الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الطائفية ومخاطرها في اهيار الدولة والمجتمع تعديل .

صادق محمد عبدالكريم الدبش

2018 / 6 / 25
مواضيع وابحاث سياسية


الطائفية ومخاطرها في انهيار الدولة والمجتمع .

يقول الفيلسوف الألماني [ هيكل ] في تفسير بحث الإنسان عن الحقيقة: ” وسوف يظل البحث عن الحقيقة يوقظ حماسة الإنسان ونشاطه ما بقي فيه عرق ينبض وروح تشعر…” .
وجود المجتمع المدني الفاعل يعني وجود دولة القانون ، وجود المشاركة السياسية ، وبناء المواطنة وتحقيق الانتماء الوطني، لان هناك علاقة عضوية ثابتة بين المشروع الديمقراطي والمجتمع المدني ..حيث لا يتحقق أي منهما في غياب الآخر .

الدولة هي الروح الموضوعية التي يكون لكل مواطن شعوره فيها ، و الدولة بهذه الصفة، بوصفها الحقيقة الواقعية للحرية العينية ، هي التي تتولى كفالة الحريات الفردية والمصالح الفردية ونحوها فيما يتعلق بما هو مشترك بين المواطنين
وليس من أحد سواها .

الطائفية والتعصب الذى عرفته الأمم عبر كل العصور، هو أكبر وأخطر ما تواجهه البشرية خلال تأريخها ..وحتى يومنا هذا .

الطائفية لها أشكال متعددة ومتنوعة ، منها ماهو سياسي وقومي وأيديولوجي وديني ، ولكنها جميعها تصب في مجرى واحد ، في انكارها للتعددية ولمبدء التعايش والمواطنة ، ومن المحال أن تقوم دولة المواطنة بوجود الطائفية على الاطلاق .

وجوهر الخلاف بين الطوائف الدينية هو سياسي وصراع على السلطة والنفوذ والمال .
الطائفية مفهوم مشتق من (طاف، يطوف، طواف، فهو طائف) فالبناء اللفظي يحمل معنى تحرك الجزء من الكل دون أن ينفصل عنه بل يتحرك في إطاره وربما لصالحه.

والطائفية هي انتماء لطائفة معينة دينية أو اجتماعية ، ولكن ليست عرقية فمن الممكن ان يجتمع عدد من القوميات في طائفة واحدة بخلاف اوطانهم أو لغاتهم مثلما نراه عندنا في العراق .

الطائفية هي ليست هوية بل[( تيه ) والتي تعني ضلال وتحير وسقوط] 4 كما انها ليست ثقافة بل بدائية في جوهرها وتفكيرها وفكرها ، هي ليست انتماء بل تفتيت وتجزيئ للمجزأ وتضييع وضياع ...وهي جرح نازف وصراخ مدوي ومرض خبيث ومزمن يسري في جسد هذه الدولة والمجتمع التي تعشعش في حياتها الطائفية .

الطائفية هي إقصاء وإلغاء وأضطهاد للطوائف الأخرى ! ...

هي أشبه بالانتماء الى عصابة كبيرة منظمة تنظيما عاليا ، حيث الولاءات على أعلى مستوى ممكن ، تصنع هذه الولاءات بالمال المفرط أو بالاقتناع والإغراء ...والتعصب الأعمى أو بالتخويف والإرهاب وبالترغيب والهبات .

ان الطائفية بعد ان كان ولائها للدين والإيمان وللعقيدة تبدأ تدريجيا للولاء للشخص وللجماعة ...بدل ما كان في البداية الى المنهج والدين والإيمان ، وهذه هي الغاية والهدف !..

كان كل نشاطهم في بداية الأمر لخدمة الدين والعقيدة وهي حالة طبيعية لهذا الانتماء ، ولكن عندما يصبح الانتماء للأشخاص ويكونون هم الغاية والهدف بعد ان كانوا وسيلة !!...

فهنا تبدء الطائفية المتزمتة واللاغية لكل من يخالفها او يتصدى لثقافتها ومنهجها ، وتبدأ بالغلو والالغاء والخروج عن سياقاتها وجوهر نهجها ، فتتحول الى مافيا غرائزية مدمرة ومفتتة ومثيرة للشقاق والتبعثر والتقاتل على السلطة والمال والجاه .

أن التعبئة المذهبية والنفسية للعواطف والمشاعر قد بلغت مرحلة متقدمة جداً، وباتت مسيطرة تماماً على عقول العديد من الأفراد والجماعات في مجتمعاتنا العربية على وجه العموم ، وفي عراقنا بوجه خاص ، ومثال شاخص أمامنا ، في الصراع الطائفي منذ سنوات ، بين الطائفيين السياسيين !!..

بين السنّة والشيعة على حد سواء ، وكذلك بين مكونات شعبنا الأخرى وهنا تكمن الخطورة ..والتجييش من قبل أمراء الطوائف والميليشيات الطائفية يشكل الخطر الأعظم على حاضرنا ومستقبلنا .

ان بقاء مجتمعاتنا العربية في حالة من الجهل وعدم نشر الوعي والثقافة في هذه المجتمعات وخصوصا فئة الشباب ، فهي سياسة منهجية مقصودة للإبقاء على تلك المجتمعات في حالة غيبوبة ، من كل الذي يحدث حولها ، وهي حالة تنمي وتترعرع في أجوائها الطائفية ، ويشتد الشحن الطائفي لدى بسطاء الناس .

فالقوى الخيرة مدعوة اليوم لتوعية الجماهير بخطورة ما يمثله الانحياز الطائفي على حساب مبدأ المواطنة ، هذا الخطر الذي يهدد مجتمعاتنا ومستقبلها ومستقبل أجيالها القادمة , والذي يؤدي الى اليأس والقنوط .

ان مستقبل شعوبنا مرهون في فضح الطائفية وألاعيبها وفبركتها للدين ، بالضد من مصالح الناس ، ومخالف لمبادئ الدين الحنيف نفسه .

وهنا لابد من الإشارة الى أن المسؤولية الرئيسية والهامة تقع على عاتق رجال الدين وزعماء الطوائف خصوصا ؟!...

بأن يقولوا قولتهم ويفتوا بما أمرهم دينهم ومبادئه وقيمه ونهجه !...

ويجب الخروج عن صمتهم ..والإستمرار في مراوحتهم وسلبيتهم وعدم السعي الجاد والصادق والأمين في التصدي وبشكل مسؤول لكل ما وصلنا اليه ، من انقسام وتناحر وتشظي مستعر !...

فأوصلنا الى مفترق الطرق ، ولا أضن بأننا سنعود الى صواب النهج والسلوك ، أذا أستمرت الأمور تسير على هذه الشاكلة .

وليس أمامنا خيار ، غير أن نتخذ موقف مسؤول وصادق ووطني ، بالدعوة للتأسيس الى دولة العدل والمساوات والإنصاف ، دولة الدستور والقانون والمواطنة ( الدولة المدنية الديمقراطية العلمانية العادلة ) واليوم قبل أن تقع الواقعة ، وبعكسه سيحملكم التأريخ والناس والشرع والدين ، كل ما أقترفتوه بحق دينكم ووطنكم وشعبكم .

الطائفية تنشأ على الانكفاء على الذات ، تربط بينهما السلالة والعرق والفكر والمعتقد ، ويتضمن القلة العددية، ويكون الولاء للطائفة فوق الولاء للوطن والشعب .

كثير هي الاحداث الطائفية مثل ما حدث في أوربا في العصور الوسطى بين البروتستانت والكاثوليك أو الأرثوذكس والكاثوليك(بيزنطة وروما).

وقد كانت الطائفية من أبرز الانقسامات التي تحدث عنها التاريخ ، بين السنة والشيعة في العراق في القرن الثالث عشر ميلادي وماقبله ومابعده .

الطائفية" باعتبارها تعبيرا عن حالة أزمة تعيشها المجتمعات العربية مثل العراق ولبنان ، ومصر بين الأقباط والمسلمين ، حيث أصبحت الطائفية مذهبا وإيديولوجيات وهوية حلت محل الهويات الأخرى والانتماءات الأعلى ، بل وبدأت تتعالى عليها وقد تبدي الاستعداد للتقاطع معها وأخذ موقعها ، وهذا هو الذي يهدد وحدة العراق اليوم .

ويُعَرفُ معجم الأوكس فورد !.. الشخص "الطائفي"[1] بأنه الشخص الذي يتبع بشكل متعنت طائفة معينة.

بالنهاية يمكن وصف الطائفية في عصرنا الحالي بأنها التمييز بالعمل والمدخول ، أو الكره ، أو حتى القتل على أساس طائفة الشخص أو دينه. (1 )

مثلما يحصل اليوم في العراق من خلال التمييز بين الطوائف والمكونات ، والقتل على الهوية والتفجيرات والخطف والاغتيالات والتصفيات .

معظم الأحيان تكون "الطائفية" السياسية مُكَرًسَةٌ من ساسة ليس لديهم التزام ديني أو مذهبي ، بل هو موقف انتهازي للحصول على "عصبية" كما يسميها بن خلدون أو شعبية كما يطلق عليها في عصرنا هذا ليكون الانتهازي السياسي قادرا على الوصول إلى السلطة.

إن مجرد الانتماء إلى طائفة أو جماعة أو مذهب ، لجعل الإنسان المنتمي إلى تلك الطائفة طائفيا ، كما لا يجعله طائفيا عمله لتحسين أوضاع طائفته أو المنطقة التي يعيشون فيها ، دون إضرار بحق الآخرين، ولكن الطائفي هو الذي يرفض الطوائف الأخرى وغمطها حقوقها أو يُكْسِب طائفته تلك الحقوق ، وإنكار هذه الحقوق للطائفة الأخرى ...تعاليا أو تجاهلا لها وتعصبا ضدها.

برنارد لويس.. هو مستشرق يهودي صهيوني متعصب / حسب وصف السيد محسن محمد صالح / في بحثه بعنوان ( الصراعات الطائفية والمذهبية ...رؤية تأريخية ) ...لم تكن المنطقتان العربية والإسلامية بحاجة إلى انتظار لويس وأمثاله حتى تشهد نزاعات طائفية ، فالاختلاف طبيعي وقديم ، والناس يختلفون في الأديان والأفكار والثقافات، والمعايير والأولويات، والأذواق وغيرها" .

والإشكالية هنا لا تكمن في وجود الاختلاف ذاته ، وإنما في القدرة على إيجاد بيئة وأنظمة وقوانين تدير عملية الاختلاف ، بحيث يتحول إلى اختلاف تنوع وإبداع ، لا إلى اختلاف صراع ودمار.

فَيُنْقَلُ عن ( خلف بن المثنى ) نموذجا للحلقات العلمية الشعبية التي كانت تعقد في القرن الثاني الهجري، إذ يقول خلف: لقد شهدنا عشرة في البصرة يجتمعون في مجلس، لا يُعْرَفُ مِثْلَهُم في الدنيا عِلْما ًونباهة ، وهم الخليل بن أحمد الفراهيدي صاحب النحو (وهو سني)، والحميري الشاعر (وهو شيعي)، وصالح بن عبد القدوس (وهو زنديق ثنوي)، وسفيان بن مجاشع (وهو خارجي صُفري)، وبشار بن برد (وهو شعوبي خليع ماجن)، وحماد عجرد (وهو زنديق شعوبي)، وابن رأس الجالوت (وهو يهودي)، وابن نظير المتكلم (وهو نصراني)، وعمر بن المؤيد (وهو مجوسي)، وابن سنان الحراني (وهو الصابئة)، كانوا يجتمعون فيتناشدون الأشعار ويتناقلون الأخبار...وهنا معنى ذلك أنهم لم يتقاتلوا !..ولم يُنْكِرُ أَحَدُهُمْ على الأخر مُعْتَقَدُه !، فكانوا متعايشين رغم اختلاف خياراتهم ، وكذلك مجتمعنا وخلال القرن الماضي كان متعايش مع كل هذا الفسيفساء الجميل ، وجماله يكمن في تمازج وتعايش مكوناته ، ويشكلون باقة ورد متعددة الألوان في شكلها ورونقها .

وفي بعض فترات التاريخ الاستثنائية عانى المسلمون اضطهادا طائفيا دينيا كما حدث لأهل شمال أفريقيا تحت حكم الدولة الفاطمية التي تبنت المذهب الإسماعيلي، وكما حدث للسنة في إيران عندما تبنت الدولة الصفوية المذهب الشيعي الاثنا عشري ، وأكرهت الناس على التشيّع .

وعندما سيطرت الدولة العثمانية على العراق في النصف الأول من القرن الـ16 كان معظم جنوب العراق لا يزال سنيا ، وتحول هذا الجنوب إلى أغلبية شيعية في الفترة 1750-1900 تقريبا، وكان لا يزال تحت سيطرة الدولة العثمانية، وهي دولة سنية تبنت المذهب الحنفي .

التعصب الطائفي والمذهبي لا يقتصر على المسلمين ومناطقهم ، بل هناك تعصب منتشر في العالم قد يكون مسيحيا أو يهوديا أو بوذيا أو هندوسيا ، وهناك أنظمة عالمية لا تَسْلَم سياساتها من خلفيات دينية وثقافية تتسبب في تأجيج الصراعات.

والنزاع الطائفي قد يجر المنطقة إلى حالة من التمزق والصراعات والتفكك ! ... لا يستفيد منها سوى أعداء الشعوب ، وهذا النوع من الصراعات هو صراع أعمى ومدمر للجميع ، وحتى لتلك الأنظمة التي تلعب اللعبة الطائفية أو تسلك مسلكا طائفيا.

نلاحظ هنا الى أن السبب المباشر والأساسي في تنامي الطائفية ، هو وجود الدولة الطائفية وغياب الدولة الديمقراطية ، وسيادة الدكتاتورية كنهج وممارسة .
وهي واضحة في الأمثلة التي جاءت في سياق بعض ما جاء به التأريخ في الدولة الصفوية والعثمانية والفاطمية وقبلهم الرومان والصراع بين مكونات المجتمعات الاوربية .

وتكمن أولى خطوات العلاج ولجم الطائفية ، في احترام إرادة شعوب المنطقة وحقها في تقرير النظام السياسي الذي تريده، وفي منع التدخل الخارجي،( 2 ) .

الطائفية والمذهبية اصبحت العنوان الذي تسبب في نزيف الدم العربي، وبات حاضرا وبقوة في كل نقاش حول مصير هذه الشعوب ومستقبلها.

يمكن القول إن الصراع الطائفي له جذور سياسية اجتماعية وقبلية وعائلية واقتصادية ، لكنه أعطي منحى دينيا طائفيا حتى يسهل استغلاله.

يقول الكاتب والمفكر ومن المهتمين بالمشكلة الطائفية ( محمد المحفوظ ) ما يلي [ الطائفية كمشكلة هي وليدة بُنْيَة الدولة التي لا تتسع لجميع المواطنين ، ووليدة الخيارات السياسية المتبعة ، فهي ذات طبيعة سياسية ، ويَسْتَخْدِمُ السياسي الديني !!.. لتسويغ وتغطية نزعاته الاقصائية الأنانية والتمييزية’. ]

يقول الأمين العام لحزب البديل الحضاري المغربي د. مصطفى المعتصم : ( ‘الخطير في النزاع السني الشيعي اليوم هو امكانية توظيفه من طرف القوى الني استعمارية من اجل اثارة الفوضى الشاملة في منطقتنا ، ومن اجل الدفع الى اقصى الحدود للفتن في افق إعادة تفكيك جديد لمنطقتنا ) .

.كان الجنرال شارل ديغول يقول : ( ‘مشكلتي مع الفرنسيين أنهم يعتقدون أن لكل مشكلة حلا’ ؟..
لا ريب أن لكل مشكلة حلا .

فما هو الحل الممكن لتجاوز حالة الاحتراب الطائفي؟...

الحل لن يكون بانتصار طائفة على أخرى ، وَعِبْر التاريخ بين أيدينا في الصراعات الطائفية بين البروتستانت والكاثوليك، التي دامت 137 عاما ولم تنتصر أية طائفة منهما. ) .

في النهاية يجب ان يكون حل الطائفية ؟.. حلا استراتيجيا... كيف ذلك ؟

كان الفيلسوف هيكل يقول : ‘لا يمكن تجاوز شيء إلا بعد مواجهته ومناطحته ، ودفع ثمن المواجهة عَدْاً ونقدا’، وعليه لا يمكن تجاوز الطائفية إلا بمواجهتها وتفكيك الفكر الديني !!.. الذي يخلع عنها المشروعية .

ينبغي تفكيك كل الافكار العتيقة البالية الموروثة عن الماضي لكي تنهار، وتحل محلها أفكار الحداثة والتنوير والتسامح واحترام الكرامة الإنسانية.

هذه الواقعة التي أوردها الدكتور علي الوردي في كتابه ‘مهزلة العقل البشري ، وأنقلها بدون تعليق...
هذه على لسان الوردي :( ‘كنت أتحدث مع أحد الأمريكيين عن الصراع بين السنة والشعية ، فسألني الأمريكي عن علي وعمر ؟..هل هما يتنافسان الان على رئاسة الحكومة عندكم ؟..

كما تنافس ترومن وديوي عندنا ؟..

فقلت له : إن عليا وعمر يعيشان في الحجاز قبل ألف وثلاث مئة سنة.
وهذا النزاع الحالي يدور حول أيهما أحق بالخلافة ؟ .

فضحك الأمريكي من هذا الجواب حتى كاد يستلقي على قفاه.. وضحكت معه ضحكا فيه معنى البكاء ! ....وشر البلية ما يضحك ) . (3 ) .

تقول الكاتبة والصحفية الكويتية ...لمى عثمان في حوار مع ( سبر ) ما نصه [ اٍعْتَبَرْتُ ان الصراع المُتَسَيًدُ للساحة "هو صراع الفساد مع الفساد والاستبداد مع الاستبداد، والجبهتان ترفعان الدستور فوق أسنة الرماح"!!!.] . وهو في العراق كذلك .

الديمقراطية التي لا تحمي الحريات والأقليات ، وتصون كرامة الناس وتحمي حقوقهم ومعتقداتهم ، لا يمكننا أن نرتجي منها خير ، ولن تجلب إلا دكتاتورية الأكثرية وتسلطهم وفسادهم وإرهابهم من خلال استخدامهم لمؤسسات الدولة لخدمة مصالحهم وأنانيتهم ، والتي هي بالضد من مصالح السواد الأعظم من الناس ، وهذا هو الذي يجري على الساحة العراقية وما تمارسه الطبقة السياسية الحاكمة اليوم .

إن رفع الوعي عند المواطنين هو ضرورة وطنية ، ويتحتم بضرورة الإلتزام بالقانون والدستور، كثقافة تستدعيها مخاطر ما نمر به ، وهي مسؤولية يجب السعي من خلالها في الضغط على القوى الطائفية والميليشيات العابثة بأمن الناس ، واللاغية للدولة ومؤسساتها وللدستور والقانون ، ولتجنب فلسفة الانفراد والتسلط من قبل الميليشيات ، والتي تمارس أنشطتها جهارا نهارا وخارج إطار الدولة والقانون ، ومخاطر الانزلاق بحالات الانتقام الفردية التي نلاحظها على مدار العام !...بل وفي كل يوم ومن أطراف متعددة !...وجميعها خارجة عن القانون .

إن تمكين القضاء وقول قولته باعتباره الجهة الوحيدة التي لها قرار الفصل في النزاعات ، ومقاضاتهم والحكم على كل صغيرة وكبيرة ، من خلال المحاكم ذات الإختصاص ، ومن دون ذلك فإننا نسوق لشريعة الغاب !...وهو ألغاء للعدل والمساوات والقانون ، وقفز على مبدأ المواطنة التي هي أساس قيام الدولة المدنية العادلة وترسيخ لمصداقيتها .

نعيد تكرار ما ذكرناه ...بأن على منظمات المجتمع المدني والمنظمات الحقوقية العاملة في مجال حقوق الإنسان والمرأة والشباب ، والقوى الديمقراطية والتقدمية الساعية الى بناء الدولة المدنية العادلة ..دولة المواطنة ، وهنا تكمن أهمية هذه المنظمات لتكمل عمل الدولة أولا ولبناء علاقة أقوى ...مبنية على أسس القانون والعدالة بين المواطن والدولة ، وخاصة عندما تكون هذه الدولة تمر بمراحل معينة وخاصة المراحل الانتقالية ومرحلة ما بعد الأزمات، بالرغم من أن نظامنا السياسي مازال يمر بأعقد وأخطر مراحل وجوده المهدد بزوال الدولة ومؤسساتها المختلفة .

وَما نَيلُ المَطالِبِ بِالتَمَنّي" "وَلَكِن تُؤخَذُ الدُنيا غِلابا
وَما استَعصى عَلى قَومٍ مَنالٌ" "إِذا الإِقدامُ كانَ لَهُمْ رِكابا .
أمير الشعراء : أحمد شوقي .

1- المصدر : طائفية..من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة.
2- المصدر : الصراعات الطائفية والمذهبية ...رؤية تاريخية / محسن محمد صالح / الجزيرة نت .
3- المصدر : كل ما هو محصور بين هلالين منقول من مقالة بعنوان ( الدولة المدنية ...كحل للمسألة الطائفية ) بقلم المصطفى المصدوقِ / صحيفة القدس العربي / يومية سياسية مستقلة .
المصدر : معجم المعاني الجامع .

صادق محمد عبد الكريم الدبش
25/6/2018 م








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. السودان الآن مع عماد حسن.. هل سيؤسس -الدعم السريع- دولة في د


.. صحف بريطانية: هل هذه آخر مأساة يتعرض لها المهاجرون غير الشرع




.. البنتاغون: لا تزال لدينا مخاوف بخصوص خطط إسرائيل لتنفيذ اجتي


.. مخاوف من تصعيد كبير في الجنوب اللبناني على وقع ارتفاع حدة ال




.. صوت مجلس الشيوخ الأميركي لصالح مساعدات بقيمة 95 مليار دولار