الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الدعوات لم تشفع لخير الفرق

عادل صوما

2018 / 6 / 23
كتابات ساخرة


المقال التالي، وهو من وحي مسابقة مباريات كأس العالم في الدور الأول، لا يسخر من الاديان أو الذات الإلهية، بل يسخر بوضح شديد من الذين يقحمون الله في كل كبيرة وصغيرة، بينما هو يجب أن يكون منزها عن كل شيء خصوصا الميول البشرية، وإذا فهم بعضهم المقال على طريقته لإتهامي بتهمة سماوية أو أرضية بسبب الظلامية المؤججة في قلبه بوقود الجهل والتجاهل وتجهيل الآخر، فجوابي هو انا لا استطيع تبصير أهل الكهف بالحقائق خارجه أو جعل العميان مبصرين.
الشوط الاول
جعلت الصدفة المبارة الافتتاحية في كأس العالم 2018 بين الفريقين الروسي والسعودي، ولا ادري لماذا تداعي إلى عقلي عندما رأيت العلم السعودي بطول أربعين مترا على أرض الملعب ضرورة عمل تغيير فيه، فلا يُعقل أن ينادي ولي العهد الشاب بثورة علمانية ويدعم الحرب ضد الإرهاب في عالم الامة الاسلامية وعالم الكفار والمغضوب عليهم والضالين، بينما سيف التعايش بين الثقافات والحضارات رمز علم بلاده. الامران غير متطابقين عقليا في القرن الواحد والعشرين.
غيرت دول شرق أوسطية كثيرة اعلامها بمجرد تبنيها لمفاهيم جديدة، فقد غير الرئيس السادات علم مصر وحتى إسمها إلى جمهورية مصر العربية في إشارة واضحة لتخليه عن دونكيشوتيات الرئيس عبد الناصر بقيادة العروبة، كما غيروا علم العراق بعد نهاية عهد الرئيس صدام حسين.
هناك رموز إسلامية كثيرة يمكن أن يضعها ولي العهد الشاب على علم بلاده، بل يمكنه استلهام شيء من الخط العربي نفسه لجعل علم بلاده تابلوه فنيا لا مثيل له بين الدول، التي هزم فريق منها فريق أطهر أرض، ولم تشفع البسملة ولا دعوات المشجعين أو حتى العطور الحلال المصنوعة من الزيوت وليس من الكحول أو حتى المسابح المباركة في جعله يفوز ولو بمباراة واحدة أو يُهزم بشكل لائق خصوصا امام الروس.
الشوط الثاني
لم تفلح صناعة نجم كروي إسلامي في بلاد الانكليز في عمل شيء لفريق مصر بلده الام، ورغم وضوح ملامح الصناعة التي تمثلت على سبيل المثال في ملاحقة الاعلام له في كل كبيرة وصغيرة وطباعة صورته على بعض طائرات مصر المدنية وعمل غرافيتي له في بعض شوارع مصر ونزول زوجته المحجبة مع إبنته مكة إلى أرض ملعب النادي البريطاني الذي يلعب له لتحية الجمهور، وإشهار بعض المشجعين البريطانيين اسلامهم كلما سجل هدفا (كده لله في لله ياجدعان ودي حاجة مقدرش يعملها هدّاف مسلم آخر مثل أوزيل التركي الذي لعب في منتخب ألمانيا الوطني)
أمور لم تحدث حتى مع رونالدو الذي هبط سعره من 200 مليون يورو إلى 120 مليون فقط لأنه في عمر الثالثة والثلاثين، ووصلت قدرة الصناعة الاعلامية إلى جعل إصابة طفيفة له، تحدث وحدثت لأعظم منه، مناسبة أهم بكثير من توقيع إتفاقية نزع السلاح النووي من كوريا الشمالية أو غرق المسلمين المهاجرين أمام سواحل بلاد الفرنجة، لدرجة أن الرئيس السيسي اتصل به للإطمئنان على إصابته ومعنوياته، وعلم خلال الاتصال بأن محمد صلاح ، إن شاء الله جاهز وهيجيب الديب من ديله في كأس العالم.
انعكست كل هذه الامور بشكل سلبي على اداء الفريق المصري، وكان واضحا عدم وجود انسجام بين النجم "المصريطاني" ونجوم مصر، وقالت بعض وسائل الاعلام، والله أعلم، ان محمد صلاح انسحب من ملازمة الفريق المصري في الفندق، وحدثت مشادات بينه وبين اللاعبين المصريين في غرفة الملابس في الملعب، ما يؤكد بوضوح أن هذا النجم يصلح لترسيخ صورة اللاعب المسلم الموهوب في بلاد الفرنجة، ولا يصلح للعب مع فريق بلاده، لأن صورته الاستفزازية أضرت زملاءه ولم تنفعهم، وهو ما حدث تماما في موسكو وسيحدث دائما، وحتى ضربة الجزاء التي حصل عليه محمد صلاح مشكوك فيها لأنه لم يكن متداخلا في اللعب في اللحظة التي مثّل فيها وقوعه على الارض بسبب احتكاك لاعب آخر به بدون تصميم، ورغم علمه بهذا العش في قلبه سجد سجدة الشكر إياها بعد تسجيل ضربة الجزاء، وهذه السجدة الإعلامية اصبحت موضة، وهي غير مقبولة دينيا لعدم طهارة أرض الملعب وأمور أخرى أفتى بها علماء مسلمون واعتبروها باطلة، لكن التمسك بقشور الدين أفضل وأرخص بروباغندا وأدت كما حدث إلى إشهار بريطانيين مسيحيين لإسلامهم عقب أهداف سجلها محمد صلاح، والسؤال هو لماذا لا تمضي هذه الصناعة قدما بطرق الخير المعروفة لتمنحه الجهات البريطانية الجنسية البريطانية ليلعب في فريقهم القومي؟
الشوط الثالث
لا وجود لشوط ثالث في مباريات كرة القدم، لكني وضعته في المقال سخرية من الذين هددوا مباريات كأس العالم في طبعتها الحادية والعشرين بانفجارات داخل منشآت وفنادق في موسكو، واغتيالات ستطال أهم نجوم اللعبة وعلى رأسهم كريستيانو رونالدو وميسي، ولم يرد اسم محمد صلاح على لائحة المهددين.
الدواعش الذين اطلقوا هذه القنابل الانترنتية لم ولن ينفذوها، لأنهم يعلمون تماما من هو الرئيس فلاديمير بوتن الذي واجههم بدون مواربة في سورية ومنحهم شرف الشهادة في ريف حلب بعدما رفضوا في البداية الخروج منه سلما، ويعلمون أن الجندي الروسي لا ينبت عشب في أرض وطأها وحارب عليها بضراوة، ما يؤكد أن هذه الخلافة لا تملك سوى الثرثرة العالية أمام الروس في الحرب والرياضة، الذي تحمِّس بعض الموتورين عقليا.
الفوز في المباريات لا علاقة له بطهارة أرض أو نجاسة شعب، فإيطاليا المباركة بوجود خليفة المسيح فيها لم يُؤهل فريقها حتى لعبور تصفيات مسابقة كأس العالم 2018، والدعوات لا تشفع للحصول عليه، وحتى كلمة إن شاء الله التي يرددها المشجعين بشكل ممل لا مفعول لها في ملاعب الكرة، والاعتقاد أن الله مع فريق وضد آخر مجرد هلوسة شعورية، وإقحام الله في كل كبيرة وصغيرة أمر معيب حقا لأن الله هو الخالق، وأتباع الادبيات الإبراهيمية كافة يعترفون أنه منزه تماما عن أفعال البشر، فكيف يمكنه أن يتدخل في خصومات بشرية لحياديته المطلقة تجاه من خلق فهو الحق والعدل والمتعال، ومن ثمة من اللامعقول عقليا فعلا أن يقول بعضهم أن الله سينصرنا في هذه المباراة أو على هذا الفريق، لأن الخالق يستحيل أن يساعد في تمرير كرة أو صد كرة ستدخل مرمى فريق أو يساعد على تسجيل هدف لنصرة (ليس نصرة سورية) فريق على فريق.
هذه أضغاث احلام لا تحدث سوى في الشوط الثالث لمؤمنين لا يفقهون فعلا من هو ربهم، بل يريدون توظيفه لتبرير ما يفعلون أو يتمنون، مع تمنياتي الشخصية الاّ تجمعهم القرعة بمواجهة فريق إسرائيل في مسابقة كأس العالم التي ستُقام في قطر، لأننا سنشاهد جماهيرا ملتحية من الطرفين ورائحة البخور تتصاعد من الملعب، أو انسحاب فريق المؤمنين من اللعب أمام فريق المغضوب عليهم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. آخر ظهور للفنان الراحل صلاح السعدني.. شوف قال إيه عن جيل الف


.. الحلقة السابعة لبرنامج على ضفاف المعرفة - لقاء مع الشاعر حسي




.. الفنان أحمد عبد العزيز ينعى صلاح السعدنى .. ويعتذر عن انفعال


.. االموت يغيب الفنان المصري الكبير صلاح السعدني عن عمر ناهز 81




.. بحضور عمرو دياب وعدد من النجوم.. حفل أسطوري لنجل الفنان محمد