الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التسول المنظم

عبدالامير آل حاوي

2018 / 6 / 23
كتابات ساخرة


بالرغم من تعالي الا تربة على ذاكرتي القديمة والتي منحتها اجازة طويلة أجبارية لعدم وجود ما يستحق التفكير به لرتابة الحياة وروتينة الاحداث والعجز عن تحقيق أي جديد يبعث الامل وينعش الذاكرة ,ولكن دعوني انفض الغبار العالق عليها قليلاً ...فيما أذكر من قيم الماضي القريب وليس البعيد مساعدة الفقير وكبير السن والعاجز عن الحركة هذا ماتعلمناه في درس القراءة للصفوف الاولى من الابتدائية أذكر كيف تقوم بمساعدة أعمى لعبور الشارع المكتظ بالسيارات أوتهب لحمل (علاكة المسواك ) لامرأة مسنة أو كيف تنبري لأزعر يحاول خدش حياء صبية من صبايا الحي وغيرها من افعال الخير المتعلقة بمساعدة العوائل الفقيرة المعسرة وذلك من خلال ارسال اطباق الطعام والملابس الزائدة عن الحاجة بلا منة ...في السابق أعداد المتسوليين محدودة وتعرفهم من المظهر العام وتجود عليهم بما قدرك الله وانت مطمئن أما اليوم وفي زمن الحرية والديمقراطية فالاعداد تضاعفت آلاف المرات صغار وكبار نساء وشيوخ أطفال تستأجر لهذا الغرض وبتسعيرة محددة ومعلومة لأصحاب الكار هذه المجاميع تتحرك بشكل منظم ومرسوم وتقف ورائها عصابات ومنظمات بعناوين مختلفة والويل والثبور لمن يتعرض لمصالحها التي تديرها وتدعمها شخصيات متنفذة في الطيف السياسي العراقي الجميل والدليل على ذلك تجوب فرق بين أزقة بغداد والمحافظات على شكل مجاميع متفرقة من الشباب والفتيات يرتدون بنطلونات الجينز وتي شيرتات رخيصة تحمل علامة واسم منظمة أنسانية لرعاية الايتام والارامل وغيرها من العناوين التي تتصف بالرحمة وفعل الخير يحملون (موبايلات ) حديثة يتنادون فيما بينهم لتنظيم حركتهم دون ان نلمس نتائج حقيقية على أرض الواقع تتناسب مع الاعداد الكبيرة لهذه المؤسسات والبنايات الكبيرة التي خصصت او استاجرت كمقرات لها ...وقد يثار هنا سؤال من أين تاتي هذه الاموال التي ترصد لهؤلاء الجوالين والبنايات التي يشغلوها أليس هذا دليل أكيد على ان الكثير من هذه المنظات والجمعيات (وليس جميعها طبعاً) هدفها ابتزاز الناس وخصوصاً الاثرياء منهم اصحاب الشركات والتجارولعل ما حدث قبل أيام في مول المنصوروالضجة التي أفتعلت والتباكي على منع أطفال من دخول المول وأنا لست بصدد الدفاع عن المول وأصحابة ولكن السؤال هل ان الايتام بحاجة للدخول الى هذا المجمع التجاري تحديداً وما الذي يجنونه من هذا الفعل ...اليس الايتام يسعدهم من يمد يد العون اليهم بكسوة جديدة ولقمة طعام محرومين منها أو بفاعل خير يتكفل رعايتهم قدر المستطاع ...أقول وبالرغم من أنتمائي وولائي للفقراء تبقى بالنتيجة هي أملاك خاصة ولهم حرية التصرف .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الفنان أحمد عبد العزيز ينعى صلاح السعدنى .. ويعتذر عن انفعال


.. االموت يغيب الفنان المصري الكبير صلاح السعدني عن عمر ناهز 81




.. بحضور عمرو دياب وعدد من النجوم.. حفل أسطوري لنجل الفنان محمد


.. فنانو مصر يودعون صلاح السعدنى .. وانهيار ابنه




.. تعددت الروايات وتضاربت المعلومات وبقيت أصفهان في الواجهة فما