الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


شاهد على موقف انساني لرئيس شبكة الاعلام العراقي

علي جاسم السواد

2018 / 6 / 24
الصحافة والاعلام


بعيدا عن الاعلام ومشاقه ومشاكله التي لا تنتهي، قبل ايام كنت في اجتماع مع الاستاذ مجاهد ابو الهيل رئيس شبكة الاعلام العراقي في غرفته، وبينما كنت استمع لتوجيهاته وارائه في تطوير العمل بوكالة الانباء العراقية دخل السكرتير واخبر الاستاذ ابو الهيل عن وجود امرأة تنتظر منذ عدة ساعات ترغب في رؤيته وانه لم يدخلها بسبب الاجتماعات العديدة التي انشغل بها، في البدء كان رئيس الشبكة متردد في مقابلتها بسبب التعب الذي كان واضحا عليه ولكن بعد لحظات طلب من السكرتير ادخالها، الصمت عم المكان، الترقب والانتظار كل ما تبقى بيني وبينه، سؤال دار في ذهني مثلما استوطن ذهنه في تلك اللحظة، فمن يا ترى هذه المرأة؟ وما هو الشيء الذي يدفعها للانتظار ساعات طويلة؟
دخلت المرأة كانت كبيرة في السن شحابت الوجه متعبة الجسد ترتدي ملابس سوداء وبرفقتها شاب في العشرينيات، رئيس الشبكة سرعان ما نهض من مكانه واسرع الى استقبال المرأة وهي نادت باسمه (مجاهد، مجاهد، اني اجيتك ولا تردني) استاذ مجاهد طلب من المرأة الجلوس وبدا يتحدث معها بطريقة غريبة كشفت عن عمق روحه النقية وانسانيته العالية، انا وقفت بمسافة قريبة اتابع ما يجري وكيف تحول هذا الرجل صاحب الشخصية القوية الى انسان اخر يوادد المرأة بكلام لطيف وفي ذاته الاف اعتذار على تاخر لقائها، سأل المرأة عن طلبها فامسكت يده وقالت ( هذا وليدي اعتبرة مثل اخيك واريدة تخلي يداوم بقسم الضيافة).
لم يطول انتظار المرأة كثيرا حتى امسك قلمه وبدى يدون وفي ذات الوقت يتحدث مع سكرتيره قائلا( يوم غدا يصدر امر بتعيين هذا الشاب بصفة اجور يومية في مكتبي ووفروا كل ما يحتاج اليه).
سرعان ما تحولت دموع حزن المرأة الى دموع فرح وكأنها لم تصدق ما جرى، لحضات قليلة فصلتها عن ساعات او ربما ايام من العدم والمجهول الذي يلف مصير ابنها، وبكلمات مصحوبة ببكاء قالت( الله يفرح ويريح قلبك مثل ما ريحت قلبي، قالوا لي اقصدي مجاهد فان باب اخلاقه ما ينسد بوجه احد).
قبلته وغادرت مدهوشة لسرعة الاستجابة مثلما اندهشت انا ايضا لهذ الموقف الانساني النبيل ولم اعرف حينها ماذا وجد بهذه المرأة المتعبة من صدق ليسعف حاجتها دون تردد او سؤال وفي ذات الوقت تذكرت ما يعانيه ابناء شعبي المحتاجين الذين يطرقون ابواب المسؤولين في العديد من المؤسسات ولا يستجيب احد.
موقف نبيل مر خاطفا لكنه وضع في عمق روحي اثرا سيبقى عالقا لسنوات وساحتفظ بوجه تلك المرأة في ذاكرتي لعلي اتعلم من هذا الانسان مفاهيم التواضع التي اعتدنا عليها من خلال عملنا معه، فالف شكر لروحك النقية وانسانيتك العالية التي زادت احترامي وتقدير لشخصك








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أهلا بكم في أسعد -أتعس دولة في العالم-!| الأخبار


.. الهند في عهد مودي.. قوة يستهان بها؟ | بتوقيت برلين




.. الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين تزداد في الجامعات الأمريكية..


.. فرنسا.. إعاقات لا تراها العين • فرانس 24 / FRANCE 24




.. أميركا تستفز روسيا بإرسال صورايخ سراً إلى أوكراينا.. فكيف ير