الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الانتخابات التركية الرئاسية والبرلمانية والتوقعات

سامي عبدالقادر ريكاني

2018 / 6 / 24
مواضيع وابحاث سياسية


برزت استطلاعات الراي التي اجرتها بعض القنوات والمؤسسات المعنية بهذا الشان تباينا حول توقعات ماستؤول اليه نتائج الانتخابات التركية الرئاسية والبرلمانية في 24 من الشهر الجاري ، ورجحت اغلبية التوقعات التي توصلت اليها تلك الاستطلاعان انه:
اولا: بالنسبة لنتائج الانتخابات الرئاسية:
بانها لن تحسم في الجولة الاولى كما ان غالبيتهم ذهب في توقعاته الى ان اردوغان سيفوز في المرحلة الثانية حتى اذا لم يفز في الاولى، هذا الى جانب اخرين ذهبوا الى انه سيفوز في الجولة الاولى.
ثانيا اما بالنسبة لمصيرالبرلمان: فان تلك الاستطلاعات رجحت بان حزب العدالة والتنمية وحلفائه لن ينالوا على الاغلبية البرلمانية، وان ثقل المعارضة سيكون كبيرا في البرلمان حتى اذا لم يستحوذوا على الاغلبية، وبالمقابل ذهبت مجموعة لاباس بها بتوقعاتها الى ان الحزب الحاكم وحلفائه سيحصلون على الاغلبية البرلمانية وبكل اريحية.
ولكن مع كل هذه التباينات فان كل هذه القنوات التي قامت بالاستفتاء للاطلاع على التوقعات المستقبلية لنتيجة الانتخابات القادمة الا ان أي منهم لم يخفي مخاوفه من عنصر المفاجئة التي ربما ستقلب كل التوقعات، خاصة ان لتلك القنوات الاستطلاعية تجارب سابقة وصادمة مع الاحداث التركية السابقة حيث كانت تاتي النتائج بخلاف توقعاتهم على الاغلب.
ولكن بدراسة وتحليل تلك التوقعات ربما سنستطيع تقريب احدى الاحتمالات المتعددة وعبرالاتي:
1- ان توقعات فوز اردوغان بالرئاسة تقريبا شبه حاسم وهذا كل مايريده الحزب الحاكم وشركائه الذين اتفقوا معه على تقديم موعد الانتخابات سنة ونصف عن موعده الذي كان مقررا في 2019 مستغلين الفرصة الحالية لسيطرة الحزب الحاكم على جميع مؤسسات الدولة بعد فرض حالة الطواريء التي لم ترفع منذ احداث الانقلاب في 2016 والتي ادت هذه الاحكام الى بروز المخاوف من تنامي روح المعارضة والرفض من الشارع التركي على تصرفات الحزب الحاكم الذي افرط في استغلال هذا الحدث وداوم على الاستمرار في العمل بالقوانين العرفية والتي وصلت الى حالة غير مقبولة لدى الشارع التركي وحتى الدولي ايضا ، حتى وصل الامر بان بدء العد التنازلي لمكانة الرئيس في قلوب الاتراك، خاصة بعد ان زادت الحكومة في سياستها الخارجية بالتدخل في الشؤون الداخلية لدول الجوار وبعد تراجع الوضع الاقتصادي للدولة وانهيار قيمة الليرة التركية وازدياد مخاوف المستثمرين الاجانب والداخل ايضا من الطموحات الامبراطورية للحزب الحاكم وقيادتها مما رجح عندهم بانها ستكون لها مردود سلبي على وضعهم مستقبلا.
وللاستفادة من عنصر الزمن وقبل تدهورها ووصول الاوضاع الى الاسوا وتجنبا لانعكاساتها السلبية على شعبية مرشح الحزب الحاكم وانتهازا لفرصة عدم وجود منافس يضاهي شعبيته شعبية مرشحهم في هذه المرحلة، اقدم الحزب الحاكم مع حلفائه على تقديم موعد هذه الانتخابات، فالى جانب الاحتمال الكبير بانهم سيفوزون في هذه الانتخابات فانهم سيحضون ايضا بصلاحيات العمل بالقانون الرئاسي الذي صوت عليه الشعب في 2017 والذي لايستطيع الرئيس حاليا العمل ببنودها الا بعد هذه الانتخابات حسب الدستور التركي، وبفوز مرشحهم سيستطيع الحزب الحاكم وحلفائه القبض على الحياة السياسية بيد من حديد دستوريا، وسيوجهون مسار الحياة السياسية التركية حسب برامجهم بدون ان يعيروا أي اهتمام لاصوات المعارضين، وهذه النوايا والاشارات والتخطيط الذي رسم له الحزب الحاكم وحلفائه والذي سيقومون بتنفيذه في 24 من الشهر الجاري وهو مربط فرسهم الذي استندوا عليه للفوز في هذه الانتخابات، والفوز بمنصب الرئاسة له الاولية لديهم على الانتخابات البرلمانية.
ولكن نقول مع ان فوز اردوغان في الجولة الثانية هو شبه مؤكد، الا ان فوزه في الجولة الاولى غير مؤكدة وهذا ما استند عليه الاكثرية الذي ذهبوا الى القول بان اجراء الجولة الثانية لحسم مسالة الرئاسة هي الارجح مستندين على عدة نقاط وكانت الابرز منها، اعتماد المعارضة على اكثار المرشحين لهذا المنصب بدل المرشح الواحد وكانت تلك التفاتة ذكية منهم وان كان بعض المحللين يؤخذون عليهم بهذه الخطوة بانها دليل على تشرذمهم ، الا انهم وان كانوا مختلفين في ايديولوجياتهم واجنداتهم الا انهم في هذه الخطوة موحدون حول هدف واحد ومشترك بينهم وهو مواجهة مرشح السلطة ومنعه من الفوزباستحواذه على 5+1 من اصوات الناخبين، كما انهم يرون بوجود منافس واحد لاردوغان معناه حسم الامر له لعدم امتلاكهم لذلك المنافس الذي يحظي بذلك المستوى من الشعبية ، وباكثارهم في عدد المرشحين مع يقينهم بعدم فوز أي منهم الا انهم على يقين بانهم سيقللوم من فرص فوز مرشح السلطة ب5+1 عبرتبديد الاصوات وتوزيعها على بقية المرشحين ، ومالم يحصل مرشح السلطة على تلك النسبة فلا يعتبر فائزا حتى مع وجود فارق كبير بينه وبين منافسيه وسيضطر لخوض الجولة الثانية امام اقوى منافسيه، ثانيا ان المعارضة اذا ما نجحت بعدم فوز اردوغان بالجولة الاولى فانهم متفقون على دعم المرشح الاخر من أي حزب او كتلة كانت ليواجهوا به مرشح السلطة(اردوغان) في الجولة الثانية، وربما سيوفر ذلك حسب رؤيتهم فرصة اكبر لهم بهزيمة اردوغان .
ولكن خطة المعارضة بنقل حسم المعركة الانتخابية الرئاسية من الجولة الاولى لن تحسم الامر لصالحهم في الجولة الثانية ، لان نقطة الضعف التي تهربوا منها في الجولة الاولى وهي عدم تقديم مرشح واحد يمثل المعارضة ككل بسبب اما عدم توافقهم على مرشح يمثلهم جميعا او عدم ايجاد مرشح يستطيع منافسة مرشح حزب الحاكم، فان هذه المعضلة ستواجههم مرة اخرى في الجولة الثانية، وحتى اذا قبلت المعارضة بمرشحهم الذي سيواجه اردوغان في الجولة الثانية فليس معناه انهم سيستطيعون ارغام او ارضاء مؤيديهم باعطاء اصواتهم له بل من المرجح ان اكثريتهم لن يعطوا لمرشحهم لان على الارجح ان منافس اردوغان اما سيكون محرم اينجة من حزب اتاتورك او ميرال اكشنار من حزب الخير المنشق من الحزب القومي المتحالف مع حزب اردوغان وكلاهما سيوقعون انصارهم من الاسلاميين امام معضلة ايديولوجية لذلك انهم سيعطون لاردوغان بدل حزبيهما الذي يوصفان بالعلمانيين كما انهم سيربكون القوميين بين خيارين اختيار حزبهم القومي المنشق بقيادة اكشناراو الرجوع الى حزبهم القومي الاصلي المتحالف مع السلطة لتقويته، خاصة اذا صار مرشح المعارضة محرم اينجة ففي هذه الحالة حتما ان عددا ليس بقليل سيختار مرشح السلطة بدل مرشح المعارضة .
كما ان دخول حزب الشعوب الديمقراطي المحسوب على الكورد، فاضافة الى كونهم من المعارضة ويجتمعون مع بقية المعارضة في استهدافهم لارجاع الحياة السياسية الى برلمانية بدل الرئاسية ويعملون معا لاعاقة فوز اردوغان الا انهم سيخوضون الانتخابات لوحدهم بدون اي تحالف لامع المعارضة ولا مع السلطة كما ان استهدافهم واهتمامهم يتركز حاليا على الفوز بمقاعد البرلمان بدل الرئاسية التي لايعتبرونها بكل الاحوال بان لهم اي حظ فيها ، وكل همهم مركز للوصول الى نسبة 10% لتؤهلهم للدخول او الحفاظ على مكانتهم في البرلمان القادم، لذلك اعتقد بان اصواتهم غير مضمونة للمعارضة في الجولة الثانية لللاسباب اعلاه ومن ثم لكون: اولا: انهم لن يمنحوا اصواتهم لا لميرال اكشنار لتاريخ حزبها الدموي ضد الكورد، كما ان اصواتهم غير مضمونة لمحرم اينجة مع كل تصريحاته الاخيرة للتودد نحو الكورد في دفاعه عن مرشحهم صلاح الدين دميرتاش ووصف سجنه بانه غير عادل، لان الكورد سيقعون امام معضلة كبيرة في هذه المرحلة خاصة بعد ضياع فرصة فوز مرشحهم الذي حتما سيخرج من سباق الرئاسة في الجولة الثانية ولن يكون امامهم الا ترجيح خيار اهون الشرين ، اما اردوغان مع ماله من سلبيات ضد القضية الكوردية او اختيار احد مرشحي المعارضة الذي لهم معهم تاريخ مرير من الماسي وضياع للحقوق وانكار للهوية، وهنا سيكون لعنصر الايديولوجية الدينية ثقلها الذي سيرجح الكفة لصالح اردوغان على الاغلب اذاما اضفنا اليه الاسباب الاخرى ايضا.
ثانيا: اما بالحديث عن الانتخابات البرلمانية وماستؤول اليه نتائجها:
فمع صعوبة التنبوء بنتائجها بالاستناد على الوسائل والطرق والاليات الكلاسيكية وحتى الحديثة منها وذلك لصعوبة دراسة وقياس وتقييم السلوك والمزاج الشخصي الفوضوي للفرد التي تمر بها المجتمع التركي اسوة بالمجتمعات المعاصرة ككل، الا اننا ربما سنستطيع قراءة مستقبل ماستؤول الي مواقع بعض الاحجار على رقعة الشطرنج التي من الممكن ان يحركه الاعبون في اللعبة الانتخابية البرلمانية التركية في 24من الشهر الجاري وكما ياتي:
اولا: فمع اهمية نتائج الانتخابات البرلمانية لكل من الجبهتين المنافسين "حلف الجمهور" الذي يقوده الحزب الحاكم مع حليفه حزب القومي المتطرف والذي يضم احزابا اخرين ، والاخر "حلف الشعب" المعارض الذي يقوده كل من "حزب الشعب الجمهوري" و"حزب الخير او الصالح" المنشق من الحزب القومي المتطرف والذي انضم اليهما كل من حزب السعادة وهدى بارت الاسلاميين اضافة الى الحزب الديمقراطي
من الواضح ان هذه الانتخابات تعتبر مصيرية بالنسبة لاحزاب المعارضة اكثر مما هو لتحالف السلطة، فمع اهميتها لحلف السلطة حيث ستكون صاحبة القرار المطلق اذا مافازت باغلبية برلمانية خاصة اذا ما اضيف اليها فوزهم بمنصب الرئيس الذي يعتبرونه محسومة لهم، خاصة وان المعارضة تقريبا مستسلمة ايضا بان نتائج الانتخابات الرئاسية محسومة لاردوغان، ولكنهم يرون باضافة فوز البرلمان لصالح حلف السلطة ايضا معناها انها النهاية للمعارضة كما هي نهاية لتركيا الاوروبية وكقبلة للعالم حسب زعمهم ، لذلك عليهم سد الطريق امام طموح اردوغان الامبراطوري الانفرادي الذي يتوجه مع حزبه بسلوكهم يوما بعد يوم نحو سلوك الاحزاب والقيادات السلطوية الشرق اوسطية حسب رؤية المعارضة.
لذلك المعارضة تضع ثقلها على الانتخابات البرلمانية من اجل الوصول الى تشكيل اكبر كتلة برلمانية معارضة، ربما سيستطيعون من خلالها الحد من طموحاتهم ، كما ان فوزهم بالاغلبية سيمكنهم في الوصول الى اغلبية الثلثين في البرلمان الذي سيمنحهم الحق في حجب الثقة عن الرئيس، وحق اعادة الحيات السياسية الى البرلمانية مرة اخرى، اضافة الى حقهم في اعاقة اغلب تحركات الحكومة، وهذه الصلاحيات ستكون متوفرة لهم حتى مع تولي الرئيس لمهامه وفق صلاحياته الجديدة وحتى مع انفراده بقيادة الحكومة وحقه في تعيين الوزراء او اقالتهم وحتى مع اضافة مهام منصب رئيس الوزراء ايضا الى صلاحياته واخراج هذا المنصب من النظام وفق القانون الرئاسي الجديد الذي سيذهب الى حيز التنفيذ بعد هذه الانتخابات .
ثانيا: مع ذهابنا بان الانشقاق في صفوف اتباع ومؤيدي المعارضة سيحصل وستكون لصالح اردوغان في مسالة الانتخابات الرئاسية، الا ان ذلك الانشقاق سيكون صعبا بالنسبة لمصيرالانتخابات البرلمانية وذلك لعدت اسباب منها:
1): ان هذه الانتخابات تعتبر فرصة لكل الاحزاب السياسية حتى الصغيرة منها لايصال مرشحيهم الى البرلمان عبر الانضمام الى التكتلات الكبيرة التي شكلت اخيرا، والتي لم تكن تسمح لهم قوانين الانتخابات التركية بدخول البرلمان منفردين مالم يحصلوا على 10% من الاصوات، اما الان فيستطيعون الوصول الى البرلمان بدون ذلك النصاب عبر انضمامهم الى هذه التكتلات. وبذلك لن يكون هناك أي ارتباك بين كوادر ومؤيدي تلك الاحزاب في اختيار البدائل بل ان كل منهم سيرشح مرشح حزبه، وبذلك ستتضائل فرص الحزب الحاكم في الاستفادة من اصوات تلك الاحزاب، بخلاف الانتخابات الرئاسية التي سيستفيد منها اردوغان كثيرا.
2): ان الانتخابات البرلمانية ستحسم مسالة الارباك الايديولوجي في صفوف كوادر ومؤيدي المعارضة التي صبت في صالح اردوغان ، وفي اعتقادي بالنسبة للبرلمان سيكون عكسيا تقريبا:
فالارباك بين الاسلامية والعلمانية في صفوف المنتخبين من المعارضة عند ذوي الميول الدينية والذي استفاد منه الحزب الحاكم لصالح مرشحهم ضد منافسيهم العلمانيين في الانتخابات الرئاسية، انها لن تكون لصالحهم هذه المرة.
وذلك لاجتماع روح المعارضة والراحة الدينية التي ستمنحهم وجود مرشحين اسلاميين في صفوص الاحزاب الاسلامية ممن هم في صف المعارضة، خاصة "حزبي السعادة"ارث نجم الدين اربكان ، و"هدى بارت" اضافة الى المجاميع الصوفية المنتشرة في تركيا والتي ساندت الحزب الحاكم وقياداتها سابقا مع عدم موافقتهم ورضاهم من تصرفات هذا الحزب ، وذلك لعدم وجود حزب منافس او بديل لاردوغان وحزبه في الحياة السياسية التركية في ذلك الوقت ولحد الان.
بل ان حزب كحزب السعادة ومعها كثير من الحركات الصوفية كانت ترفض علنا التاييد لهذا الحزب بل انهم يفضلون ولحد الان العلمانية ومرشحيهم على افراد هذا الحزب وذلك بسبب خلافات ايديولوجية وقيادية وعقدية كالتي كانت بين حزب السعادة حزب اربكان ، وحزب العدالة والتنمية الحاكم المنشق عنه عندما كانا يعملان في حزب الرفاه وبعدها الفضيلة بقيادة نجم الدين اربكان استاذ اردوغان.
وذلك قبل ان يدب الخلافات وتؤدي الى الانشقاق بينهما.
ومن جهة اخرى لطبيعة المنهج والعقيدة والايديولوجية الصوفية التي ترفض تشكيل الاحزاب والانخراط في العمل السياسي من جهة وترفض اسلوب الحزب الحاكم الذي حسب زعمهم هي اقرب الى اسلوب الحركات الاسلامية المنتشرة في العالم الاسلامي كالاخوانية والحركات السلفية وبقية الحركات الاخرى المتطرفية ذات النزعة والسلوك الانفرادي ، والتي حسب زعمهم لم تجني بلدانهم من ورائهم الا الويلات وخراب العمران والانسان، ويتهمونهم بانهم في عملهم الديني من اجل اصلاح سياسي ومجتمعي يستهدفون الاعلى الى الاسفل أي يستهدفون الحكم اولا وبكل وسيلة متاحة وصولا بها الى الفرد كطريق للاصلاح المجتمعي والديني وهذا عندهم مخالف لاصل الدين ورسالتها، وهم يرون بانهم مخالف للمنهج الصوفي في الاصلاح والتغييرالذي يستهدف الانسان الفرد وصولا الى الحكم ، فيبدا بالاصلاح من الاسفل الى الاعلى كطريق للاصلاح السياسي والمجتمعي.
كما ان هذه المعادلة ستحرم حزب العدالة والتنمية من كثير من الاصوات الكوردية ايضا التي صوتت له بدوافع اسلامية وايديولوجية على حساب حزبهم الشعوب الديمقراطي، وذلك لوجود اكثر من بديل اسلامي، وستدفعهم هذا للخروج من الارباك بين الحس القومي والديني وكذلك من معادلة اختياراهون الشرين، خاصة وان الانتخابات البرلمانية كانت عليهم الخيار بين رجل اسلامي واخر علماني وكلاهما ليسا كوردا، اما الان فهناك اكثر من مرشح واكثر من حزب اسلامي وبهذا سوف يكون سهلا على الكورد ترتيب خياراتهم دون الوقوع في ذلك الارباك .
هذا وناهيك عن مؤيدي فتح الله غولن الذيين يتخوفون من مصيرهم اذا ما قوية قبضة اردوغان على الحكم، وهناك احتمالات كبيرة بان الارباك سيقع حتى في صفوف كوادر ومؤيدي الحزب الحاكم ايضا من بين من يشعر بالتهميش من بين قياداتهم ويعيشون الان مرغمين بعيدا عن الحياة السياسية كما انهم يرون في القيادات الجديدة بانهم ليسوا سوى لعبة بايدي اردوغان ولايخدمون مباديء الحزب التي اجتمعوا عليه وتعاهدوا في الاستمرار عل نهجها.
3): الارباك في صفوف الاحزاب خاصة الحزب القومي المتطرف الذي انقسم الى فصيلين احدهما مع حلف السلطة والاخر مع المعارضة، فمواقف هؤلاء وان كانت على المستوى العملي منقسما الى قسمين الا اننا نستطيع قراءة انقسامات اكبر على مستوى تباين وجهات نظر قيادات ومؤيدي هذا الحزب بحيث لايمكن ضبط سلوكهم اوتوجيه بوصلة ولائهم نحو أي من الطرفين سواء المعارضة او السلطة.
ومن تلك الاحتمالات: احتمال خسارة هذا الحزب بشقيها لاصواتها وانها ستنزل من سقف كراسيها السابقة، والبقية ستتوزع وعلى الاكثر ستذهب اغلبيتها الى حزب العدالة والتنمية، والاحتمال الاخر: ان الحزب القومي شق المعارضة ستخسر اصواتها لصالح الاصل المتحالف مع السلطة.
4): معضلة القضية الكوردية وحزب الشعوب الديمقراطي: لعل اكثر النقاط التي تراهن عليها اطراف الصراع، حلف السلطة، وحلف المعارضة، هو حزب الشعوب الديمقراطي الكوردي الذي مع اعتباره طرفا في المعارضة الا انه دخل معترك المنافسة الانتخابية لوحده ، كما ان وصوله الى البرلمان او عدم وصوله سيحسم امر الاغلبية اما لتحالف السلطة او للمعارضة، فاذا فاز حزب الشعوب ووصل نسبة التايد لها الى 10% فان معناها فوز المعارضة بالاغلبية النيابية، ولكن بمجرد خسارتها فان حلف السلطة ستفوز بالاغلبية النيابية وستخسرالحزب الكوردي كل مقاعدها البرلمانية التي هي اكثر من 70 كرسي برلماني وستذهب الى حساب حزب العدالة والتنمية مما سيعطي لهذا الحزب الاخير القرار الفصل حتى مع حلفائها داخل البرلمان، وذلك لان منافس حزب الشعوب الكوردي في المناطق الكوردية هو حزب العدالة والتنمية وبمجرد خسارة الكورد فان تلك الاصوات ستحسب للفائز الثاني.
خامسا: عدم الثقة والرؤية الماورائية: يعتبر وجود هاجس الخوف من المستقبل االتي تولدها طموح السلطة والخوف من ذهابها على ايدي الخصم اضافة الى الرغبة القاتلة للغلبة التي تدفع جميع الاطراف نحو العقلية التاميرية ضد بعضهم البعض والتي ستدفع بالحياة السياسية والحزبية التركية نحو عنصرعدم الثقة بينهم حتى داخل التحالف الواحد ، مما سيولد لديهم تخبطا سيكون لها انعكاساتها المحتملة والحتمية ايضا على نتيجة الانتخابات البرلمانية التركية والحياة السياسية سواء قبلها او بعدها.

ثالثا: ونستنتج مما سبق حول الانتخابات البرلمانية التركية:
1-ان تحالف السلطة ستفوز باغلبية برلمانية ضئيلة اعتمادا على عنصر المفاجئة التي ستاتي على يد مصوتي الحزب القومي المنشق لصالح حزبها الاصل المتحالف مع السلطة وذلك لان اغلب مرشحي هذا الحزب هم من حزب الشعب الجمهوري الذين تنازلوا باتفاق بين الحزبين عن حزبهم حتى يتسنى لهم الترشح لحزب القومي المنشق التي كانت تفتقر حزبها الى المرشحين من مؤيديها. وعنصر المفاجئة ان اكثر الاحتمالات بفوز تحالف السلطة هي موجهة الى حزب الشعوب الديمقراطي فحزب العدالة والتنمية تعلق كل امالها على خسارت هذا الحزب حتى تستطيع الحصول على الاغلبية البرلمانية
2- ستفوز تحالف السلطة باغلبية مريحة بخسارة الشعوب الديمقراطي الكوردي المعارض لكراسيها لصالح هذا التحالف
3-ستفوز حلف المعارضة باغلبية برلمانية وذلك اعتمادا على فوز حزب الشعوب الديمقراطي الذي سيفوز بنصاب 10% بحيث تمكنها من دخول البرلمان وتحرم تحالف السلطة من ذهاب 70 او اكثر من كراسيها اليها.

رابعا: ارجح توقعاتنا حول مجمل العملية الانتخابيةالرئاسية والبرلمانية التركية:
1-تحالف السلطة ستفوز بالانتخابات الرئاسية، مع حظور قوي دون الاغلبية البرلمانية في الانتخابات البرلمانية
2-ستفوز المعارضة باغلبية ضئيلة في البرلمان مع خسارتها في الانتخابات الرئاسية
3-ستفوز حزب الشعوب الديمقراطي الكوردي بنسبة 10% من اصواتها التي ستخولها للدخول في البرلمان التركي.
4-ستكون الحياة السياسة غير مستقرة وصعبة بعد الانتخابات حتى لو فاز حلف السلطة بالاغلبية الرئاسية والبرلمانية، وحتى اذا لم تصل المعارضة الى الاغلبية البرلمانية ايضا، لانها ستحظي بنسبة من الكراسي لاباس بها لتعمل كمعارضة قوية تمكنها من التحرك ضد توجهات الرئيس، خاصة وان البرلمان الى جانب ازدياد اعداد النواب المعارضين فانها ستحظى بازدياد اعداد الاحزاب وتنوعها ايضا التي ستدخل تحت قبة البرلمان، وتنوع التمثيل الحزبي اضافة الى ازدياد نسبة نواب المعارضة ستكون عائقا كبيرا امام صنع واتخاذ القرارات الهامة او المصيرية وخاصة الطموحة كالتي يصبو اليه حزب العدالة والتنمية الحاكم.
5-وفي هذ الوضعية فان الحياة السياسية التركية ستمر باصعب ركود لها، واذا ما استمر الحال على ذلك فلا استبعد بانها سدفع بحزب العدالة او الرئيس الى اعادة الانتخابات البرلمانية المبكرة ، للخروج من الركود السياسي.









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. صواريخ إسرائيلية -تفتت إلى أشلاء- أفراد عائلة فلسطينية كاملة


.. دوي انفجارات في إيران: -ضبابية- في التفاصيل.. لماذا؟




.. دعوات للتهدئة بين طهران وتل أبيب وتحذيرات من اتساع رقعة الصر


.. سفارة أمريكا في إسرائيل تمنع موظفيها وأسرهم من السفر خارج تل




.. قوات الاحتلال تعتدي على فلسطيني عند حاجز قلنديا