الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
تحسين شروط العبودية
داليا عبد الحميد أحمد
2018 / 6 / 24حقوق الانسان
العبودية هي متلازمة الحكم الإستبدادي والإستبداد هو الحكم بإمتلاك المال او قوة السلاح او غالبية المعتقد لصالح منع حقوق الأفقر والأضعف والأقلية
فحينما تحكمنا العبودية من الميلاد إلي سن الشيخوخة ومن التاريخ إلي الحاضر فلا عجب في أن تكون نخبتنا تؤهلنا لمزيد من تقبل العبودية في قناع الحكمة او الخبرة او الإتطلاع أكثر عن العامة
وتصبح النخبة هم أداة العبودية في صورة تحسين شروط العبودية
فنجد من يحارب بقوة إرهاب ويرحب بإرهاب
ومن يحارب إستعمار ويرحب بإستعمار
ومن يحارب إستبداد ويرحب بإستبداد
يحارب من يكره من معتقدات وأشخاص ويطالب من يحب بالاستبداد والاحتكارية ومنع اي معارضة او نقد او محاسبة
تحسين شروط العبودية أن نفاضل بين إستبداد وآخر داخل نفس المنظومة الإستبدادية او منظومة إستبدادية آخري
فنقارن بكل طرق العقلانية بين معتقد او نظام او أشخاص سئ وأسوأ فنساعد بكل قدراتنا علي تشوية ذاتنا وإنسجامنا مع العبودية والتفرغ لمهام أقل أهمية وأكثر تسلية ومنفعة سريعة
نبحث عن الميزة في الإستبداد
والفائدة الشخصية من الإستبداد
ومقاييس النجاح في واقع استبدادي
وبذلك نعزز من الإستبداد ونصبح أساس فيه نساعده ونحميه ونقاوم من يقترب
نفشل في إدراك القيم الإنسانية للعالم والقيمة من السياسة والاقتصاد والعلم وهو الإنسان ونستعين فيها بحسابات:
المنتصر والخاسر
الأقوي والأضعف
الأغني والأفقر
المعايير السطحية هي التي تجعل الإنسان بلا قيمة وتجدد وتحسن شروط الإستبداد
عقلية الإستبداد تري ان الإستبداد ليس المشكلة لكن شروطه هي المشكلة حاشية النظام الإستبدادي هي التي تفاضل في العالم الثالث بين الحكم الملكي الخليجي وعودة الخلافة الإسلامية وحكم الجنرالات في الجمهوريات المتخلفة
وفي كل حكم منهم من يفاضل بين ملك وملك او خليفة وخليفة او جنرال وجنرال
والحقيقة ان جميعهم استبداد لأن المعيار الوحيد لجودة النظام الحكم هو حال المواطن من حقوق الإنسان وليس اهمال المواطن وزيادة التحكم فيه بإسم معتقده ومن يثق فيه و بإستغلال إحتياجاته وعيوبه فيتحول للطاعة والتشوه والتمحور حول الذات والتسلية بالدوائر المحيطة الصغيرة المتاحة والإبتعاد عن مشاركة الشأن العام وذلك أساس العبودية
العبودية تربية وسلوك اما نتشوه وندافع عنها ونبحث عن مزاياها وتحسين شروطها او نتنازل عن حقوقنا
الحكم الاستبدادي ليس نوع نظام او شخص او خاص بمعتقد لكنه يعني :
فئة فوق المحاسبة
عقيدة فوق المحاسبة
سلطة فوق المحاسبة
في النظام الصحيح لا يوجد مهنة اعلي من مهنة والمهنة داخلها ادوات التطور والمحاسبة وعليها من خارجها النقد العام وإجبار الشفافية فلا ينتج من يتعالي ويرتب الجميع درجات
الحكم الديمقراطي في صالح منظومة الحاكم والمحكوم معا وليست مع طرف ضد الآخر لأن الديمقراطية في صالح المواطن سواء كان حاكم او محكوم وضد الاستبداد
الحاكم لا يمكن ان يتنازل عن الإستبداد بل ينتزع منه لصالح الديمقراطية
في حين ان المحكوم يمكن ان يتنازل عن العبودية لصالح مزيد من مساواته بالحاكم في النظام الديمقراطي
العقلية المشوهة بالاستعباد هي التي تفاضل بين معتقدات وأشخاص دون الانتباه لوجود او عدم وجود نظام يمنع الإستبداد يمنع الطغيان يمنع الانفراد بالحكم يمنع الفساد
لذلك فالعقلية المستعبدة لا تفضل التطور ولا تفضل التجارب الأحدث وترجح انه لا يوجد بديل افضل لانها لا تتوقف عند نقطة هامة وهي هل السلطة تحاسب؟ او هل السلطة تستطيع الانفراد بالحكم؟ او هل السلطة تستطيع منع المحاسبة لها او لفئات معينة؟
الاختيار للسلطة يجب ان يكون مبني علي نظام عدم الاستبداد ليكون حر وليكون النقد والمحاسبة والتطور امر سلمي ولتتكون البدائل له دائما
فليست المشكلة هي الاختيار الخاطئ ولكن المشكلة هي الإختيار في نظام استبدادي يضلل ويزيف أثناء الإختيار ويقطع اي طريق لبديل غيره ويخلق أعداء ويحاربها بإسم القيم العليا الحماية أو الدعم أو المساعدة فالاستبداد يتحكم في المال او السلاح او العقيدة لصد الأعداء عن الأفقير والضعيف والأقلية
ولذلك تتشكل العقلية المستعبدة فتري الاجبار امر طبيعي والتبعية امر ضروري والطاعة امر جيد والتقليد والتطور يكون دائما لصالح تحسين شروط العبودية ببعض المال او أحد الفرص او أدني الحقوق
العقلية الإستعبادية مستعبدة وتري انه لا يوجد أفضل وأعقل من الصعود في سلم العبودية لدرجة من درجات تقليل الإستعباد الفوقي
التشوه الإنساني بالعبودية يظهر علي حقيقته عندما يصل الإنسان إلي منصب أو شهرة أو ثروة حيث يصبح مدافع عن العبودية ويطلب الحرية والعدل لذاته فقط ويقنع العامة بالتحمل لدرجات قاسية من العبودية وأن ذلك هو الحكمة والأفضل وطبائع الأمور ونتيجة عيوبهم الشخصية لأن نظام الإستبداد اخفاقاته يدفع ثمنها العامة ومزاياه يحصل عليها البطانة والحاشية
ويصبح الحل الوحيد المتاح للإنسان العادي المتنازل عن حقوقه طواعيه لا يستطيع إرجاعها إلا بالطرق الملتوية وهي الصعود أكثر في سلم الإستبداد والعبودية
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. الأمم المتحدة تدق ناقوس الخطر.. أكثر من مليون شخص في غزة يوا
.. قلق واستياء في غزة مع إعلان الأونروا عدم قدرتها على تشغيل عم
.. بعد 11 عاما من التحقيقات في قضية بلعيد.. القضاء التونسي يصدر
.. برنامج الأغذية العالمي: شمال قطاع غزة تحول إلى بؤرة للجوع
.. أردنيون يتظاهرون بمحيط السفارة الإسرائيلية في عمان دعما لغزة