الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حوران بين فكّي بوتن وترامب

محمد أحمد الزعبي

2018 / 6 / 26
مواضيع وابحاث سياسية


(حوران بين المطرقة والسندان ) هو عنوان مقال سابق لنا ، نشر قبل أقل من أسبوع من تاريخ هذا المقال ، ذلك أنني كنت يومها أصدق مايقوله الثلاثة الضامنون لما بات يعرف بمنطقة خفض التصعيد فيما بقي من سورية بعيداً عن سيطرة نظام بشار الأسد في الجنوب السوري ،الا وهو محافظة درعا ، فبوتن صرح بصوت مسموع وبعظمة لسانه أنه لن يدعم نظام بشار الأسد ، إذا ماقام بالهجوم على هذه المحافظة ، وكانت هذه حال الضامن الآخر لخفض التصعيد ،ألا وهوالولايات المتحدة الأمريكية ، التي كانت تصرح يومياً وهي تشاهد بأم أعين أقمارها الصناعية ومخابراتها الأخطبوطية ، كيف كان مثلث بشار وإيران وحزب الله الطائفي يحشدون الدبابات والأسلحة الثقيلة في المنطقة المعروفة ب (مثلث الموت) المطل على منطقةخفض التصعيد بدرعا ، في آنها لن تقف مكتوفة الأيدي أذا ماحاول النظام خرق اتفاق خفض التصعيد . بيد أن ماتبين لاحقاً وبعد أن اكتملت الاستعدادات العسكرية القتالية للنظام وحلفائه الطائفيين ، أن تصريحات كل من أمريكا وروسيا كانت تصريحات تكتيكية كاذبة ، الهدف منها التغطية والتعمية على تلك الحشود الكبيرة التي بدأت مهمتها في قصف مدن وقرى حوران بالصواريخ والبراميل ، التي قابلها ثوار حوران بالصمود والتصدي ، الأمر الذي معه كشف الثلاثي الضامن ومعهم إسرائيل أوراقهم كجزء من الثورة المضادة لثورات الربيع العربي ، حيث دخلت سوخوي بوتن المعركة من بابها العريض ، بينما دخلتهاأمريكا من بابها الخلفي حيث أبلغت المسؤولين العسكريين في حوران عن انسحابها من مسؤوليتها في الحفاظ على ( خفض التصعيد ) في جنوب سورية، وأن على الثوار أن يتدبروا أمورهم بإنفسهم (!!) . وذلك بعد أن أعطت الضوء الأخضر لبوتن وبشار وقاسم سليماني وحسن نصر الله بالبدء في المهمة الموكلة إليهم في سورية . إذن لقد ( ذابت الثلجة. وبانت المرجة) ياأيها الثلاثي الضامن كذباً لوقف التصعيد في حوران ( أمريكا ، روسيا ، الأردن )، بل إن خفض التصعيد – من وجهة نظرنا - كان مطلوباً فقط لكي يلتزم به الثوار فقط ، ريثما يقوم النظام وأنصاره بالاستعداد لاستكمال مهمتهم في القضاء على الثورة السورية ،التي باتت تمثل الحلقة الأخيرة في سلسلة ثورات الربيع العربي ، ثورات الحرية والكرامة والديموقراطية وحقوق الإنسان ، بل وباتت تمثل الشوكة الجارحة في حلق بشارالأسد ونظامه الطائفي .
المطلوب من قادة ثورة 18 آذار 2011 ، مدنيين وعسكريين ،أن يعترفوا اليوم للشعب السوري عامة ، ولأهالي حوران خاصة ، في أنهم خدعوا من بوتن وترا مب وعبد الله الثاني ، وعليهم أن يقدموا اعتذارهم للاجئي مخيم تل الزعتر ، ولعشرات الألوف الذين باتوا على حدود جلالته اليوم ، يفترشون التراب ويلتحفون السحاب . ويرون في الموت خلاصهم الوحيد من هذه المأساة الإنسانية،التي بدات بكذبة بشارالأسد عن " العصابات المسلحة" ولن تنتهي بكذبة بوتن وترامب وولي الفقيه وحسن نصرالله عن "الإرهاب" .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بلينكن في الصين يحمل تحذيرات لبكين؟ • فرانس 24 / FRANCE 24


.. زيارة سابعة مرتقبة لوزير الخارجية الأميركي إلى الشرق الأوسط




.. حرب حزب الله وإسرائيل.. اغتيالات وتوسيع جبهات | #ملف_اليوم


.. الاستخبارات الأوكرانية تعلن استهداف حقلي نفط روسيين بطائرات




.. تزايد المؤشرات السياسية والعسكرية على اقتراب عملية عسكرية إس