الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فينمنولوجيا الأخلاق(2)

متوكل دقاش

2018 / 6 / 23
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


و الإنساني.
و ينزع المبدأ الخلقي (الطاوي) في بعده الهرمنطيقي إلى تجسيد مبدأ التأويل الميتافيزيقي للكون و ظواهره و هي تأويلية تطبع سيرورة الكون بلزوميات مصاغة كضرورات لضمان هذه السيرورة حتى لا تتصير إلى العدم و هي لزوم حفظ التوازن و التناغم بين الإنسان و الكون و إيجاد الإنسجام بين الإنسان و أخيه الإنسان الذي يتحقق عن طريق تأدية الطقوس و واجبات التعبد.
الإنسجام الذي يعمل بوصفه كمال المعنى في الطاوية و هو الكنز الأخلاقي الأسمى الذي ما أن ينوجد حتى يتخّلق الإستقرار و يتجلى المعنى الحقيقي للحياة.
فكما تقول الحكمة الصينية"أن كل إنسان لديه روح تحس و تشعر بالآم الآخرين".
مقولة تعكس لنا تجليا عظيما للفعل الخُلقي على نحو سيجعل مجتمع يعيش تلك الأشاعير مجتمعا خاليا من الأمراض النفسية و الاجتماعية.
حيث أن الذات هنا لا تستمد المعنى الحقيقي للوجود من خلال الآخر فقط _ بل و تتموضع داخله بوصفه تمام الوجود و بينونة الكمال إذ أن سردية لا (أنا) دون (الآخر) هي سردية تتساوق و فرضية (لولا عكس المعنى لما كان للمعنى معنى).
و بدوره يصف (منسيوس) ما يجب أن يكون عليه حراك مجتمع (الأخلاق) المتمأسس على الإيثار و تقدير الآخرين في ظل امتلاك كل إنسان روحا تحس و تشعر بآلام الآخرين _ليكتب و يقول" أن السبب المنطقي الذي يجعلني أؤكد أن كل إنسان لديه روح تحس و تشعر بآلام الآخرين هو التالي: " (لنتصور) يقول منسيوس _ كيف سيكون شعور مجموعة من الأشخاص تلاحظ فجأة طفلا و هو على وشك السقوط في بئر _ فمما لا شك فيه هو أن جميع هؤلاء سيعتريهم نوع من الجزع و الخوف و القلق و الشفقة_فردة الفعل هذه لم تحدث لأن أولئك الأشخاص بحاجة للحفاظ على علاقات طيبة مع والدي الطفل_و لا لأنهم يرغبون بسماع الثناء و المديح من قبل الأصدقاء و المعارف _ و لا لأن صراخ الطفل قد ازعجهم.
لذا نستنتج من كل هذا بأنه لا يمكن اعتبار الإنسان إنسانا إذا ما لم يملك روحا حساسة تشعر و تشفق و تشارك ما يحس به الآخرين _ (روحا) تأبى الضيم (الظلم) و ترفض اللامبالاة و تقّر الحق و ترفض الباطل.
"إن الشعور بالمشاركة و بالرحمة" يضيف منسيوس : "هو مبدأ المروءة" _ و "الإحساس بالحياء و رفض الضيم (الظلم) هو مبدأ الاستقامة" _ و "عدم اللامبالاة و الإزعان للظلم هو مبدأ السلوك الحسن" _ و " إقرار الحق و رفض الباطل هو براعم الحكمة".
و عليه يؤكد (منسيوس) إننا نحن جميعا لدينا هذه المبادئ الأربعة و إذا ما أدركنا كيف ننمّيها , فإنها ستنتشر و تشع كنار تبدأ بالتوّقد أو كعين تبدأ بالتدفق و أيضا و إذا ما استطعنا أن ننمّيها و نطورها بشكل كامل فإ ستحمينا من شر البحار الأربعة و إذا ما اخفقنا في ذلك فلن نستطيع أن نؤدي حتى واجباتنا نحو الوالدين.
هذه هي المتوالية الهندسية للافعال الأخلاقية و الصفات الخلقية بالنسبة للكونفوشيوسي العتيق مينسيوس _ إذ تبدأ من نقطة القيام بالواجبات نحو الوالدين_ و من ثم تصعد رأسا نحو الإنسانية جمعاء و ذلك بالمشاركة و الرحمة و المروءة و رفض الظلم و الضيم الواقع على أي إنسان.
و يتأسس الفعل الأخلاقي لكونفوشيوسي على تجريدية الفعل الخيري و الفضيلي إذ أن القيام بالعمل الخيري أو الفضيلي بدافع غير الإنسانية مثل العمل على سماع عبارات الشكر و الثناء أو اي دوافع خارجة عن الذات الفاعلة للخير متعاملة مع الذوات الأخرى المفعوله كموضوعات خارجة عنه لا يعتبر فعلا أخلاقيا.
و كذلك الانفعالات النابعة عن أجهزة ضمير قسرية (كالخوف) من الشرطة او الشعور بالعار من سلطة المجتمع مثلا.
فعندما تمتنع عن السرقة بدافع من ضميرك فهذا بإتفاق الجميع عمل اخلاقي، لكن من يمتنع لان شرطيا يراقبه فهو انسان حقير كما قال أفلاطون و كذلك الشخص الممتنع عن السرقة بالخوف من سلطة المجتمع الذي سيلاحقه بنظرات العار.
و بذا لا يعتبر العمل عملا أخلاقيا بقدر ما أنه سلوك نابع عن انفعال و شعور مؤقت هو شعور الخوف و الذي ما أن يزول (سببه) و هو وجود الشرطي سيزول (أثره) إي أن الفرد الذي امتنع سابقا عن السرقة بدافع الخوف من شرطي سيسرق في غيابه أو سيعمل على استغلال أي غفلة من الشرطي ليباغت ضحيته على حين غرة.
يرى منسيوس كما أفلاطون أن الامتناع عن صنع الأذى نتيجة البرمجة النفسية الناتجة ذبذباتها عن أجهزة (ضمير قسرية) كجهاز الشرطة و نظرات المجتمع يعكس بعدا لا أخلاقيا يظل خطرا محدقا كل الوقت و الامتناعات الناتجة عن تأثير هذه الأجهزة لن تختفي معها صناعات الأذى أبد الآبدين.
بل إنها ستعود حالما توافرت مساحات الربع الخالي بين الإنسان و أخيه الإنسان.
لذلك وجب علينا برمجة النفس و هندستها ببناء أجهزة ضمير رأسية فردية يمتنع معها الفرد عن صنع الأذى في كل الأحوال.
و يلاحظ في كل الأحوال أن ثمة ديناميكية إنسانية يجب أن تحدث حتى يمكننا أن نصنف ما هو أخلاقي أو غير أخلاقي.
و ذلك من خلال إستخدام أدوات إشتغال موضوعية لتحديد أثر حراك الأفراد على بعضهم البعض.
و كما في المذهب النفعي فإن كل ديناميكية الإنسان أيا كانت اجتماعية أم نفسية _اقتصادية أم سياسية ترتبط بالبحث الدائم عن المنفعة المتمثلة في تحقيق اللذة و تفادي الألم.
و بناء على ذلك يعتقد جيريمي بانثام أن العقيدة الإنسانية يجب أن تأخذ المنفعة كأساس للأخلاق.
و لا ضير إذا ما أدركنا أن مدى نفعية الفعل و صحته و أخلاقيته في نهاية الأمر بحسب بانثام يتوقف على حجم السعادة التي يحققها الفعل للأفراد و الجماعات _ أي أن الأفعال تكون صوابا و بالتالي أخلاقية بقدر ما تزيد السعادة.
غير أن الأخلاقيين الأكثر خلقية لم و لن يثقوا في آلية تحقيق السعادة عبر ميكانيزم اللذة و اتخاذها كآلية اشتغال في الميادين الخلقية.
سيما أن (جون ستيوارت ميل) فيلسوف اللذة نفسه ظل متحفظا حول ماهية اللذة و معالجته للعلاقة بين لذة الفرد و لذة غيره من الناس.
فها هو ميل يؤكد أن"اللذات تختلف اختلافا كيفيا لدرجة أنه يمكن التغاضي عن اي سؤال يتعلق بالكم فالموجود ذو الملكات العليا يحتاج إلى أمور كثيرة لكي يصبح سعيدا و من المرجح أن يكون عرضة لشعور أكثر شدة من العذاب الأليم_ و لا شك أنه يكون عرضة لهذا العذاب أكثر من الكائن الأدنى نوعا_و لكن بغض النظر عما يحتمل أن يتعرض له من هذا العذاب فإنه لا يمكن أبدا أن ينحدر إلى ما يشعر أنه رتبة دنيا من الوجود".
و هذا ما قالت فيه أ.د (ليندساي) "أن اللذة إذن بحد ذاتها ليست هي الخير و الناس ببساطة لا يرغبون في الواقع بهذه اللذة و الباعث الذي يدفعهم لأن يختاروا لذة بدل من لذة أخرى لا يمكن التعبير عنه بمقدار اللذة.
ذلك لأن إحدى اللذات قد تسعد إنسانا ما بدرجة أقل بطريقة ما مما لو كان مع لذة أخرى و بطريقة أخرى.
و هذا ما يعني أننا لابد أن نمايز بين السعادة و اللذة و هاهنا تحالف ميل مع أرسطو ضد اريستبوس مع مذهب السعادة ضد مذهب اللذة.
و لكن و لأن ميل لم ينتبه أبدا فإنه اعتنق هذا التمييز دون أن يمتنع عن العودة إلى مذهب اللذة و حجج مذهب اللذة دون أن يواجه بصورة وافية مشكلة السعادة.
فإذا كانت السعادة غاية الإنسان فما هي بنية هذه السعادة؟ عندما نقول " أن المتعة لا يمكن أن تكون مقياس السعادة و يصبح واضحا علينا أن نبحث عن معيار آخر و فضلا عن ذلك فإنه يتضح لنا أنه لا يمكن حل المشكلة ببساطة عن طريق المذهب التجريبي لأن مختلف البشر تحصل على سعادتها بطرق مختلفة و علينا أن نصل بين هؤلاء الناس المختلفين إلى قرار.
تلك هي المشكلة الرئيسية لأخلاق ميل القائمة على ميكانيزم السعادة و أيضا كذلك أرسطو و اللذان أوكلا للعقل مهمة حل هذه المعضلة.
و قد قاد إدراك صاحب مذهب اللذة بوصفها جالبة السعادة لتعقيدات طبائع البشر و قدراتهم المتنوعة و المختلفة لتحصيل السعادة إلى أن يقول"أن السعادة ليست فكرة مجردة و إنما هي كل عيني _ و تتسم عناصرها بالتنوع و من ثم فإن هنالك ثمة مشكلة و أنه لابد من اتخاذ قرار بين هذه اللذات المختلفة اختلافا كيفيا و هي تلكم اللذات التي تحقق السعادة" و التي يتركها ميل في النهاية إلى "قضاة عادلين أكفاء".
و في ذلك تفترض (ليندساي) " أن اتجاه ميل هذا يذكرنا باتجاه أرسطو إلى الإنسان الحكيم و لكن كفاءة الحكم عند ميل تتحد بأكثر الطرق آلية في اختبار اللذتين _ عندما تكون إحدى اللذتين مما تفضله جميع من اختبروها على وجه التقريب بغض النظر عن أي شعور بالإلزام الخلقي لاختيارها فهي اللذة المرغوب فيها أكثر_ و تشمل حجته اللذات الأكثر نبلا و الأعلى درجة.
أما فيما يخص الجانب الأخلاقي لمعالجة ميل لمشكلة العلاقة بين سعادة الفرد و سعادة الناس الآخرين فقد اتجهت عكس معلمه بانثام.
القائل بأن سعادة المجتمع تتكون مباشرة من المصالح الذاتية للأفراد الذين يتألف منهم المجتمع _ و هو هنا يجمع على نحو مفارق بين نظرة متفائلة ثابتة بصدد القانون الاجتماعي_ و نظرة بالغة التشاؤم عن الشخصية الفردية.
بيد أن ميل يقر و يعترف بل و ينصح " أنه في الوضع المتردي للعالم يمكن تحقيق سعادة الآخرين و هي تعني تحقيق لذتهم عن طريق التضحية بسعادة الفرد و بذا فهو يفترض أن اخلاق السعادة تعكس أخلاق المنفعة و يدعم موقفه هذا بفرضية يقول فيها أن الأساس الثابت للمنفعة الشعور الاجتماعي للإنسانية اي الرغبة فى أن نتحد مع إخواننا البشر".
و يقول"أن الحالة الإجتماعية هي في آن واحد طبيعية و ضرورية و اعتيادية للإنسان حتى أنه بإستثناء بعض الظروف غير المعتادة أو بعملية تجريد إرادية لا يمكن للمرء أن يتصور نفسه سوى عضوا فى الجماعة".
و بالتالي فإن تحقيق أخلاق السعادة المحمولة على وعاء اللذة يمكن أن يتأتى فقط عبر إستراتيجية الحد الأدنى لحق الحياة و حرية تبني ما لا يضر بالآخرين الذي يتأسس على سيادة الوعي المديني و غلبة الروح الانسانوية المجردة من شروط الأخلاقيات مدفوعة القيمة.
صعودا بالرسم الهندسي إلى أعلى حتى يتحقق لنا كمجتمع بشري إمكانية الوصول بمؤشر الزمن إلى خلق الرفاه للبشرية جمعاء.
غير أن نقطة اتفاق الأخلاقيين تكمن في اتساق آرائهم حول رائدية الفيلسوف اليوناني أرسطو في جانب دراسة أخلاق السعادة و اعتبار إرثه الفلسفي كمرجعية لدراسة الأخلاق و أثره في نهضة و تماسك المجتمع.
خاصة بحثه الموسوم بالأخلاق النيقوماخية_ حيث أحاط فيه أرسطو بأهم جوانب الفلسفة الأخلاقية فناقش معنى السعادة و الفضيلة و اللذة و ألتزم في بحثه لها بمنهج المشاهدة و ملاحظة الواقع و تحليله و لم يسترسل في النظريات المثالية كما انه لم يهوم في عالم المعقولات على نحو ما سار سلفاه سقراط و أفلاطون من قبل.
و قد افترض فيلسوفنا في الأخلاق النيقوماخية أن أخلاق السعادة تتساوق و الحالة الطبيعية للإنسان_ و كمال هذه الطبيعه هي التي ينشدها الإنسان.
ذلك لأن الأمر في النوع البشري لا يختلف على الإطلاق عن أمر اي نوع آخر من أنواع الكائنات الطبيعية التي تسعى جميعا إلى تحقيق الصورة الكاملة للنوع و التي هي غاية أفراده و بغير هذا الكمال الإنساني لا تتم السعادة و لا تتحقق للإنسان.
و كان أرسطو قد نظر إلى الإنسان بوصفه كائنا طبيعيا مركبا من المادة و الروح و كذلك نظر إليه بوصفه عقلا مجردا و روحا خالدة.
و نتيجة لذلك يقول"أن سعادة الإنسان الفاضل ليست كافية في حد ذاتها و إنما هي مقدمة لسعادة أخرى اسمى منها هي سعادة الفيلسوف المنصرف إلى حياة الفكر و التأمل.
و أن الفضيلة العليا التي يتوج بها كافة الفضائل الأخرى هي فضيلة التأمل العقلي.
بالفرضية أعلاه انتظمت فلسفة الأخلاق الارسطوية منحنا هابطا من أعلى إلى أسفل بحيث نجدها تتوالى هكذا_
_ أولا الخير الأقصى و السعادة.
_ثانيا نظرية الفضيلة و الفضائل المختلفة.
_ثالثا رأيه في اللذة و السعادة الحقة.
و في الخير الأقصى يقول أرسطو"أنه ليس هنالك اي عمل أو علم إلا و كانت غايته تحقيق خير ما.
فالخير هو دائما غاية أفعال الإنسانية جميعا(و هي نقطة نختلف فيها).
و لكن و بما أن الغايات و الخيرات تتسلسل و تترتب درجات بعضها يعلو على الآخر فلابد من افتراض خير اسمى يكون هو الغاية القصوى التي تتجه إليها جميع أفعالنا و ليس هذا الخير شيئا آخر إلا السعادة.
فالسعادة هي الغاية القصوى التي يسعى إليها و يهدف إلى الحصول عليها الناس جميعا.
غير أننا_ يضيف أرسطو _ إذا ما شرعنا في معرفة حقيقة السعادة فإننا سرعان ما نختلف فيما بيننا_ فالبعض يراها في اللذة_و البعض الآخر يراها في المجد و الشرف_بينما الآخرون يوحدون بينها و الغنى و الثراء.
لا و بل ان الفرد الواحد يختلف حكمه عليها من وقت إلى آخر بحسب اختلاف ظروفه الحياتية_ فالمريض مثلا يراها في الصحة_ و الفقير يراها في الغنى و الثراء.
و على العموم فإن الناس يتصورونها بحسب نوع الحياة التي يحيونها.
و الحياة الإنسانية لا تخرج عن إحدى هذه الأنواع الثلاثة لأنها أما أن تتجه إلى طلب اللذات أو إلى طلب المجد السياسي أو تتجه إلى التأمل و الفكر و هذه أرقى انواع الحياة بحسب أرسطو و أخلاق النيقوماخية.
و لذلك تلزم أخلاق السعادة الارسطوية الإنسان بوصفه عقل جسد_ أو مادة_روح_ أن السعادة تنوجد بشرط تحقيق الحاجتين_ اي بمعنى أن عملية إيجاد السعادة كما تحتاج إلى تحقيق الحاجات المادية فهي تحتاج أيضا إلى تحقيق الحاجات الذهنية و ذلك ليتثنى لنا توفير شرط السعادة و الخير الأقصى كحقيقة نهائية للأخلاق.
و لكننا نأتي بعد ذلك و نجد مع أرسطو أن الأخلاق كغاية في ذاتها تحتاج إلى وسائل و أدوات للتحقّق و الإنبناء _ و الوسيلة الوحيدة لتحقيق غاية الأخلاق بحسب أرسطو هي الفضيلة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. منها متحف اللوفر..نظرة على المشهد الفني والثقافي المزدهر في


.. ماذا تضم منظومات الدفاع الجوي الإيرانية؟




.. صواريخ إسرائيلية تضرب موقعًا في إيران.. هل بدأ الرد الإسرائي


.. ضربات إسرائيلية استهدفت موقعاً عسكرياً في جنوب سوريا




.. هل يستمر التعتيم دون تبني الضربات من الجانب الإسرائيلي؟