الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من غبار الذاكرة

علاء الدين احمد ابراهيم

2018 / 6 / 24
كتابات ساخرة


[1]
لا صوت آخر يعلوهُ ..
بالكاد يفلت من صيوان اذني اللا مبالية .. احكمتُ قبضتي بصداهُ الرخيم مرتداً من اللامكان .. حيث يبتلعها وحيدة بظلامهِ الدامس .. منقو قل لا عاش من يفصلنا ** سامية قولي عاش من فصلهم منّا ** سأغني لكل شيئ ** سأُغني للاطفال ** سأُغني للهُوية ** سأُغني للجيوش ** سأغني لكل شيئ ** سأبصق بوجهه ** سأغني لموته ** سأضرب بأضلعهُ طبولي ** سأعزف لحنا شجياً ** سأرقص طرباً ** سأرقص البانتيو على رفات جسده ** سأحتضن طبولي ** سأعطي النبيذ المعتق قدسيته ** سأعزف موسيقاي الحزينة بكل مكان ** سأغني للباباي ** سأغني لكل شيئ ..
[2]
و انا منهمكاً بسكب حنيني و احاسيسي المرهفة علي هيكل قصيدتها الذي رسمتهُ بشعاع ابتسامتها العريضة .. انسكب مدادي الأسود علي ورقتي الابيضاء مشكلا رسماً خُيِّل لي بالعشرينية( استيلا) و هي تقف على ضفة نهر أدار تلف (اللاوى) بنصف جسدها الصغير و تشير بأصبعها الاوسط لمتاعب الحياة .. بعد نصف ساعة جاءت امي تحمل معها باكتة ورق ابيض مع رزمة اقلام ملونة .. لتحل بي الفاجعة! فأذا بأفكاري و مشاعري و احاسيسي تنساب و تتبخر من ذاكرتي و انا اراها بأم عيني .. ايهما يستحق حزني؟؟؟ .. افيدوني ..
[3]
كعادتي عندما افرغُ من مهمة ري زهور الياسمين الرمادية بحديقة المنزل اركض الى المتحف الذي لا يبعد كثيرا عن منزل جدي .. يعج مدخل المتحف بكل انواع القمامة .. أكوام جرائد قديمة بعضها توقف اصدارها قبل سنوات .. اكثر ما جذب انتباهي هو عنوان هامشي صغير بصفحة صحيفة لا اذكُر اسمها .. جنوبي يشتبك مع مواطن بالكلاكلة .. ذكرني هذا العنوان بجملة صديقي المقرب عندما قال لي ذات مرة و انا اتشاجر معه (امشي يااااخ انت الشافك شاف جوبا) ..
[4]
عهود زُجت بأرفف النسيان .. مواثيق كُبِلت بأوراق بيضاء ملعونة تصارع الفكاك من خيوط العناكب الغاشمة .. قابعاً بأزقة الادمان لحظتها .. بعيدا عن كل شيئ بإستثناء شبحهها الذي يلاحقني حيثما حلّيت .. اقتل نفسي بسلام و هدوء بعيداً عن ضجيج الآخرين .. انفث سجارة البنقو الأخيرة بشراهة و نهم .. طمعا في ان أنسج من غُبار ذكراها النبيل نصا خالداً .. احسستُ ببرود يتسلل الى جسدي النحيل .. ارتجفت ذاكرتي .. تبعثرت افكاري .. شاخ قلمي .. تاهت حروفي و أنا لم أُكمل وصف ابتسامتها الساحرة بعد .. بحثي كان مضنٍ و شاق .. قبضتُ بأحد شراييني البارزة .. محاولا جس نبضي بنفسي .. بكيت بحرقة .. تذكرتُ بأن قلبي متوقفٌ من سبع سنوات .. ضربتُ كفي بالأُخرى متحسراً .. القيتُ كل شيئ خاصتها بسلة النسيان .. غدوتُ مدمناً على التدخين اكثر من ذي قبل ..كففتُ عن بكائي فجأة ..أبتسمتُ .. أبتسمتُ محاكياً طيفها قبل رحيلهِ ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المخرج الاردني أمجد الرشيد من مهرجان مالمو فيلم إن شاء الله


.. الفنان الجزائري محمد بورويسة يعرض أعماله في قصر طوكيو بباريس




.. الاخوة الغيلان في ضيافة برنامج كافيه شو بمناسبة جولتهم الفني


.. مهندس معماري واستاذ مادة الفيزياء يحترف الغناء




.. صباح العربية | منها اللغة العربية.. تعرف على أصعب اللغات في