الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


دعوة لوجبة فاخرة

نبيل عودة
كاتب وباحث

(Nabeel Oudeh)

2018 / 6 / 29
كتابات ساخرة



السيد منير رجل غني جدا، خرج من مكتبه، ركب سيارته الفيراري الفاخرة وانطلق بها الى بيته، سعيدا بما انجزه في حياته من امول واملاك تكفي لأحفاد أحفاده حتى عشرات الأجيال دون ان يرهقوا أنفسهم بالعمل.
في الطريق، وهو يستمع لأغنية الفنانة الكبيرة هيفاء وهبي:
" ليك الواوا بوس الواوا خلى الواوا يصح
لما بوستو الواوا شيلتو صار الواوا بح "
كان يدخن سيجاره الكوباني الفاخر والذي لا يقل ثمنه عن 300 دولار أمريكي، حين شاهد رجلا وزوجته وحولهم أربعة أولاد بملابس ممزقة ورثة وشبه حفاة يأكلون حشائش نبتت بجانب الطريق.
بما ان السيد منير ولد في بيت فقير سابقا، رق قلبه لما يرى، وقرر ان فعل الخير هو واجب انساني، ويكسبه رضاء الله ويبيض صفحته يوم الحساب.
أوقف سيارته الفيراري، ترجل منها، اقترب للرجل وزوجته واولادهما وسأل:
- لماذا تأكلون الحشائش .. الا تضر بصحتكم؟
- كما ترى يا سيدي، نحن فقراء وجائعين، وليس لدي في البيت حتى كسرة خبز للأولاد.
- هذا أمر مؤسف .. اذن سأدعوكم لوجبة فاخرة في منزلي، اصعدوا لسيارتي.
ما أكمل السيد منير جملته والا الأولاد يركضون لسيارة الفيراري، وورائهم والدهم وامهم.
انطلقت الفيراري نحو بيت السيد منير .. والأولاد يتوقعون وجبة كثيرا ما حلموا عليها، والوالدين يشعرون بالسعادة ان يتذوقوا بعض الطيبات من منزل هذا الغني، لعل ذلك ينقذ أولادهم من فقر الدم الذي يعانون منه.
دخلت الفيراري من بوابة ضخمة نحو مساحة ارض كبيرة جدا، في صدرها قصرا كبيرا، وامام القصر حديقة تملأها النباتات الكثيرة جدا من اشكال والوان متعددة.
نزلوا من السيارة وهم مصدومون من جمال القصر واتساع الأرض حوله، قال السيد منير:
- تفضلوا .. هل ترون هذه الحديقة؟ العامل الذي يرعاها ويقص النباتات حتى لا تغطي على جمال الزهور، مريض وغائب منذ أسبوع، تفضلوا، كلوا حتى الشبع، ان نباتات حديقتي أفضل وأنظف من نباتات الشارع.
[email protected]








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كل الزوايا - -شرق 12- فيلم مصري يشارك في مسابقة أسبوع المخرج


.. الفيلم اللبنانى المصرى أرزة يشارك فى مهرجان ترايبيكا السينما




.. حلقة #زمن لهذا الأسبوع مليئة بالحكايات والمواضيع المهمة مع ا


.. الذكاء الاصطناعي يهدد صناعة السينما




.. الفنانة السودانية هند الطاهر: -قلبي مع كل أم سودانية وطفل في