الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تحالف (سائرون- الفتح) أسبابه... مآلاته.

حيدر ناشي آل دبس

2018 / 6 / 26
مواضيع وابحاث سياسية


بعد المتابعة للحراك السياسي بين الكتل التي أعلنت المفوضية العليا المستقلة للإنتخابات فوزها في الإنتخابات التشريعية الأخيرة، نجد إن هنالك إرادات خارجية تتحكم في هذا الحراك، والدور الامريكي هو الاكبر، رغم الوضوح الاعلامي لتحركات الإيرانيين، إلا إننا نلاحظ إيران أخذت دور الدفاع القلق للحفاظ على مكتسباتها في العراق.
في خضّم هذا الصراع ظهر على السطح اكثر التحالفات أستغراباً للجماهير هو تحالف (سائرون- الفتح)، فبعد شعارات كتلة سائرون بالابتعاد عن الولاءات الخارجية ومحاربة الفساد، والخطاب الوطني المنبثق من الحركة الاحتجاجية الذي تبنته، يفاجئنا (مقتدى الصدر) بأعلانه هذا التحالف رغم أوصافه المتكررة لكتلة الفتح بأنها منفلتة أو لا تمثل النسيج الوطني العراقي، وتتبنى الطائفية منهجاً سياسياً، لكن بعد قراءة هادئة نجد إن الضغوط الامريكية هي التي دفعت بهذا الاتجاه، وقد يتساءل القارئ ما هو القاسم المشترك بين الفتح وأمريكا، في البدء لابد من معرفة إن الامريكان يعتمدون سياسة الاحتواء في تعاملهم مع الاخرين، وليس معسكرين على غرار (المسلمين وقريش)، خصوصاً إذا عرفنا إن ما يجمع فصائل (تحالف الفتح) هو المصالح وليس العقيدة مثلما يدعّون، فسيطرتهم على الملاهي الليلية ومحلات بيع الخمور وتبعية هذه الاماكن لهم، فضلاً عن شبهات الفساد المالي المتهمين به، خير دليل على أن المال هو المحرك الاساسي، والخطاب الديني الذي يتبنونه ما هو إلا خداعاً لجماهيرهم التي أنتخبتهم معتقدين بهم حامين حياض المذهب، لذلك كل من يجمعهم المال يفرقهم المال، وهدف أمريكا تقليم أظافر إيران في العراق بعد فشلهم في كل السياسات التي حاولوا تطبيقها طوال السنوات ما بعد الاحتلال، إذ كلما تحاول أمريكا المضيّ بمشروع يخدم مصالحها تجد مشروعاً مضاداً لإيران يسحب البساط من تحت أقدامها، فمن احتلال العراق الذي كان المستفيد الاكبر منه إيران، إلى تنظيم القاعدة، وصولاً إلى تنظيم داعش، وهاهي أمريكا تحاول مجدداً من خلال إحتواء ذراع إيران الاقوى في العراق عبر تقريبهم وأغرائهم بالمناصب والمال السياسي، لتفتيت هذا التحالف وإضعافه، فإذا تحول ولاء نصف أو ربع عدد إعضاء كتلة الفتح إلى أمريكا، ستكون هي المستفيد الاول، وسيدب الخلاف بين أعضاء هذه القائمة مما يؤدي إلى تفتيتها.
إن أمريكا تحاصر إيران عبر عدد من الاجراءات التي إتخذتها أو التي ستتخذها لاحقاً، فبعد الغاء الاتفاق النووي، وتحييد كوريا الشمالية، تعمل الان على الخطوة الثالثة وهي السيطرة على السوق العراقية التي كانت منفذاً إقتصادياً كبيراً لايران طوال السنوات الخمسة عشر الماضية.
إذاً بالمحصلة النهائية صراع الارادات هذا، الخاسر الاكبر منه هو الشعب العراقي، فالمناصب التي ستمنحها أمريكا لمرشحي قائمة الفتح في الحكومة المقبلة، هي مناصب عراقية والاخفاق الذي سيلحقها نتيجته تنعكس علينا، والمال الذي ستغدق به على هؤلاء هو مالنا المباح جراء غياب الارادة الوطنية، فهي محاولة أخرى كغيرها من المحاولات السابقة غير مضمونة النتائج، ومن الطبيعي إن إيران لن تقف مكتوفة الايدي وستكيّف سياستها مع المتغيرات الحاصلة للخروج من هذا الحصار حتى لو وصل الامر إلى جعل العراق ساحة حرب عسكرية بين الدولتين، غير مكترثين بما سيلحق ببلدنا من أضرار جسيمة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ملف الهجرة وأمن الحدود .. بين اهتمام الناخبين وفشل السياسيين


.. قائد كتيبة في لواء -ناحل- يعلن انتهاء العملية في أطرف مخيم ا




.. وسائل إعلام إسرائيلية تناقش تداعيات الرد الإيراني والهجوم ال


.. إيران وروسيا والصين.. ما حجم التقارب؟ ولماذا يزعجون الغرب؟




.. مخلفا شهداء ومفقودين.. الاحتلال يدمر منزلا غربي النصيرات على