكي نفهم ويفهم العراقيين والعالم

هنا مرة اخرى نطرح بعض التساؤلات عسى ان نجد ردا مناسبا ومقنعا , من اهم هذا الاسئلة والتسائلات هي /

1 – لماذا يتدخل رجل الدين في السياسة وخاصة المراجع الكبرى , وهذا ما لا نجده سوى في الدول العربية والاسلامية والمتخلفة ? .

2 – نحن لا نشك في شخصية ومكانة السيد علي السيستاني , لكن لدينا هاجس واحساس وربما نكون على خطأ , ولهذا نطلب الرد والجواب المقنع يالدليل والبرهان والاثبات , بعد 2003 السيد علي السيستاني كان موجودا بالرغم من عدم وجود دليل قاطع يثبت شخصية السيد السيستاني , / ان السيد علي السيستاني لم يعد موجودا منذ فترة ليست بالقصيرة اي منذ ما بعد مرضه الاخير الذي تناقلته وسائل الاعلام / .

3 – جميع البشر يموتون وهذه حالة طبيعية كونية , السيد علي السيستاني طاعن في السن اي ربما عمره تجاوز 90 عاما , لماذا لم يخرج السيد علي السيستاني يوما في حياته او على الاقل منذ 2003 والى عام 2018 وهو يصلي في مناسبة دينية في جامع او مرقد او حسينية ? .

4 – لماذا لم يقوم ولو مرة واحدة بقراءة فتوى او وصية او تعليم او بيان بنفسه في وسائل الاعلام او من مقر اقامته في النجف ?, هناك من يتسائل ويقول / نريد سماع كلمة واحدة من هذا الرجل لنعرف كيف يفكر ويتحدث .

5 – اليس مثلا , شيخ الازهر يطل على شعبه في الاعلام ويزور ويستقبل بصوت وصورة , هناك قداسة بابا الفاتيكان الذي يحكم على مليار ونصف المليار وهو نراه يتنقل ويزور ويستقبل , وحتى البابا الذي قبله كان مريضا جدا وهو يتكلم ويزور ويرأس قداس , حتى الصحابة والرسل في ايام السيد المسيح ومحمد وموسى وغيرهم كانوا يتحدثون ويلتقون مع الناس علنا امام الملئ .

6 – اذا لم نحصل على الاجابة المقنعة امام الشعب العراقي والعالم , نعتقد ان السيد علي السيستاني لا وجود له الان وفي هذه المرحلة تحديدا , ان الذي يقوم بمهام ودور السيد علي السيستاني هم / مجموعة قليلة باقل من عدد اصابع اليد / , ربما ينتظرون الوقت المناسب للاعلان عن ذلك .

7 – هناك بعض الاشخاص من الطبقة السياسية لديهم المعرفة بجميع التفاصيل وعلى راسهم نوري المالكي عندما يهدد العراقيين / بحرب اهلية – وبكلمته المشهورة ساقلب الطاولة / , لهذا تم ادخالهم مرة اخرى في العملية السياسية بالرغم من وجود ادلة وبراهين ووثائق تثبت بفساد هؤلاء وقيامهم بجرائم ضد العراق والعراقيين وسرقة المليارات , المتهمون ليس فقط المالكي بل هي مجموعة معروفة , والسلطة نفسها تتستر عليهم لان محاسبة هؤلاء يعني نهاية السلطة في العراق وقلب الطاولة وحرب اهلية .

اخيرا كما قلنا نترك الجواب والتحليل بما ياتي من اجابات حول هذا الموضوع والتساؤلات , نحن لسنا ضد اي مرجع ديني كما قلنا , نريد فقط الحقيقة او نعتبره وهم والوهم معناه خديعة وخديعة الشعب تعتبر جريمة بحد ذاتها .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. قصف إسرائيلي على مركز رادارات في سوريا قبيل الهجوم على مدينة


.. لماذا تحتل #أصفهان مكانة بارزة في الاستراتيجية العسكرية الإي




.. بعد -ضربة أصفهان-.. مطالب دولية بالتهدئة وأسلحة أميركية جديد


.. الدوحة تضيق بحماس.. هل تحزم الحركة حقائبها؟




.. قائد القوات الإيرانية في أصفهان: مستعدون للتصدي لأي محاولة ل