الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الراهن المغربي على شفا حفرة من النار

طريق لمقدمي

2018 / 6 / 28
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


الراهن المغربي على شفا حفرة من النار


إن المتتبع لأطوار المحاكمة الدراماتيكية لمناضلي ومناضلات الإنتفاضة المجيدة التي عمت وتعم ربوع وطننا المغرب السقيم بداء الإستبداد المنتشر في سائر جسده,لا تخفى عنه السيناريوهات المرتقبة والمتوقع حدوثها في واقعنا الإجتماعي "المريض",و أول تمثل يتباذر إلى الذهن هو أن النظام السياسي بالمغرب لايلعب بالنار وفقط, بقدر ما أنه يقفز على فوهة النار ذاتها,فكما يقول المثل العربي,"يستحيل أن تسلم الجرة من الإنكسار كل مرة"..
فعندما نرى ونسمع الأحكام الصادرة من طرف "المحكمة" المغربية في حق معتقلي الإنتفاضة المجيدة بمدينة الحسيمة الريفية,إذ بلغ توزيع الأحكام إلى ثلاثة قرون سجنا نافذا على مجموع المعتقلين والمعتقلات, بما فيهم صغار السن.., فهذا الواقع الملموس يدل على أن القائمين على أمور دولة المغرب,إما أنهم في حالة ثمالة, أو أنهم يريدون إلغاء أنفسهم بآلياتهم هم..
بالرغم من أن "الدستور" المغربي ينص في العديد من مواده ويركز في آن,على أن حرية التظاهر والتجمهر والإحتجاج والفكر..يحميها ويكفلها "الدستور",إلا أن ذلك يبقى حبر على الأوراق وكفى..,وللدولة المخزنية الكلمة الفصل في كل الأمور..,فكما هو معلوم أن الإنتفاضات المغربية المستمرة سواء في تازة 2011/2012 أوفاس, جرادة أو الحسيمة(...) كانت ولاتزال مطالبها كلها تصب في مجرى العدالة الإجتماعية من سكن,شغل,صحة وما إلى ذلك...,إلا أن النظام المخزني أبى ان يجعلها في فلك الممنوع والمحضور.., بمعنى, عش يا مواطن ويا مواطنة في دولة المغرب في مستنقع الذل والفقر والمرض وقس على ذلك..,دون أن تقول لا ولا للإستبداد عامة وتنتفض عليه,حتى بات المواطن المغربي من كثرة الرعب لايستطيع فتح فاه إلا عند طبيب الأسنان..
دعونا ببساطة نحلل ونفسر حيثيات اعتقال زعيم انتفاضة الحسيمة "ناصر الزفزافي" المناضل الشريف بكل المقاييس,بصرف النظر عن الجهات المدسوسة التي حاولت امتطاء موجة الحراك بذات المدينة..,فعندما وصلت الإنتفاضة ذروتها وبات النظام المخزني قاب قوسين أو أدنى من الخنوع لكافة مطالب ساكنة الحسيمة المنتفضة,جاءت القشة التي عدلت من موازين القوة بين النظام المخزني وما بين "ثوار وثائرات الريف",فعندما وجه "ناصر" النقد اللاذع (لإمام) مسجد أثناء اجتراره لخطبة صلاة الجمعة المعدة سلفا كما هو متعارف عليه في المغرب,وكان ذلك النقد اللفظي وفقط, هو من قاد "ناصر" إلى غياهب السجن السيء الصيت "عكاشة" وتم الحكم عليه ب عشرون سنة سجنا نافذا,ففي هذا السياق تنبغي الإشارة إلى أن الدين تاريخيا هو من يكرس دول وإمبراطوريات الإستبداد,سواء كان دينا يهوديا أو مسيحيا أو كما في نموذجنا إسلاميا,فالدين من هذا المنطلق التاريخي هو من يضفي الشرعية على الأنظمة المستبدة التي تخط بالواضح على "دساتيرها" أن الدين هو الثابث المقدس و لايجوز مساسه بأي شكل من الأشكال,حتى وإن كان هذا المساس في اللاوعي,(أي لايمكنك حتى أن تنوي ذلك) فالدين أو بالأحرى ,الإسلام كما في واقعنا المغربي,صار "كطعم السمك" ينصب لكل من سولت له نفسه أن يثور أو ينتفض من أجل المطالبة بالحق كيفما كان..(يتبع..)
طريق لمقدمي-تازة-المغرب








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ماهر الأحدب: عمليات التجميل لم تكن معروفة وكانت حكرا على الم


.. ما هي غايات الدولة في تعديل مدونة الاسرة بالمغرب؟




.. شرطة نيويورك تعتقل متظاهرين يطالبون بوقف إطلاق النار في غزة


.. الشرطة الأرمينية تطرد المتظاهرين وسياراتهم من الطريق بعد حصا




.. كلمة مشعان البراق عضو المكتب السياسي للحركة التقدمية الكويتي