الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أم الشلاطيف ..!!

قاسم حسن محاجنة
مترجم ومدرب شخصي ، كاتب وشاعر أحيانا

2018 / 6 / 24
كتابات ساخرة


والشلاطيف في عاميتنا، هما الشفتان الكبيرتان ، والتي كانت ذات يوم ، معرّة وعيبا في الجمال الأُنثوي وحتى الذكوري. فلم يكن لأم الشلاطيف حظٌ في إيجاد شريك حياة ، جميلٍ وبهي الطلعة ، وكذا هو الحال مع أبي الشلاطيف أيضا.
وقد اعتاد "أهلنا" سابقا بوصف حجم شلطوف كبير لسيدة أو أُنثى ما، بأنها بحجم البد المفتوحة ، مستعينين بتكوير أصابع اليد بحجم شلطوفتها أو شلطوفته ، "شلطوفتها هالقدي (بهذا الحجم) ".
وللسخرية من الشفاه الكبيرة ، أوجد أهلنا مصطلحات أخرى ، كالبراطيم ، وهو تعبير آخر، عن ضخامة الشفتين ، لذا يُقال للحزين الذي يجلس مغلقا فمه ، وخصوصا لصغار السن ،" مالك قاعد مبرطم هيك " ، أي زاماً شفتيه الكبيرتين ، كبوز مدفع !!
لكن ، وسبحان الذي لا يتغير ، فقد أصبحت موضة تكبير حجم الشفاه، سوقا رائجة لدى البنات في هذه الأيام ، وكل محظوظة وتمتلك من المال ما يكفي ، تقوم بعملية تكبير الشفاه، عن طريق الحقن بالبوتوكس ، بل وتتسابقن في ذلك .
وبالنقيض من أم الشلاطيف التي يعيبها أو عابها سابقا حجم شفتيها الكبيرتين، والذي اعتبره المجتمع والثقافة السائدة حينها، أي قبل فترة قصيرة جدا ،معيارا للقبح ، فإن معايير الجمال حينها وبخصوص الشفاه المثالية ، فقد كانت الشفاه الناعمة مُتناهية الصغر ، بحجم حبة السمسم، لذا كانت الفتاة الرقيقة ، الجميلة توصف بأنها "مسمسمة" ، صغيرة الشفتين كحبتي سمسم. ليس هذا فقط، بل كانت توصف أيضا بأن " لها فم يأكل ولا يتحدث" ... بل أن فم الجميلة هو فم "مُسَمْسم"..!!
ومن معايير الجمال التي وردت حديثا، لكنها ومع ذلك مغرقة في القدم، المؤخرات الكبيرة .. ويعلمُ كل قاريء للشعر العربي القديم، بيت الشعر الذي يصف تثاقل مشية الجميلة الفاتنة لكبر عجيزتها: تمشي الهوينا مشية الوجى الوحل ..!!
فبعد أن كانت السمنة معيارا للجمال في السابق، حازت النحافة على قصب السبق، بفضل التركيز الهائل لوسائل الإعلام على "جمالية" عارضات الأزياء النحيفات حتى مرض فقدان الشهية العصبي .
لكن وكالعادة، لا شيء دائم ، فعادت النهود البارزة والمؤخرات الكبيرة المستديرة الى واجهة معايير الجمال المُعاصرة ... حتى أن صاحبة السمو "موزة" وكثيرات غيرها من صاحبات السمو والرفعة، يستنفذن ثروات بلادهن الطبيعية من النفط والغاز، في محاولة الحصول على مؤخرة تليق بالسمو الملكي .
لكن أكثر ما لفت انتباهي ، واعتبرها مقولة عبقرية ، ما قالته إحدى الراقصات ، وهذا الكلام صحيح جدا، في مجتمعاتنا ، إذ قالت لا فُضّ فوها ، بأن الاهتمام بالمؤخرة يضع الإنسان في المقدمة وفي واجهة الأحداث ..
فإذا أردتِ يا رعاك الله، أن تصبحي نجمة في هذا المجتمع الفارغ ، فما عليك سوى تكبير شفتيك ومؤخرتك ، لتصبحي نجمة من نجوم المجتمع، التي تتناول أخبارها وأخبار مؤخرتها الصحف ووكالات الأنباء ..
وليتقلب ماركس في قبره ،غيظا وغضبا ، وهو القائل ، ليس لي مؤخرة ثور لأديرها للمضطهدين ، أو كما قال ..
فالمؤخرة تضعك في المقدمة ... لا تنسَ ذلك ..!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - يا بابا: سؤال حول الشلاطيف والمؤخرات والأبزاز!
أفنان القاسم ( 2018 / 6 / 24 - 12:32 )
انت نسيت البز يعني النهد ليه؟؟؟ أما سؤالي فهو: انت من أصحاب الكبير المستدير في هذا كله أم حسب الموديل متلي؟ وقصدي بالموديل أن النساء كالتفاح مثلما لكل تفاحة طعمها لكل امرأة طعمها!!!


2 - تحياتي يا ابني الغالي
قاسم حسن محاجنة ( 2018 / 6 / 24 - 17:08 )
وكيف حالك؟ والصحة
انا متابعك لكنني انقطعت قليلا ..
وبخصوص البز ، فعيب علي أن انساه وقد ذكرته مقرونا بالمؤخرات...
الرشاقة، الجاذبية واللطف هي ايضا أمور وصفات داخلية ..
لك مودتي


3 - طبعًا تتابعني والا بزعل!
أفنان القاسم ( 2018 / 6 / 25 - 12:12 )
حال عيني على حالها رغم العمليات الخمس لكني مع الأحداث التي من واجبي استغلالها لعل وعسى...

اخر الافلام

.. كل الزوايا - -شرق 12- فيلم مصري يشارك في مسابقة أسبوع المخرج


.. الفيلم اللبنانى المصرى أرزة يشارك فى مهرجان ترايبيكا السينما




.. حلقة #زمن لهذا الأسبوع مليئة بالحكايات والمواضيع المهمة مع ا


.. الذكاء الاصطناعي يهدد صناعة السينما




.. الفنانة السودانية هند الطاهر: -قلبي مع كل أم سودانية وطفل في